لعبت القاهرة على مدار السنوات الماضية دورا بارزا في دعم جهود استعادة ليبيا استقرارها وسيادتها، وذلك عبر الدفع نحو إنجاح المسارات السياسية والدستورية والاجتماعية المختلفة، وفي القلب منها المسار العسكري، لتستضيف اليوم اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة "5+5"، الذي يناقش عدة ملفات، أبرزها وضع خطة وآلية خروج لجميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا.

وقال مدير المركز المصري للفكر والدراسات العسكرية، العميد خالد عكاشة، إن اجتماع "5+5" في القاهرة "مهم للغاية من حيث الملفات التي تضطلع بها اللجنة، والتوقيت الذي ينعقد فيه الاجتماع، إذ لم يتبق على الانتخابات العامة سوى أقل من شهرين".

وتابع عكاشة: "توحيد المؤسسة العسكرية هدف استراتيجي لمصر، في إطار بناء مؤسسات الدولة الليبية"، منبها إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وأطراف دولية كثيرة، تحدثوا عن ضرورة إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا من أجل تحقيق الاستقرار والوصول إلى عقد الانتخابات دون تهديدات، مما يضمن وصول الأصوات الليبية إلى صناديق الاقتراع وخروج نتيجة يعترف بها من الداخل والخارج.

ولفت إلى وجود "تنسيق مصري أممي" لإزالة كل العقبات أمام الانتخابات في ليبيا، وتابع: "أهم التحديات التي تواجه العملية الانتخابية بالطبع هو ضيق الفترة المتبقية لعقدها، لكن جهود إخراج المرتزقة بدأت بالفعل منذ شهور، واجتماع القاهرة ليس الأول الذي يتناول الملف، ولذلك القنوات مفتوحة بين مصر والأطراف الدولية، وهناك محاولة لتكوين حشد دولي في القاهرة لإنجاز هذه المهمة، والوصول إلى مرحلة تأمين الانتخابات من أي تعطيل على الأقل".

توحيد المؤسسة العسكرية

وانطلقت الجهود المصرية الحثيثة لإعادة بناء الجيش الليبي، منذ نحو 10 أعوام، إذ كانت القاهرة هي الحاضنة للقاءات الضباط الليبيين من جميع المناطق، التي تناولت آليات هيكلة الجيش والمؤسسة الأمنية، كما شهدت تلك السنوات زيارات من وفود مصرية إلى ليبيا، والتي تناولت الملف نفسه.

وقد أسفر هذا الحراك عن الخروج بتفاهمات خلال الفترة بين عامي 2016 و2018، تتعلق بـ"حظر التشكيلات الموازية للجيش وضوابط التجنيد وصياغة القوانين وقرارات عمل المؤسسة العسكرية، واقتراح إنشاء مجلس للأمن القومي بقيادة سياسية، ومجلس للدفاع الوطني بقيادة سياسية عسكرية، ومجلس للقيادة العامة بقيادة عسكرية، وحدد المقترح مكونات هذه المجالس ومهامها"، وقد أقر تلك الجهود مؤتمر برلين الأول بشأن ليبيا، والأطراف الدولية المشاركة فيه.

ثم كانت الغردقة شاهدة على محادثات لجنة "5+5"، خلال اجتماعات دارت رحاها في نهاية العام الماضي، وخرجت بتوصيات كانت نواة اتفاق وقف إطلاق الذي وقعته اللجنة في جنيف بأكتوبر العام الماضي، وهو أبرز إنجاز حدث في الساحة الليبية خلال السنوات الأخيرة، حيث أسهم في إعطاء دفعة للمسار السياسي، وصولا إلى التوافق حول خارطة الطريق التي تنتهي بعقد الانتخابات في ديسمبر المقبل.

وأشاد عضو لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب الليبي، علي التكبالي، بالجهود المصرية التي كان لها السبق من أجل إيقاف الحرب في ليبيا، مذكرا بإطلاقها إعلان القاهرة في يونيو من العام الماضي، الذي دعا إلى إخراج المرتزقة من البلاد، والتوزيع العادل للثروات، وحل الميليشيات واستكمال ملف توحيد المؤسستين الأمنية والعسكرية.

كما نوه التكبالي، في حديثه إلى موقع "سكاي نيوز عربية"، بالدور الحاسم للسيسي حين أعلن أن سرت والجفرة "خطا أحمر"، مشددا على أن القاهرة قامت بدورها المعهود في الدفاع عن الأمة العربية ضد الأخطار الخارجية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية