في اليوم العالمي لعقاب الجرائم ضد الصحفيين.. انتهاكات حوثية مستمرة بحق صحفيي اليمن
في الوقت الذي لا زالت الصحافة في اليمن، تشهد عامًا إضافيًا من صفحات حرب حوثية يستمر دورانها لسنة ثامنة تواليًا، يحل يوم عالمي بهذا الجانب وصحفيو اليمن يعيشون أشد انتهاكات وجرائم تمارس ضدهم من قبل آلة الحرب الحوثية في العاصمة صنعاء، ومختلف المناطق التي تخضع لسيطرة المليشيا الإرهابية المدعومة إيرانيًا.
في اليمن، لا يصادف الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام مناسبة "اليوم العالمي للإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين"، بل يمثل مناسبة لتذكير المجتمع الدولي بما عاشه ويعيشه الصحفيون من فصول الجحيم في السجون السرية والمعروفة لمليشيا الحوثيين الإرهابية.
الثاني من نوفمبر أقرته "الأمم المتحدة" في العام 2013م، يومًا عالميًا لإنهاء الافلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين/ات في أنحاء العالم.
صحفيون في زمن المليشيا
بين تعذيب وحشيٍ وتهديد وأحكام جائرة بالإعدام ومنع من الزيارات والطعام وصولاً إلى الإخفاء القسري في معتقلات وزنازين، يعيش الصحفيون الذين تختطفهم مليشيا الإرهاب الحوثية في معتقلاتها بصنعاء وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها.
تشير نقابة الصحفيين اليمنيين في تقريرها الخاص بالانتهاكات التي طالت الحريات الإعلامية، في اليمن، خلال الربع الثالث من العام 2021م الجاري، إلى أن الحوثيين ارتكبوا منذُ بداية "يوليو" وحتى نهاية "سبتمبر" 13 حالة انتهاك بحق الصحفيين.
ورصدت النقابة 4 حالات تعذيب للصحفيين المختطفين لدى مليشيا الحوثي منذ العام 2015م، وهم "عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، أكرم الوليدي، وحارث حميد" مؤكدةً تسجيلها 4 حالات حرمان لهؤلاء الصحفيين المختطفين من حق التطبيب والرعاية الصحية.
ووثق التقرير حالة تهديد واحدة من المليشيا طالت صحفيًا في صنعاء، فيما تم توثيق حالتي منع من تصوير ومصادرة كاميرات.
معاناة ومحاكمات سرية
وفي السياق، تعمدت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا عقد جلسات محاكمة سرية للعديد من الصحفيين المختطفين لديها، وهو الأمر الذي أدانته المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى" في بيان صادر عنها بمناسبة اليوم العالمي للإفلات من عقاب الجرائم ضد الصحفيين.
ولفتت "صدى" إلى أنها حصلت على معلومات من محامي الصحفيين عبدالمجيد صبرة، تؤكد قيام المليشيا بمحاكمة سرية، في سجون خاصة بها، لعدد من المختطفين بينهم الصحفيان "محمد الصلاحي، و محمد الجنيد" إثر اختطافهم من مدينة الحديدة منذ أربع سنوات.
وكانت مليشيا الحوثي قد اختطفت الصحفي محمد عبده الصلاحي في أكتوبر 2018م إلى جانب اثنين من زملائه، أُفرج عنهما سابقًا، من مقر عملهم، بمدينة الحديدة، غربي اليمن، ونقلتهم إلى صنعاء.
وفي بيانها استنكرت "صدى" بأشد العبارات قيام المليشيا بمحاكمة الصحفيين، واعتبرتها محاكمات باطلة وجريمة تضاف لجرائم أخرى ارتكبتها هذه الجماعة بحق الصلاحي والجنيد، بدأت بمضايقتهم واختطافهم. محمّلةً مليشيا الحوثي الإرهابية المسئولية الكاملة تجاه سلامة وحياة الصحفيين المختطفين والمخفيين لديها. وجددت مطالبتها بالإفراج الفوري عنهما دون قيد أو شرط.
ودعت "صدى" المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان للضغط على المليشيا الحوثية، من أجل الإفراج عن جميع الصحفيين المختطفين، مهيبةً في الوقت نفسه بكل المنظمات المحلية الحقوقية والصحفية وجميع الزملاء للتضامن مع الصحفيين المختطفين، والمطالبة بالإفراج الفوري عنهم.
المنظمة الخاصة بالصحفيين اليمنيين، جددت دعوتها لوقف المحاكمات غير القانونية، واستخدام الصحفيين المختطفين في المكايدات السياسية، واستغلال القضاء للترهيب وتكميم الأفواه وإصدار قرارات القتل بحق الصحفيين.
يشار إلى أن محاكمة مليشيا الحوثي للصلاحي والجنيد ليست الأولى ضد الصحفيين فقد قامت بمحاكمات هزلية لعشرة صحفيين مختطفين، حيث أصدرت في أبريل 2020 م، أحكاما خارج القانون بإعدام 4 صحفيين هم (عبدالخالق عمران، وتوفيق المنصوري، وحارث حميد، وأكرم الوليدي).
وتمارس المليشيا ضد الصحفيين الأربعة صنوفًا من التعذيب الجسدي والنفسي، وصولاً بها إلى إخفائهم قسرًا ومنع العلاج عنهم، وذلك على الرغم من معاناتهم من أمراض مزمنة، بحسب أسرهم التي دعت، وما زالت، إلى إنقاذهم والإفراج عنهم.
وفي سياق الانتهاكات، نشر الصحفي المختطف، والمفرج عنه في أكتوبر من العام الماضي، هشام اليوسفي تغريدة على "تويتر" كتب فيها: "يجب أن لا يفلت قادة مليشيا الحوثي المنتهكين لحرية الصحافة من العقاب، على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في اليمن".
وقال اليوسفي، وهو ضمن 10 صحفيين مختطفين لدى المليشيا منذُ العام 2015 م: "رسالة للعالم منا نحن الـ5 الصحفيين اختطفتنا جماعة الحوثي لخمسة أعوام ونصف عشنا فصولاً من الجحيم".