تكريس العبودية.. مكرمة المنافق عبدالملك الحوثي بدلاً من الراتب
ألغت ميليشيا الحوثي السلالية كلمة "الراتب" من كافة السجلات المالية للدولة، واستبدلتها، بمصطلح " مكرمة السيد عبدالملك الحوثي" في كشوفات صرف نصف الراتب الذي تصرفه في رمضان وعيدي الفطر والأضحى، لما نسبته 25% فقط من إجمالي موظفي الدولة.
ومنذ انقلاب الميليشيا الإمامية على الدولة بقوة السلاح أواخر 2014، عملت على تدمير مبادئ وأسس ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، من خلال إعادة تكريس الفوارق الطبقية والعبودية والاستبداد.
بعد 58 عاماً من تحرير ثورة 26 سبتمبر 1962، الشعب اليمني من الاستعباد والظلم، كمبدأ إنساني أبدي وأحد أهم أهداف الثورة اليمنية الخالدة، وإزالة الفوارق الطبقية والامتيازات العنصرية والطائفية، والتسوية بين أبناء الشعب أمام القانون والحقوق والمواطنة، جاءت ميليشيا الحوثي لتقويض أهم مكتسبات الثورة تلك.
يؤكد موظف حكومي لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن الميليشيا أزالت كلمة الراتب من الكشف الذي تصرف فيه نصف الراتب 3 مرات في السنة واستبدلتها بعبارة" مكرمة السيد عبدالملك الحوثي".
وقال: تتعامل ميليشيا الحوثي مع الموظف وكأنها أعطته ذلك تفضلاً منها ويجب عليه شكرها، في حين أنها تأكل حقوقه كاملة وما يجب عليه هو الخضوع لها وعدم المطالبة بأبسط حق من حقوقه وهو الراتب الشهري.
بدوره الناشط الحقوقي منير علي يرى أن ما تقوم به الميليشيا من ممارسات إذلال لنحو مليون موظف تحت سيطرتها من إجمالي موظفي القطاع العام في اليمن البالغ عددهم 1.2 مليون موظف يُعد جريمة يجب أن يتفاعل معها المجتمع الدولي، ويضع حداً لذلك.
وتقوم ميليشيا الحوثي الإمامية بإلزام الموظفين بالدوام اليومي، وتهددهم بعدم تسليمهم مكرمة ما يسمى بالسيد عبدالملك الحوثي.
ويسوق الحوثيون لأنفسهم بأنهم من السلالة المقدسة التي تنتمي لرسول الإسلام ويمارسون شتي أنواع الاضطهاد والتفرقة والعنصرية ضد أبناء الشعب اليمني حيث يطلقون على أنفسهم لقب سادة، وباقي الناس عبيد.
ويقول الناشط الحقوقي عبده علي الحذيفي لـ"وكالة 2 ديسمبر":" ينتهك الحوثيون أبسط مقومات القانون الدولي الإنساني، في التمييز العنصري باعتبارهم السادة حسب ما يطلقون على أنفسهم، ويقسمون الشعب اليمني إلى فئات: الأولى الأشراف وهم من سلالتها وتصنفهم درجات، والثانية القبائل، والفئة الثالثة العرب باقي أبناء الشعب.
وأضاف: امتدت العنصرية التي يمارسها الحوثيون لتطول الهاشميين الشوافع ليتعرضوا للتنكيل والإذلال ويطلقوا عليهم بأنهم هاشميون من الدرجة الثانية، ويتعامل الحوثيون مع أبناء الحديدة والمناطق الساحلية بصورة خاصة كعبيد ومواطنين أقل درجة منهم كون الحوثيين يؤمنون بحقهم الإلهي في الحكم والسيطرة وخلاف ذلك فهم خدام لهم عليهم فرض السمع والطاعة.
ويشكو موظفو القطاع العام ومنتسبو السلك العسكري بصنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي من الممارسات الانتقامية بحقهم والتي تصل إلى حد الاستعباد.
ويقول عدد من موظفي الدولة إن الميليشيا تفرض عليهم وبالقوة حضور ما تسميه بالدورات الثقافية، والتي كانت في البداية اختيارية وبأماكن خارج أماكن العمل الرسمي، إلا أنها فرضت عليهم خلال العامين الأخيرين، الحضور الإجباري لتلقي هذه الدورات وفي أماكن عملهم.
يقول أحد الاختصاصيين النفسيين لـ"وكالة 2 ديسمبر": "إن هذا العمل الذي تقوم به الميليشيا الحوثية، تحاول من خلاله تغذية عقول الناس بأنها الصفوة التي لا يليق الحكم إلا بها وأن العامة عبيد يجب أن يخضعوا لها، لفرض مشروعها الاستبدادي الذي دفنه اليمنيون في ثورة 26 سبتمبر عام 1962".
وتمارس الميليشيا الظلم بكل أنواعه في حق أبناء الشعب، الاعتقال والإخفاء القسري، ومصادرة رواتب الموظفين، وإيقاف الخدمات، وإجبارهم على دفع التبرعات والإتاوات والاحتفال بمناسباتها الطائفية.