موتى وجرحى جراء الحصار والقذائف.. جرائم إبادة حوثية بحق أبناء العبدية
"لم نجد إبرة واحدة، أو قليلا من أدوية إسعاف أولية لنسعف جرحى عسكريين ومدنيين سقطوا بالاستهداف الإرهابي الحوثي للمناطق السكنية"، بهذه الكلمات يتحدث عديد من أبناء مديرية العبدية، التي تفرض عليها مليشيا الحوثيين الإرهابية المدعومة إيرانيًا جنوبي محافظة مأرب، حصارًا مطبقًا منذُ قرابة شهر.
ويؤكدون في حديث لـ"وكالة 2 ديسمبر الإخبارية" أن المليشيا لازالت لليوم الـ23 تواليًا تفرض حصارًا مطبقًا على السكان بالمديرية، مانعةً عنهم الماء والغذاء والدواء، وهو الأمر الذي فاقم من المعاناة لدى السكان، وسط تغاضٍ أممي عن هذا الحصار الذي يصنف - وفق القوانين الدولية - كـ"جريمة حرب".
أمس الأول، ووفق مصادر محلية، فإن قرابة 12 شخصًا توفوا متأثرين بإصابات أعقبها عجز عن تقديم الأدوية اللازمة نتيجة انعدامها بسبب الحصار.
ويأتي ذلك بعد عدة أيام، على وفاة ثلاثة أشخاص على الأقل بالمديرية، إثر تفاقم حالتهم الصحية جراء الحصار المفروض من قبل المليشيا الحوثية. وفق تقرير حديث صادر عن مكتب حقوق الإنسان بمحافظة مأرب، تحت عنوان "حصار العبدية".
وأشار التقرير إلى أن 23 آخرين مصابون بالفشل الكلوي يحتاجون للأدوية والمستلزمات الدوائية، ونقلهم إلى المشافي والمراكز الصحية خارج المديرية، إضافة إلى 11 شخصًا مصابون بالسرطان، لكن الحصار المفروض من قبل المليشيا تسبب في تعريض حياتهم للخطر.
وتفرض مليشيا الحوثي أشد أنواع الحصار على سكان المديرية البالغ عددهم أكثر من 35 ألف نسمة، ويتوزعون على مالا يقل عن 5300 أسرة تقطن أكثر من 15 قبيلة في قلب المديرية وأطرافها، إلى جانب الأسر النازحة إليها.
وتقول عديد من المصادر المحلية في المديرية لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن العبدية ومنذُ نحو 23 يومًا تتعرض لأسوأ كارثة إنسانية جراء ذلك الحصار المفروض عليها من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، دون أي مبررات، سوى أنها ترفض أن تكون جغرافية حوثية لأحفاد الإمامة الكهنوتية.
يأتي ذلك الحصار - بحسب وقفات لنساء العبدية وأخريات من مختلف المحافظات اليمنية أمام مبنى الأمم المتحدة في محافظة مأرب- وسط صمت أممي مستغرب على هذه الجريمة، وتماهي منظماتها مع جرائم المليشيا الحوثية.
وأشارت الوقفات الاحتجاجية إلى أن ما يتعرض له سكان مديرية العبدية، من إبادة جماعية أمام مرأى ومسمع كافة دول العالم والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية التابعة له يكشف زيف مواقفها الإنسانية وازدواجيتها في المواقف تجاه القضايا الإنسانية، والتي دائمًا تذرف باسمها دموع التماسيح وتحركها القوي باسم الوضع الإنساني لوقف تحرير محافظة الحديدة بمقابل تجاهلها ما يتعرض له سكان محافظة مأرب من جرائم لا إنسانية يندى لها الجبين.
واستنكرت الوقفات الصمت الإقليمي والعالمي وتنصل كل المنظمات الأممية والحقوقية والإنسانية عن واجبها لليوم الـ23 التي يعيشها سكان العبدية، تحت الحصار المطبق والنار من مختلف الأسلحة المحرمة دوليًا باستراتيجية الأرض المحروقة وإغلاق كافة المنافذ وزراعتها بالألغام ومنع دخول الأغذية، والمياه الصالحة للشرب، وحليب الأطفال، والمشتقات النفطية، والغازية، والأدوية.
وأكدت أن المدنيين باتوا بعد نفاد كافة الاحتياجات الأساسية يواجهون الموت بصورة بطيئة جوعًا ومرضًا إلى جانب الموت بالصواريخ الباليستية، ومختلف أنواع الأسلحة التي تطلقها المليشيا على المدنيين.
وطالبت الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لإنقاذ المدنيين في مديرية العبدية من نساء وأطفال وكبار سن ومرضى من الإبادة الجماعية، وفك الحصار عنهم ومد جسر جوي لإيصال الأدوية والأغذية التي انعدمت تماما لمساعدتهم على مقاومة الموت جوعًا ومرضًا، وتسيير قوافل غذائية ودوائية لإغاثة أبناء المديرية وكذا تشكيل فريق حقوقي للوقوف على هذه الكارثة الإنسانية التي يخلفها العدوان والحصار من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.
كما دعت النساء الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية وقادتها كمجرمي حرب يجب ملاحقتهم إنصافًا للضحايا وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.