حملة تضامن مع سكان العبدية على منصات التواصل الإجتماعي تعري الصمت الدولي
تتوالى تباعًا، هي الحملات الاحتجاجية المنددة بالصمت الأممي المخجل عن الحصار المطبق الذي تفرضه مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة إيرانيًا على أكثر من 35 ألف نسمة في مديرية العبدية، جنوبي محافظة مأرب، شمال شرق اليمن، وهو الأمر والحصار الذي أدى منذُ فرضه قبل 23 يومًا إلى تفاقم معاناة المواطنين.
وتفرض مليشيا الحوثي الإرهابية لليوم الـ23 تواليًا، أشد أنواع الحصار على سكان المديرية البالغ عددهم أكثر من 35 ألف نسمة، ويتوزعون على مالا يقل عن 5300 أسرة تقطن أكثر من 15 قبيلة في قلب المديرية وأطرافها، إلى جانب الأسر النازحة إليها والتي يزيد عددها عن الـ2000 أسرة نازحة، مانعةً عنهم الماء والدواء والغذاء.
ففي الساعة الثامنة من مساء، اليوم الثلاثاء، انطلقت على كافة وسائل التواصل الاجتماعي حملة إلكترونية للتنديد بالحصار الجائر الذي تفرضه مليشيا الحوثي المتمردة منذُ نحو 23 يومًا على السكان في مديرية العبدية، بهدف أن تبرز الحملة التي ينظمها ناشطون تحت هشتاغ #الحوثييحاصرالعبدية #AlHouthi_besieges_Alabdiyyah الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها المليشيا الإرهابية المدعومة إيرانيًا للقاطنين والنازحين في المديرية.
ويستنكر المشاركون في الحملة الجرائم الحوثية المتمثلة بمنع دخول الغذاء، والدواء، والمساعدات الإغاثية، للسكان المحرومين من الغذاء والدواء، وكذا منع خروج المرضى والأسر النازحة، علاوة على القصف الصاروخي والمدفعي على المناطق الآهلة بالسكان، مطالبين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بتحمل مسؤولياتهم تجاه السكان المحاصرين، والعمل على إدخال المساعدات العاجلة وإيقاف معاناتهم والانتهاكات الجسيمة بحقهم.
تقول الناشطة السياسية والحقوقية سبأ العواضي، في منشور على "فيسبوك" حمل هشتاغ الحملة أن "مديرية العبدية التي لا يوجد فيها أي ألوية عسـكرية أو معسكرات أو أهداف عسـكرية، تتعرض لأسوأ كارثة إنسانية بسبب الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي الإجرامية، دون أي مبرر".
وشدد الصحفي والكاتب عبدالكريم المدي، في منشور له على "فيسبوك" تفاعلاً مع الحملة، على ضرورة تعميم هذا الهاشتاق في "كل المنصات لأجل الأطفال والنساء وأهلنا المدنيين في العبدية الذين تحاصرهم مليشيات الحوثي وتمنع عنهم كل مقومات الحياة".
وفي تغريدة أخرى له، قال المدي "ان العبدية شرف جمهوريتنا ونضالاتنا وكرامة شعبنا وحريتنا محاصرة" مضيفًا أن "العبدية صيحة الحق ووثبة الأبطال وضمير الشعب مطوقة من قبل عصابات الإمامة المدعومة إيرانيًا" مشيرًا إلى أن "العبدية التي تهب مهجها وخيرة رجالها تنتظر موقفًا من الجميع، نجدة ومساندة عملية،
العبدية لا تحتاج للتعريف بها".
الناشط محمد الجابري، قال في منشور تفاعلي مع الحملة ان "25 ألف مدني محاصرون في العبدية، 25 ألف إنسان يقتلهم الحوثيين، منعوا عنهم الدواء والغذاء والماء" لافتًا بأن "الجميع مطالب بالتضامن مع الإنسانية التي تُذبح في العبدية" مشيرًا إلى أن كل "العالم أمام محك حقيقي أمام آلاف المدنيين المحاصرين في عبدية مأرب".
الجابري أضاف أن "ما يقوم به الحوثي في العبدية يعتبر أبشع صوره للجريمة الممنهجة، حيث يحاصر أكثر من 35 ألف مدني أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ".
الكاتب والناشط الإعلامي إسلام العزب، قال في تغريدة له على "تويتر" إن الحوثيين "إجرامهم متواصل بضرب منازل المواطنين وقتل الأطفال والنساء واستهدافهم في جميع المناطق المحررة، ليس في مأرب، والعبدية، فقط" مضيفًا بأن الحوثيين "ومنذُ 2015م بداية حربهم الظلامية وانقلابهم على الحكومة الشرعية، وضحايا صواريخهم الإيرانية في تزايد".
الصحفي كامل الخوداني، من جانبه قال في تغريدة على "تويتر": "23 يوم يحاصر الحوثي العبدية، يمنع دخول المواد الغذائية والمشتقات، يقصف المنازل يقتل المدنيين يطلق الفتاوى والتصريحات باستباحة أرضهم، وعرضهم ثم يصفهم بالإرهابيين، بينما يقف المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية وناشطيها موقف المتفرج".
ودعا الخوداني الجميع إلى التفاعل مع الحملة بتغريدة له قال فيها مخاطبًا الجميع "لا تصدقوا من يقول ما فائدة الهشتاقات، هذه جبهتكم، أنتم مقاتليها ومن لا يستطيع الصمود بجبهته وأصابه اليأس كيف ينتقد تقصير ويأس الإخرين هي معركة متكاملة عسكرية وإعلامية وحقوقية ولكل مقاتل جبهته، أوصلوا معاناة العبدية وسكانها للعالم".
وفي السياق، شارك الصحفي إياد الشرعبي، في الحملة بتغريدة له على "تويتر" قال فيها إن "مليشيات الحوثي الارهابية تحاصر العبدية، وتقصف ساكنيها بقذائف المدفعية" مؤكدًا أن "الوضع الانساني في العبدية سيئ جدًا، والمنظمات الحقوقية والإنسانية لم تحرك ساكنًا" مردفًا "سكان العبدية يعانون من نقص الادوية والغذاء، ما يتعرض له أبناء العبدية جريمة حرب".
فهد الفهد، وهو ناشط سياسي، قال في تغريدة شاركها تفاعلاً مع الحملة: "يبدو ان المنظمات الأممية والحقوقية لا ترى الأبرياء، والمواطنين، إلا عندما تواجه المليشيات الحوثية ضغوطًا عسكرية، أو هزيمة حتمية، في أي جبهة من الجبهات، فنراها تصرح وتندد وتشجب وتستنكر وتملا الدنيا ضجيج وبيانات".
وتابع"لو كان سقوط العبدية يشكل أي خطر على المصالح الدولية، أو كانت تحتوي على إحدى منشآت الطاقة والنفط، لرأيتم الإدانات والتصريحات الحقوقية والأممية تملأ شاشات التلفاز، ولرأيتم التحركات السياسية في مختلف عواصم العالم لوقف الهجوم الحوثي".
وتسأل الناشط بسام بن علي، في تغريدة له على "تويتر" بقوله: "أين العالم مما تتعرض له العبدية في مأرب؟.. أين الضمير الإنساني؟.. اين منضمات حقوق الإنسان؟.. أين الأمم المتحدة" مضيفًا: "لا حياة لمن تنادي".
وأكد العشرات من المتفاعلين مع الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي ان صمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمحلية، وغض الطرف عن الجرائم التي ترتكبها المليشيا الحوثية الإرهابية بحق المدنيين بمديرية العبدية يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم لاسيّما ضد الأطفال والنساء.
كما أكدوا المتفاعلين مع الحملة أن حصار المليشيا الحوثية للمدنيين بمديرية العبدية يتنافى كليًا مع جميع القوانين والصكوك والقواعد والمواثيق والعهود الدولية وهذا يتطلب موقف حازم من المجتمع الدولي للتوقف عن الاستهداف المباشر للمدنيين.