أعترِف أني قتلت رسول الله.. "العدالة" الحوثية بلسان الشهداء التهاميين
علي علي إبراهيم القوزي، عبدالملك أحمد محمد حميد، محمد خالد علي هيج، محمد إبراهيم علي القوزي، محمد يحيى محمد نوح، إبراهيم محمد عبدالله عاقل، محمد محمد علي المشخري، معاذ عبدالرحمن عبدالله عباس، عبدالعزيز علي محمد الأسود، والأخير طفل قاصر اعتقل وهو في سن 14 وأعدم في الـ 17 من العُمر. تسعة من أبناء السهل التهامي أعدمتهم مليشيا الحوثي التابعة لإيران، بصورة استعراضية، بتهمة ملفقة عن مشاركتهم في اغتيال الهالك صالح الصماد في أبريل 2018.
الجريمة الحوثية أثارت حزن وسخط اليمنيين، وكل من شاهدوا صور ومقاطع الإعدام من عرب وأجانب، بينهم نشطاء في المعارضة الإيرانية لملالي ولاية الفقيه.
وفي مساعٍ لامتصاص الغضب العارم حيال الجريمة الإنسانية، سرب عناصر من المليشيا الحوثية معلومات عن إعدادها لما وصفوه "فيلم وثائقي" يسجل اعترافات الشهداء التسعة على بعضهم بعضا، وعلى أنفسهم بالمشاركة في قتل الصماد.
مراقبون علقوا على وثائقيات المليشيا بقولهم: كان بمقدورها أن تقيم للشهداء التهاميين محاكمات علنية حسب ما هو الأصل في القانون، والسماح للمحامين بأداء واجبهم في الدفاع عن "المتهمين". مشيرين إلى تمرس المليشيا في التضليل والفبركة والأكاذيب، ومنتجة فيديوها تسجل ما تريد، وهذه أمور لم يعد المختصون فقط هم من يعرفونها، وإنما باتت معروفة لأغلب الناس.
حقوقيون على صلة وثيقة بأقارب الشهداء، نشروا بعضا من القصص على لسان ضحايا وذويهم، تبين مسبقا حقيقة التضليل الحوثي، وتؤكد بطلان ما تدعيه من تحقيقات ومحاكمات قضائية وقانونية.
من ناحية وضع الضحايا قبل الإعدام، تم اعتقالهم في سجون سرية، وسمح لأهاليهم بثلاث زيارات فقط على مدى سنوات، أولاها في منتصف المحاكمة أمام المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة، والثانية بعد صدور الحكم الابتدائي في 24/8/2020م وكانت الثالثة عقب صدور الحكم الاستئنافي في 5/4/2021م، وكانت زيارة رابعة مقررة أن تكون الجمعة الماضية، قبل يوم من الإعدام، إلا أن أقارب الضحايا طلبوا إمهالهم ليوم واحد نظرا لضيق الوقت وبعد المسافة من الحديدة إلى صنعاء لكن النيابة أصرت على رأيها، واستُبدلت الزيارة الأخيرة باتصالات هاتفية بين الضحايا وذويهم. بحسب محامين.
وعن فحوى بعض المعلومات المنقولة بشأن الضحايا وأخرى على لسانهم، أفاد الحقوقيون وثيقو الصلة أن الشهيد "محمد المشخري أحد التربويين المميزين في منطقته ونتيجة الأوضاع صار يعمل مع زميله المتهم محمد يحيى نوح في أحد معارض السيارات بمدينة الحديدة وهو معرض عابد التاج في شارع زايد ولم يجد المحققون ما يلفقون له من تهم سوى الادعاء أنه كان متواجدا بهذا الشارع لكي يرصد موكب الصماد إذا مر من هذا الشارع بالرغم أن تواجده في هذا المكان أمر طبيعي ويقول المتهم أنه ينام أحيانا في المعرض المتواجد في نفس الشارع ومع العلم أن موكب الصماد لم يمر من هذا الشارع".
ويتابعون أن المشخري تعرض لأشد أنواع التعذيب حتى وصل الأمر به إلى أن قال أمام المحكمة الابتدائية: "يا قاضي لو طلب المحققين أن اعترف بأني قتلت رسول الله لاعترفت من شدة التعذيب".
ويضيفون على لسان الضحية أنه قال للمحققين: "اكتبوا ما شئتم وسوف نوقع عليه".
"ورغم ما كتب في تلك المحاضر من تلفيق وكذب ضده فإن الاتصالات المقدمة من النيابة كدليل إثبات ضد هذا المتهم قد أثبتت عدم تواجد المتهم محمد المشخري يوم الواقعة 19/4/2018م في مدينة الحديدة وشارع زايد الذي يقع فيه أساسا مقر عمله". وفق الحقوقيين.
وعلى لسان الشهيد معاذ عباس الذي كان يعمل في صيد السمك أنه قال للمحكمة الاستئنافية في إحدى جلساتها: "أنتم اتهمتوني أني كنت يوم مقتل الصماد في حوش موسى مفلح في القناوص أرفع الإحداثيات كيف حصل هذا والجميع في المنطقة يعرف أن هذا الحوش مقر للحوثيين منذ وصولهم الحديدة ولا يستطيع أي شخص مجرد الاقتراب منه ولدي الدليل على ذلك".
هكذا تستخدم المليشيا القضاء المُصادر من عناصرها في مناطق سيطرتها لتصفية حساباتها فيما بينها ومع المعارضين والشعب، وحولت منصات الأجهزة العدلية إلى خشبات مسرحية مثيرة للسخرية والنقمة.