القبائل تمزق سطوة مليشيا الكهنوت والإرهاب الحوثية بالرفض المسلح
خرجت حالات الاحتقان التي تشهدها مناطق سيطرة المليشيات الكهنوتية عن التذمر والرفض إلى المواجه بالسلاح ومنازلة قوة المليشيات وهمجيتها مهما كانت النتائج المترتبة على هذا التصعيد الذي ظهر مؤخرا وتحديدا منذ الخطاب الأخير للعميد الركن طارق محمد عبد الله صالح أمام دفعة من الملتحقين بقوات المقاومة الوطنية 11 يوليو الجاري.
وجاء الخطاب حاملا مضامين مهمة بشرت المضطهدين من قبل المليشيات بقرب انتهاء كابوس الكهنوت الحوثي وظلامه الدامس الذي جثم على اليمن بكلها وليس على مناطق بعينها حيث أكد الخطاب على الاستعداد لساعه الصفر ليهب الجميع لإنهاء هذا الكابوس المرعب لليمنيين.
فمنذ خطاب الزعيم الشهيد صالح وسكان مناطق سيطرة المليشيات ينتظرون ظهورا للقائد طارق صالح لتحديد معالم المرحلة القادمة وكيفية التعاطي مع تطورات المشهد في مناطقهم ومناطق المواجهات مع المليشيات.
وكسرت مناطق عديدة حاجز الخوف والسكون واصطدمت بمليشيات الكهنوت الحوثية رفضا لأوامر أو وصاية أو عنجهية، حيث لم تعد مواجهات العصابة الحوثية محصورة على جبهات القتال في أطراف مناطق سيطرتها فقط، بل امتدت إلى عقر دارها في مناطق لم تصلها المواجهات من قبل.
وكانت محافظة صنعاء مسرحاً لتحركات قبلية مسلحة ضد المليشيات حيث دارت اشتباكات مسلحة بين مليشيا الحوثي و"بني الحطاب" همدان حيث اشتبكت القبائل مع مليشيات الحوثي الإرهابية التي شنت هجوما مبيتاً على بني حطاب بسبب رفض الشيخ "مجاهد عايض الحطابي" التحشيد لعصابة الحوثي والزج بأبناء عزلته في أتون معركة خاسرة، لاسيما وأن مديرية همدان قد قدمت المئات من خيرة شبابها في محارق الموت التي توقدها تلك العصابة.
وجاء رفض أوامر التحشيد بعد أن أصدرت المليشيات تعميماً على كل المشايخ الواقعين تحت سيطرتها تلزمهم فيه بالتجنيد لمعركة الساحل الغربي وأنذرتهم بعدم التهاون أو التباطؤ وهو ما أشار له العميد طارق صالح في خطابه إلى أن الحوثيين "يتسكعون في كل قبيلة وفي كل قرية وفي كل معسكر يبحثون عن مقاتلين للساحل الغربي".
وفي محافظة ذمار رفض مشايخ وعقال مديرية ميفعة عنس (مسقط رأس المدعو "محمد حسين المقدشي" محافظ الحوثي بذمار رفضاً قاطعاً رفد مليشيا الحوثي بأي مقاتلين من قبائلهم وأوضح المصدر أنه في ختام اللقاء الموسع الذي عقدته المليشيا في الملعب الأحمر بمدينة ذمار هتف مشايخ وعقال مديرية ميفعة عنس بالشعار الوطني: "بالروح بالدم نفديك يا يمن".
وفي ذمار أيضا رفض أهالي مخلاف منقذة ومنطقة خربة أفيق تجنيد أبنائهم في صفوف مليشيا الحوثي وردوا على المدعو المقدشي بأنهم بحاجة ماسة لأبنائهم بينما في عتمة لقي أحد قادة مليشيات الحوثي مصرعه وأصيب آخر باشتباكات في المديرية إثر رفض أبناء المنطقة الزج بأبنائهم للقتال في صفوف المليشيا.
أما في مديرية قفلة عذر بمحافظة عمران فقد توافد عشرات المسلحين القبليين من قبائل ذو غيثان وبني عرجله إلى مناطق قبيلة سبتان لإسناد القبيلة في الوقوف ضد المليشيات الحوثية التي تقف ضد القبيلة بعد مقتل القيادي الحوثي المؤيد.
ورغم الحصار الذي تفرضه المليشيات المليشيات على قبيلة ذو سبتان منذ خمسة عشر يوما في محاولة منها لإخضاع القبائل التي رفضت الانصياع لقرارات المحافظ الحوثي وقيادات المليشيا في المحافظة فقد رفضت ذو سبتان تسليم رهائن وتحكيم زعيم المليشيا فيما أسموه بقضية قتل أبو احمد المؤيد المشرف الأمني الذي لقي مصرعه في وقت سابق في قضية ذو سبتان.
واعتبرت قبيلة دو سبتان طلب المحافظ مخالفا لأعراف القبيلة متسائلين في الوقت عينه كيف يتم تحكيم السيد!! ؟؟بينما ميليشياته هي من اعتدت على الشيخ سبتان.
وفي مديرية السبرة محافظة إب حدثت اشتباكات في المنطقة قتل على إثرها 8 من عناصر المليشيات الحوثية في وقت سابق، وتجددت الاشتباكات السبت قتل خلالها 6 آخرون من المليشيا الكهنوتية، ولم يختلف الأمر كثيراً في مسور ريمة التي رفضت إجبار أبنائها على القتال في الساحل الغربي، وشهدت عصياناً مسلحاً على الحوثيين، فتم طرد المحافظ الحوثي فارس الحباري وتم منعه من دخول المحافظة.
ويشير مراقبون لـ "وكالة 2 ديسمبر" أن هجمات العصابات والتعزيزات المسلحة على قبائل سبتان وحطاب والسبرة ومسور ريمة محاولة لإخضاع وتركيع أبناء القبائل المناهضين لمشاريع الموت التي تحملها المليشيا، كما يهدف إلى ترويع النساء والأطفال وإجبار الأهالي على إرسال أولادهم إلى محارق الموت الحوثية.
حالة من الرعب تعيشها المليشيا فشنت عناصرها حملات اعتقالات غير مسبوقة في مديرية الرجم بمحافظة المحويت التي فرضوا فيها حظراً للتجوال ليلاً وفي مديريات الحديدة التي لا تزال تحت سيطرتهم قامت المليشيا باختطاف مدير أمن مديرية الضحي عادل الجبيلي ومدير أمن مديرية زبيد العزي قصب ومدير أمن مديرية الزيديه وليد مقبل حكمي.
العاصمة صنعاء تشهد أيضا استنفارا أمنيا ونصب نقاط تفتيش عقب تدفق المقاتلين من مناطق سيطرة الحوثيين للالتحاق بقوات المقاومة الوطنية كما اعتقلت عدداً من قادة وحدات في الحرس الجمهوري خوفاً من انضمامهم إلى قوات المقاومة. كما أقدمت المليشيا على احتجاز عقال حارات المطار بني الحارث محافظة صنعاء للتحقيق معهم بعد طمس شعارات الصرخة الحوثية الإيرانية من الجدران في خطوة توحي بمدى التخبط والهستيريا التي تعيشها المليشيا في أهم معاقلها.
ما يجري اليوم في صنعاء وعمران والمحويت وصعدة ومسور ريمة والقفر والسبرة بإب وذمار وقبائل خولان بن عامر صعدة التي وجهت نداء لسحب أبنائها من الجبهات، بالإضافة إلى بني قيس بمحافظة حجة التي قطعت طريق الإمداد حجة - حرض في انتفاضة الثاني من ديسمبر المجيدة؛ يشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى أن المليشيا الحوثية تعيش أسوأ أحوالها وأقرب من أي وقت مضى للانهيار، وأن ما ورد في خطاب العميد طارق محمد عبدالله صالح أن " القوات المشتركة ترتب لما بعد الحديدة التي أصبحت في حكم المنتهية في معركة استعادة اليمنيين لدولتهم" لم يكن كلاماً عابراً.