افتتح مساء (الثلاثاء) في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، في الظهران شرق السعودية، المؤتمر الدولي للفن الإسلامي تحت شعار «المسجد... إبداعُ القِطَع والشكل والوَظِيفَة».

وشهدت الافتتاح حضور رفيع المستوى من المسؤولين والمختصين بالفن الإسلامي والمعماري، يتقدمهم أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، ويبحث المؤتمر على مدى 3 أيام عناصر الفن المعماري والقطع الأثرية للمساجد وتطورها عبر الأزمان.

وأشاد الأمير سلطان بن سلمان خلال كلمته بالتحدي الذي أطلقه «إثراء»، تحت عنوان «مسجد المستقبل» الذي تم تخصيصه لطلبة الجامعات؛ وأشاد أيضاً بجائزة الفوزان «التي بدأت تحقق مبادرات وإنجازات متتالية»، مباركاً للجائزة تسجيلها في منظمة اليونيسكو كأول جائزة عالمية؛ لتشجيع العلماء الشباب في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان على ضرورة العناية بالمساجد، مشدداً في الوقت ذاته على تطوير فناء المساجد والأماكن التي تحيط بها، كما استعرض التحولات العالمية التي تستوجب إبراز دور المساجد «التي تعد جزءاً لا يتجزأ من منظومة المستقبل».

منوهاً بأن المؤتمر يجذب المشاركين والمتابعين لمعرفة الحقب الإسلامية التي أثرت على بناء المساجد بطرق فنية معمارية، موضحاً أن المساجد أماكن للراحة والسعادة.

واعتبر المساجد متاحف معمارية، مشيراً في الوقت ذاته إلى مشروع «العناية بالمساجد الخيرية»، ولا سيما المساجد القديمة، فلها أولوية في العناية بها، ناصحاً بزيارة مواقع مؤسسة «مساجد الطرق»، وذلك لما أولته من عناية كبيرة لمساجد الاستراحات والطرق.


وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى دور المملكة في تطوير المساجد والاهتمام بإيصال رسالتها والحفاظ على تراثها، منذ تأسيس الدولة حتى عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، وقال: «أشرفت على كثير من المساجد، منها مسجد الملك عبد العزيز الذي أنشأه الملك سلمان بن عبد العزيز، كأول مسجد بعد خروج المسلمين من إسبانيا». مستوقفاً من شريط ذكرياته صلاته في مركبة الفضاء، قائلاً: «قمت بأداء الفروض الخمسة جمعاً وقصراً في مركبة الفضاء، وتمكنت من ختم القرآن».

من جهته، كشف مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، عبد الله الراشد، عن إطلاق تحدي «مسجد المستقبل» لطلاب الجامعات؛ حيث سيتم الإعلان عنه الشهر المقبل، مبيناً أن «التحدي سيكون فرصة لكي نرى مساجد المستقبل في أعين الشباب؛ لتحفيز التفكير الإبداعي، والرغبة في الحصول على مخرجات تمثل نماذج ممكنة لمستقبل المساجد».

وقال الراشد إن إقامة المركز للمؤتمر الدولي للفن الإسلامي تأتي تماشياً مع رؤيته في الحفاظ على المساجد لاعتبارها جزءاً لا يتجزأ من هويتنا وثقافتنا؛ حيث يبلغ عدد المساجد في العالم نحو 3.6 مليون مسجد، وتشكل العنصر الأساس والرئيسي في مختلف المجتمعات والمدن العربية والإسلامية، ولا سيما أنها تشكل رموزاً بصرية للمدن والبلدان العربية والعالمية، موضحاً أن هناك مسجداً لكل 500 مسلم حول العالم، مشيراً إلى أن المساجد تلعب دوراً هاماً في بناء الأجيال، لتأثيرها في حياتهم شكلاً ومضموناً بأبعاد ثقافية واجتماعية مختلفة.

من جانبه، أكد رئيس اللجنة التنفيذية لجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، عبد الله عبد اللطيف الفوزان، أن دور مجلس الجائزة يقوم على عمارة المساجد والحفاظ على هويتها، ومن منطلق جلسات المؤتمر الذي يقيمه «إثراء»، ستكون هناك جوانب فريدة وجلسات ثرية ستسلط الضوء على أبعاد المسجد وتطوره، استكمالاً لما تقوم به الجائزة منذ أعوام.

فيما أشار إمام المسجد النبوي، فضيلة الشيخ أحمد الحذيفي، إلى الدور التاريخي الذي قدمته المساجد، مبيناً أن «المساجد أصبحت معالم من حضارة المسلمين ومتاحف تزهو بها حضارتنا»، مبيناً المسيرة التاريخية التي قدمتها المملكة العربية السعودية باهتمامها بالجانب الفني والثقافي للمساجد.

واستعرض الرئيس التنفيذي لهيئة المتاحف السعودية الدكتور ستيفانو كاربوني دور المتاحف في المملكة وما تقدمه من إنجازات؛ حيث تم إنشاء هيئة المتاحف كواحدة من 11 هيئة في وزارة الثقافة، وهذا يتماشى مع «رؤية المملكة 2030» لدعم القطاع الثقافي، مبيناً الاستراتيجية التي أطلقتها هيئة المتاحف، لبناء منصات ثقافية متنوعة تثري الزائرين إليها، مشيراً إلى أن «الاستراتيجية ستشهد إعادة تشكيل المتاحف في الرياض، بما في ذلك المتحف الوطني ومتحف قصر المصمك». وكشف أنه من المتوقع أن يتم توظيف أكثر من 16 ألف شخص بشكل مباشر في قطاع المتاحف بحلول عام 2030، في الوقت الذي يصل عدد الموظفين الحاليين إلى 700 موظف.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية