في أقل من عشرة أيام مضت، سقط ما لا يقل عن 400 شهيد وجريح من المدنيين جراء الإرهاب الحوثي المدعوم إيرانيًا على عديد مناطق آهلة في مديرية الجوبة، إلى الجنوب من محافظة مأرب، في ظل استمرار سكوت وخذلان غير مبرر من المجتمع الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة، تجاه هذا الإرهاب والجرائم الوحشية التي دأبت على ارتكابها المليشيا الحوثية بحق مدنيي المحافظة. خلال الـ24 ساعة الماضية، قالت مصادر محلية عدة في عزلة الجرشة- شمال المديرية - إن المليشيا شنت قصفًا عشوائيًا بعشرات القذائف الصاروخية، وكذا الصواريخ البالستية، طال مساكن المواطنين في العزلة، وخلف عشرات الضحايا من المدنيين. ووفق المصادر فإن أحد صواريخ المليشيا الحوثية سقط على منزل الشيخ القبلي البارز في قبيلة مراد عبداللطيف القبلي نمران في منطقة العمود، ما أسفر - بحسب حديث المصادر لـ"وكالة 2 ديسمبر الإخبارية" - عن استشهاد 14 مدنيًا على الأقل بينهم نجليه، ونساء وأطفال، إضافة إلى إصابة آخرين. ورصدت " 2 ديسمبر" تدمير أكثر من 20 منزلاً ومسجدا ومدرسة في منطقة الجرشة، خلال الـ72 ساعة الماضية نتيجة لقصف المليشيا الإرهابية المنطقة بالصواريخ البالستية، وهو ما نتج عنه استشهاد وجرح ما لا يقل عن 400 مدني وتهجير مئات الأسر من مساكنها. وكان مكتب حقوق الإنسان في محافظة مأرب، شمال شرق اليمن، كشف أن التصعيد المستمر من قبل المليشيا الحوثية الإرهابية على قرى ومنازل المواطنين في مديرية الجوبة، أدى إلى استشهاد وإصابة مئات المدنيين، وتهجير ونزوح أكثر من 10 آلاف أسرة. مشيرًا إلى أن القصف على عزلة الجرشة أدى إلى نزوح وتهجير أكثر من 500 أسرة. وفي السياق عبر المكتب عن إدانته للصمت الدولي أمام إجرام هذه المليشيا الإرهابية بحق المدنيين في مأرب وجميع المحافظات اليمنية، داعيًا المجتمع الدولي، والمنظمات الدولية، لتحمل مسئولياتهم الأخلاقية بحق الشعب اليمني الذي يموت جراء الإرهاب الحوثي. إلى ذلك، قال الصحفي والكاتب محمد جميح، وهو سفير اليمن لدى "اليونسكو" معلقًا على استهداف مليشيا الحوثي منزل الشيخ "عبداللطيف القبلي" يوم الخميس، بصاروخ باليستي إيراني: ماعرف تأريخ اليمن جرمًا كهذا، مضيفًا أن "الشرع والعرف والقانون الدولي يعطي للبيوت حرمة لكن الحوثيين بلا عرف ولا شرع ولا قانون ولا شيم ولا مبادئ ولا أخلاق". من ناحيته طالب سعود اليوسفي نائب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة مأرب، الحكومة بوقف التعامل مع المبعوث الأممي إلى اليمن، والمنظمات الدولية المتواجدة بالمحافظة، وذلك احتجاجًا على استمرار مليشيا الحوثي في قصفها للمدنيين والأطفال والنساء والأبرياء بالصواريخ البالستية، وسط صمت أممي غير مبرر إزاء هذا الإرهاب. بجانب ما سبق، اعتبر الكاتب الصحفي علي عويضة، مسؤولي الأمم المتحدة شركاء في الحرب مع المليشيا وإرهابها المتعمد على محافظة مأرب، مشيرًا في مقال نشره إلى أن هؤلاء لم يعودوا مسؤولين أمميين نزيهين، بل "هؤلاء شركاء حرب مع ميليشيا الحوثي التي تقتل اليمنيين". وأضاف عويضة في مقاله الذي جاء تعليقًا على زيارة ما يسمى منسق الأمم المتحدة في اليمن "ديفيد غريسلي" مديرية العبدية وظهوره إلى جانب قيادات الحوثيين في المديرية، التي قال إنها تأتي بعد أن تمت المذبحة، وذلك بالشراكة بينهما: "ظلت السلطات المحلية والمنظمات تطالب لأسابيع الأمم المتحدة أن تقوم بدورها في إنقاذ أهالي العبدية من الحصار والقتل الذي كانت تمارسه المليشيا، لكن منظمات الأمم المتحدة المرتهنة في صنعاء لم تفعل شيئًا سوى بيانات خجولة لا ترقى لحجم الكارثة". وتابع: "وبعد أن تم كل شيء بنجاح، وقتل سكان العبدية، واختطف الحوثيون الجرحى والمصابين والمرضى والأطفال، أتى "غريسلي" ليبيض صفحة الحوثيين القذرة الملطخة بالدماء، وليتبادل الضحكات مع قادة المليشيا ويشرب معهم كأس النصر، كأسًا مملوء بدماء اليمنيين التي تعتاش منها منظمات الأمم المتحدة، غير مبالية بدورها والمسؤولية التي على عاتقها". وأردف عويضة "لم يعد دور الأمم المتحدة في اليمن نزيهًا، بل أصبحت أداة بيد المليشيا وداعميها الإقليميين والدوليين، حتى تقاريرها الإنسانية أصبحت فقط للشحاتة باسم اليمن، بينما يموت اليمنيون جوعًا، وتكبر كروش قيادات المليشيا وموظفو المنظمات الأممية".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية