بسبب الأعداد الكبيرة لجرحى الحوثيين.. مستشفيات بصنعاء تحجم عن استقبال المرضى
تكتظ مستشفيات في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بأعداد كبيرة من الجرحى الحوثيين الذين أصيبوا في المواجهات مع قوات الجيش والقبائل وغارات التحالف العربي، سيما خلال الأسابيع الأخيرة في محافظة مأرب مع تكثيف مقاتلات التحالف عمليات القصف الجوي على مواقع المليشيا الإرهابية.
ويتركز العدد الأكبر من جرحى المليشيا الحوثية في مستشفى الكويت الجامعي، ثم تاليا المستشفى الجمهوري، وهم مستشفيان كبيران يستقبلان أيضا في الغالب جثث قتلى المليشيا نظرا لتوفر ثلاجات كبيرة لحفظ الموتى فيهما؛ وفق ما أفاد مصدران طبيان مطلعان.
وعند البوابة الداخلية لمستشفى الكويت أفرغت سيارتا إسعاف عسكريتان الخميس الماضي قرابة 12 جريحا من عناصر المليشيا جيء بهم من جبهات القتال بمحافظة مأرب بعضهم على وشك الهلاك، وفق ما شاهده مصدر مطلع تحدث لـ "2 ديسمبر".
وقال مصدر طبي بمستشفى الكويت إنهم يستقبلون أكثر من مئة جريح حوثي في الأسبوع ويزيد العدد بأضعاف مع اشتداد القتال بين المليشيا الحوثية وقوات الجيش؛ مُؤكدا: "في بعض الأحيان نُحوّل غرف مخصصة للرقود إلى غرف طوارئ لاحتواء الأعداد الإضافية من الجرحى".
وقال المصدر إن أعداد القتلى الذين ينقلون إلى المستشفى في تزايد، وخلال هذه الأيام يتم تشييع عشرات القتلى الحوثيين الذين يُحفظون لبعض الأيام في ثلاجات مستشفى الكويت قبل أن ينقلوا للتشييع في جنازات جماعية لاستيعاب قتلى آخرين بدلا عنهم في ثلاجات الموتى.
وأكد مصدرٌ ثانٍ في المستشفى الجمهوري استقبال المستشفى جرحى من عناصر المليشيا الحوثية بشكل يومي وأغلبهم -إن لم يكن جميعهم- منقولين من محافظة مأرب؛ مشيرا إلى أن المليشيا تصادر الهواتف على الممرضين الذين يعملون في علاج هؤلاء الجرحى وتحثهم بلغة تهديد بعدم التحدث عن أعداد الجرحى الواصلين إلى المستشفى.
وأضاف المصدر، مفضلا عدم ذكر اسمه، أنه بات يناوب في عمله لعشر ساعات يوميا بدلا من سبع ساعات كما هو الدوام المرسوم له، وذلك بسبب الحالات المتزايدة لجرحى المليشيا في ظل عدم قدرة الفريق الطبي على تقديم الرعاية لهم.
وأشار إلى أن قسم العظام في المستشفى أجل عشرات العمليات المقررة لمرضى حجزوا أدوارهم سابقا وخصص القسم لعلاج الجرحى الذين يعانون من كسور وما شابه؛ لافتا إلى أن الأطباء والجراحين يواجهون ضغطا كبيرا في إجراء العمليات الجراحية.
وطبقا للمصدر فإن المليشيا الحوثية وجهت مستشفيات خاصة باحتواء الأعداد المتزايدة لجرحاها، وتواجه عديد من المستشفيات الخاصة ضغطا كبيرا دفعها للإحجام عن استقبال المرضى العاديين وإعادة ترتيب أولوياتها تنفيذا لتوجيهات وزارة الصحة التابعة للمليشيا المدعومة من إيران.
وأخطر المصدر في مستشفى الكويت مراسل "2ديسمبر" بأن المليشيا الحوثية استدعت زهاء 30 طبيبا وممرضا منذ شهر لتغطية العجز الحاصل بالمستشفى؛ لافتا إلى أن بعض هؤلاء خريجي معاهد طبية أو حديثي تخرج من كليات الطب طلبتهم المليشيا بناء على ثقتها بولائهم لها.