صراع الثقوب السوداء الحوثية على ابتلاع ثروات اليمنيين.. الأخطبوط "حامد" بمهمة شفط المال العام
على غرار سياسة دولة الملالي بطهران في بناء امبراطوريات اقتصادية تدور حول الولي الفقيه على حساب ثروة وكرامة الشعب الإيراني، تشكلت حول الثقب الأوسع المدعو عبدالملك زعيم المليشيا الحوثية، ثقوب سوداء من قيادات المليشيا تتصارع لابتلاع كل ما تطوله أيديها من الأموال العامة والخاصة، لبناء جزر مالية واقتصادية موازية لاقتصاد دولة ما بعد الحرب.. ويركز التقرير التالي بدرجة رئيسية على المدعو أحمد حامد (أبو محفوظ) مدير مكتب رئاسة السلطة الحوثية غير المعترف بها.
غولان الفجأة
تناولت تقارير محلية ودولية أسماء من العناصر الحوثية ظهرت فجأة على المسرح الاقتصادي والمالي والتجاري اليمني، منذ سيطرة المليشيا التابعة لإيران على العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية الشمالية والغربية، من أبرزها المدعو محمد عبدالسلام ناطق المليشيا، والمدعو دغسان محمد دغسان، والمدعو حسن الصعدي، والمدعو صالح مسفر الشاعر، والمدعو أحمد حامد (أبو محفوظ).
وتنوعت أدوار الخمسة، بينما صبت جميعها في بناء اقتصاد بديل لاقتصاد الدولة في ظل السيطرة الكاملة للمليشيا، الوقت الجاري، على مناطق يمنية، واقتصاد موازٍ إذا قدر للحرب الدائرة أن تنتهي بتسوية تضع الحوثيين شريكا رئيسيا في إدارة دولة ما بعد الحرب، ما يمكنهم من امتلاك موارد مالية ذاتية هائلة، حتى في حال الاستغناء عن المساعدات المالية الإيرانية، تنعكس على استمرارية سطوتهم السياسية.
حامد، المولود في محافظة صعدة بمنطقة مران، ذات المنطقة التي ولد فيها مؤسس المليشيا الهالك حسين الحوثي، رافق هذا الأخير وكان من أوائل الملتحقين بالمليشيا في طور التأسيس، ويعد أحد رفقاء الطفولة المقربين من زعيم المليشيا المدعو عبدالملك الحوثي، والذي أمضى معه أسابيع في أحد كهوف صعدة معقل الحوثيين أثناء تمردهم الأول على الدولة العام 2004، وكان حامد من أبرز الداعمين لتزعم عبدالملك المليشيا خلفا لحسين بعد مقتله.
بسرعة الصاروخ، وصل حامد إلى منصب وزير الإعلام في حكومة المليشيا غير المعترف بها عام 2016، ثم عُين مطلع 2018 مديرا لمكتب رئيس المجلس السياسي الأعلى ليشرع في ممارسة مهمة تصفية موارد الدولة اليمنية والمال العام لصالح المليشيا، وبات يوصف في الأوساط اليمنية بمناطق سيطرة الحوثيين بأنه "رئيس الرئيس"، واعتبره تقرير لخبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن أنه "ربما يكون أقوى زعيم مدني حوثي من خارج أسرة الحوثي".
نهم الاستحواذ
عمد "أبو محفوظ" أحمد حامد إلى الاستحواذ على كثير من الصناديق والمؤسسات والهيئات الإيرادية للدولة واستحدث عددا آخر وربطها به، من خلال أشخاص زرعهم من أقربائه والمحسوبين عليه، وبالموازاة المحاربة والتخلص من أي مسؤول لا يلتزم تنفيذ توجيهاته، بصرف النظر عن الهياكل الإدارية.
وتشير تقارير ومصادر بعضها خاصة بوكالة "2 ديسمبر" إلى معلومات متطابقة تؤكد ابتلاع حامد لأموال هائلة دون مرورها بالإجراءات والضوابط الإدارية والرقابية في القوانين اليمنية.
رؤساء عشرات الصناديق المستقلة يتبعون حامد بشكل مباشر ويقوم عبرهم بالتصرف بأرصدة الصناديق والصرف لأشخاص وجمعيات وهمية، حتى أن الوزراء الذين تتبعهم الصناديق لا يستطيعون صرف أية مبالغ منها إلا بموافقته.
من بين تلك الصناديق، صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة الذي أسهم سابقا في نهضة رياضية، ويحقق إيرادات سنوية تتجاوز الستة مليارات ريال، أصبح في يد القيادي الحوثي حامد ألعوبة تصرف موارده خارج مهام الصندوق وأهدافه، لمواجهة نفقات لا تخص الصندوق مثل الدعم والتبرع لإقامة احتفالات ومجهود حربي وقافلات غذائية لمقاتلي المليشيا بأسماء أشخاص من دون صرفها للجهات المعنية، ويتم صرفها بصورة نهائية وبدون الوثائق المؤيدة للصرف وذلك بموجب توجيهات من "أبو محفوظ". حسب المصادر.
ولجهة الهيئات، هناك الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، التي يسيطر عليها حامد عبر القاضي عبدالعزيز العنسي وأي تعميد للبصائر الخاصة بالأراضي (وثائق الملكية) ترفع لأحمد حامد.
ومن الهيئات المستحدثة الخاضعة للأخطبوط الحوثي حامد، "هيئة الأوقاف" التي جيرت إليها ممتلكات الأوقاف من عقارات مبنية وأراض بمئات المليارات.
في جانب الشركات، استحوذ حامد على واحدة من أقدم الشركات في البلاد " شركة كمران للتبغ والكبريت"، التي تمتلك مصنعا حديثا وفروعا في كثير من المحافظات اليمنية، وكانت تدر ما يقارب ثلاثة مليارات ريال شهريا.
وبعد أن كانت الشركة رائدة أصبحت في دائرة الإفلاس، وتحولت على يد "أبو محفوظ" أحمد حامد إلى أداة في تهريب التبغ والسجائر بالشراكة مع مهربين أبرزهم الحوثي المدعو محمد الهادي، واستخدام مصنع الشركة لصالح الهادي.