واشنطن تحول مدرج طائرات بألمانيا إلى "مدينة خيام" للأفغان
أظهرت صور جديدة حجم العمليات الأمريكية في قاعدة رامشتاين في ألمانيا، حيث تتم معالجة بيانات آلاف الأفغان الذين تم إجلاؤهم من كابول.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد حولت القوات الأمريكية أحد مدرجي القاعدة، الواقعة جنوب غرب ألمانيا - الذي يبلغ طوله نحو ميلين - إلى مدينة خيام ضخمة لتوفير أماكن معيشة لعشرات الآلاف من الأفغان الذين تم إجلاؤهم إلى هناك.
وينام الرجال فقط في الخيام، فيما يتم إيواء النساء والأطفال بشكل منفصل في حظائر تستخدم عادة لتخزين الطائرات العسكرية في القاعدة، والتي تدار بشكل مشترك من قبل القوات الجوية والجيش الأمريكي.
واستقبلت قاعدة رامشتاين، التي تبعد 160 كيلومترا جنوب غرب فرانكفورت، واحدا من بين كل خمسة أشخاص تم إجلاؤهم من كابول.
ووصل عدد الأشخاص الذين نقلوا إلى قاعدة رامشتاين الألمانية بعد إجلائهم من أفغانستان إلى أكثر من 21 ألف شخص.
وقال العميد جوشوا أولسون، قائد الجناح الجوي 86 وقائد عمليات الإنشاءات في القاعدة، حيث أقام أول الأفراد الذين تم إجلاؤهم حوالى 4 أيام قبل نقلهم للولايات المتحدة، إن "العائق الأساسي كان الأسرّة والخيام، لكننا تمكنا من الحصول عليها من أوروبا ونقلها إلى هنا".
وسبق أن عبر أكثر من 3500 شخص في رامشتاين. إلا أن "عدد الأفراد الذين لا يزالون في القاعدة ما زال أكبر من عدد المغادرين"، بحسب الجنرال.
وبعد هبوط الطائرات، يخضع الرجال والنساء والأطفال الذين لم يجلبوا معهم على الأغلب سوى حقيبة ظهر، بشكل إلزامي لفحص طبي.
ويصل أكثر هؤلاء اللاجئين وهم يعانون من الجفاف فيما آخرون مصابون بجروح بالغة خصوصاً بالرصاص، وفق كبير الأطباء سيمون ريتشي. وقد أحصى الطبيب 12 حالة ولادة في صفوف اللاجئات في رامشتاين.
وتنام النساء والأطفال في أسرة أطفال داخل حظائر الطائرات الضخمة في القاعدة الجوية بينما ينام الرجال في 250 خيمة.
وخلال النهار، يختلط الجميع في المخيم. ويشرف على الموقع عسكريون غالباً ما يكونوا مسلّحين. ويتم توزيع الوجبات الساخنة 3 مرات في اليوم في صناديق معزولة. وتوفر المراحيض المحمولة ومحطات الغسيل والصرف الصحي الأساسي.
ويتم تشغيل المنشأة من قبل وزارة الدفاع ووزارة الخارجية ووزارة الأمن الداخلي.
وقال أولسون في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، إن "إحدى المشكلات تكمن في كيفية التعامل مع 6 آلاف طفل موجودون حاليًا في القاعدة".
وكان الهدف هو نقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم في غضون 48 ساعة، وفقًا لاتفاقية الولايات المتحدة مع ألمانيا، بحيث لا يمكث من تم إجلاؤهم أكثر من 10 أيام.
ويعمل الجنود في نوبات عمل لمدة 12 ساعة، والطيارون على مدار 24 ساعة، لكن فحص ومعالجة بيانات الأشخاص الذين تم إجلاؤهم يستغرق وقتًا أطول مما كان متوقعًا، حيث تشارك وكالات تضم وزارة الخارجية والجمارك ودوريات الحدود ووزارة الأمن الداخلي وإدارة سلامة النقل في تلك العملية.
وتخطط وزارة الخارجية لإنفاق ما يصل إلى 2275 دولارًا لكل شخص تم إجلاؤه مع بدء جهود إعادة التوطين في المجتمعات في جميع أنحاء البلاد خلال الأشهر القليلة المقبلة، وفقًا لمسؤول في الوزارة.
وسيتم استخدام الأموال في توفير المسكن والطعام والضروريات الأخرى وتسجيل الأطفال في المدرسة.
وسيصل نحو 50 ألف شخص تم إجلاؤهم بموجب ما يسمى بالإفراج الإنساني المشروط، وهو برنامج مؤقت يمنحهم عامًا لتقديم طلبات الحصول على تأشيرات دائمة.