بين نكبة 21 وثورة 26 من سبتمبر.. فارق الكرامة والحرية والمواطنة المتساوية
يحيي اليمنيون ذكرى خالدة في الأذهان والوجدان تحكي قصة كفاح أسطوري أشرق بالجمهورية اليمنية في آفاق ملؤها الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية؛ لكنهم يطلون اليوم على صباحٍ أسود حالك بالمأساة غيّر وجه بلدهم اليمن السعيد وأحال حياتهم إلى جحيم صنعته منظومة الإمامة بنسختها الجديدة.
قبل أيام حلّت ذكرى الانقلاب الحوثي المدمر في نسختها السابعة، لتذكر اليمنيين بفصول من المأساة والمعاناة عاشوها على مختلف المستويات منذ انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية في 21 سبتمبر عام 2014م، يوم دخل بلدهم علنًا في حقبة زمنية مُرةٍ من الحرب والدمار والفوضى، والجوع والفقر، ظلت ترافقهم إلى اليوم.
وخلقت مآلات الانقلاب الدموي الغاشم حالة إصرار وتفانٍ لدى اليمنيين للتمسك بمنجزات ثورة 26 سبتمبر، خاصة الجيل الذي لم يعش حقبة الإمامة البائدة التي تمت الإطاحة بها بفعل ثوري جمهوري خالد قبل 59 عامًا، وعاش مرحلة الإمامة بنسختها الجديدة الأكثر دموية ووحشية.
ومع محاولة المليشيا الحوثية الإرهابية إحداث اهتمامٍ طاغٍ بين أنصارها للاحتفال بذكرى الانقلاب على حساب ثورة سبتمبر الخالدة، تبدو مواقف اليمنيين مجتمعةً في صدارة الاحتفاء والزهو الثوري مبددةً زيف الحوثيين المناقض تمامًا لثورة 26 سبتمبر باعتباره جاء نقيضًا لثورة اليمنيين وامتدادًا لنهج الإمامة والكهنوت.
ومنذ أيام وإلى اليوم تزدهر حالة الاحتفاء الشعبي بزخم متصاعد، مع قدوم ذكرى الثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي كانت ولا تزال نهج اليمنيين الديمقراطي والثابت الذي لا يختلف عليه اثنان، كون الثائرين الذين أطاحوا حينذاك بعروش الإمامة والكهنوت لا زالوا إلى اليوم مصدر الإلهام ولا تزال فعالهم الثورية بوابة العبور نحو الحياة الحرة والعيش الكريم.
على مواقع التواصل الاجتماعي خلق اليمنيون كذلك جبهة دفاع رصينة لمواجهة الآلة الإعلامية الحوثية، كما ذكروا المليشيا الإرهابية بالإنجازات التي تولدت من رحم الثورة والمأساة التي تخلقت من نكبة 21 سبتمبر، وأفضت باليمن إلى مصير مجهول، وهو الفارق الحقيقي بين حدثين جلب الأول الخير لعامة الشعب وتسبب الثاني بإحداث أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ويتساءل كثيرون عن الإنجازات التي خرج الحوثيون للاحتفال بها، وهم يدركون جليًا أن ما يزعمون أنه ثورة لم يكن سوى حدث أدخل البلد في أتون الفوضى والصراع، وحشر أكثر من 30 مليون يمني في دائرة الفقر والجوع والتشرد والحرمان.