تعمل مليشيات الحوثي بكل جد واجتهاد لفرض مناهج مفخخة بالفكر الطائفي وترويج ثقافة دخيلة على المجتمع اليمني استوردتها من حوزات بلاد فارس.
 
هذا المخزون الطافح بنزعة استعلائية والذي جلبته المليشيات من موروث العمائم السوداء يقسم المجتمع على أساس مذهبي وطائفي متطرف ويعلي من شأن موت الشعب من أجل عصابة وجماعة انسلخت من كل ما يربطها بوطنها وجعلت من مقدرات شعب بأكمله غنيمة لحرب باسم الولي الفقيه.
 
مناهج مدرسية تقسم المجتمع وتقسم التعليم وتفرض حواجز بين اليمنيين بموجب حدود السيطرة والتموضع العسكري حتى بات لمحافظات عديدة حدود تفصل أجزاءها عن بعض.
 
خطاب طائفي في المساجد ومصادرة لحريات وخصوصيات الناس وفرض قيود على الأفراح والمناسبات وتنصيب قيادات في مقام الأوصياء على خيارات المجتمع في حين تفتقر هذه القيادات لأبجديات المعرفة وأخلاق المسؤولية ومؤهلات القيادة. 
 
كل هذا العبث الذي تمارسه المليشيات الحوثية يهدف إلى تشكيل وعي مهزوز وثقافة وطنية مبنية على مخرجات ملازم حسين الحوثي ونتاجات خطب زعيم العصابة عبد الملك الحوثي باعتبار الاثنين خط إمداد بالفكر المفخخ ومصدر لتزييف وعي ومعتقدات ووطنية الناس الخاضعين لسيطرة المليشيات.
 
يدرك زعيم العصابة الحوثية أن بناء نسخة إيرانية من دولة المرشد لن تكون إلا باستنساخ التجربة الإيرانية وتطبيقها في اليمن، وهذا الاستنساخ يبنى على جهد كبير لتزييف وعي الناس وغسل أدمغتهم وتفخيخ عقول النشئ بالمخزون الطائفي وهو الرهان الأهم الذي تسعى المليشيات للنجاح به.
 
تظهر قيادات مليشيات الحوثي كدراويش على قبر الخميني ونائحات في بوابات حوزات تدعي البكاء على الحسين بينما هي تستثمر الحسين لصناعة نماذج أكثر قتامة حتى من تاريخ الحسين الذي زوروه ودلسوا به على العامة. 
 
نبتة الشر الحوثية التي بدأت بسفك الدم اليمني في جبال محافظة صعدة راكمت رصيدا كبيرا من الإجرام والهمجية والتوحش وقتل اليمنيين والتنكيل بهم لتأتي قياداتها اليوم وتنوح وتتحدث عن مظلمة الحسين رضي الله عنه، بينما هي صنعت ألف كربلاء وملايين المظالم وحولت اليمن إلى ساحة فقد وحزن كبيرة. 
 
اليوم المجتمع بكل أطيافه سواء النخب أو كل فرد في طول اليمن وعرضها مطالب بحماية الأجيال من الاستهداف الممنهج والتزييف الكبير الذي تحقن به المليشيات عقول عشرات آلاف الأطفال بمناهج تدميرية هدفها صناعة محاربين وليس طلاب علم وجيل مؤهل بمعارف تخدم البلاد والناس.
 
لا تقتصر المواجهة مع المليشيات الطائفية على القتال في الجبهات بل يجب أن تشمل المواجهة كل مجالات الحياة لتعرية هذه العصابة ومنازلتها أينما وجدت شرورها باعتبارها أفعى لا تتوقف سمومها على جزء واحد من الجسد اليمني بل تمتد إلى كل مكان.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية