تجنيد واحتجاز وتشويه وحرمان.. أطفال اليمن في دائرة الإرهاب الحوثي
تستمر مليشيا الإرهاب الحوثية المدعومة إيرانيًا، بالتوغل في ارتكاب جرائمها بحق آلاف الأطفال في اليمن، وذلك من خلال عمليات التجنيد والزج بهم في محارق ومعارك أشعلتها في البلاد، منذُ انقلابها على الدولة العام 2014م.
في أحدث انتهاكات المليشيا بحق الطفولة، تقول مصادر محلية بمحافظة ذمار، وسط اليمن، لـ"وكالة 2 ديسمبر الإخبارية" بأن المليشيا قامت الأيام الماضية بعملية تجنيد واسعة للأطفال في المحافظة، لكنها فشلت بعد رفض القبائل مطالبها بتجنيد أبنائهم، وهو الأمر الذي دفعها للتوجه نحو أطفال فئة "المهمشين".
المصادر ذكرت أنه وبعد عزوف معظم القبائل، ورفضها للزج بأبنائها إلى محارق حروب مليشيا الحوثي العبثية لجأت المليشيا لاستقطاب أطفال فئة "المهمشين" أو كما تسميهم عنصرياً أحفاد بلال، وهي الطبقة المسحوقة ماديًا واجتماعيًا بمناطق سيطرتها، ساعية للزج بهم إلى معاركها الخاسرة في محافظة مأرب.
خلال عامي 2019م و2020م الماضيين تذكر إحصائيات أممية أن عدد الأطفال الذين سقطوا ضحايا جراء الحرب والقصف العشوائي الذي تقوده المليشيا الحوثية بلغ أكثر من 3500 طفل.
ووفقا لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاع المسلح في اليمن، فإن أكثر من 2600 طفل في اليمن قتلوا، أو شوهوا، خلال الفترة بين 1 يناير 2019م و31 ديسمبر 2020 م جراء الاستخدام العشوائي لقذائف الهاون والمدفعية الذي تستهدف به المليشيا الحوثية عدة مناطق سكنية في البلاد، إضافة إلى الانفجارات الناتجة عن الألغام الأرضية وغيرها من المتفجرات التي خلفتها المليشيا بالمناطق الآهلة بالسكان.
وفي حين تواصل المليشيا نهبها المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية للمواطنين، في مناطق سيطرتها، تسببت هذه المليشيا - بحسب التقرير الأممي- خلال العامين الماضيين بمنع وصول المساعدات إلى الأطفال في جميع أنحاء البلاد في 4881 حادثة.
وأشار التقرير إلى أن منع وصول المساعدات الإنسانية، والقتل والتشويه، وتجنيد الأطفال الذي تقوم به مليشيا الحوثي الإرهابية واستخدامهم في الحرب كانت الأكثر انتشاراً من بين 8526 انتهاكاً جسيماً ضد الأطفال.
وأشار التقرير الأممي إلى إنه تم التحقق من تجنيد واستخدام 861 طفلاً، من قبل المليشيا الحوثية، وتم استخدام ثلثي الأطفال المجندين في القتال الفعلي.
التقرير أكد أيضاً قيام المليشيا خلال ذات الفترة بمصادرة حرية نحو 111 طفلاً، واحتجازهم بسبب ارتباطهم المزعوم بأطراف معارضة.
ولفت إلى أن مليشيا الحوثي استمرت بهجماتها على التعليم، مؤكداً تحققه من 37 حادثة اعتداء على المدارس والاستخدام العسكري لـ80 مدرسة، مما أضعف حق الفتيان والفتيات في التعليم مع وجود أكثر من مليوني طفل خارج المدرسة حاليًا في اليمن.