لم يكد يمر شهر على تعهّد إسماعيل خان المعروف بلقب "أسد هرات" بمقاومة طالبان في أفغانستان، حتى سقطت المدينة وسلّم نفسه للمتمردين.

وكان إسماعيل خان، البالغ من العمر 75 عاماً، قد بسط سيطرته ونفوذه لعقود في هرات الواقعة في غرب أفغانستان، ثالث أكبر مدنها فيما والتي يزيد قربها من إيران من أهميتها الاستراتيجية.

وشاب الغموض مصير الرجل لساعات بعد سقوط المدينة الخميس، في ختام حصار فرضته طالبان، وسرعان ما أعلنت الحركة أنّ خان سلّم نفسه وأنّه في أمان.

ثم أوضح المتحدث باسمها جمال ناصر حبيبي، أنّه "جرى التوصل لاتفاق وأنّه سيعاد لمقرّ إقامته".

كما نشرت طالبان مقطع فيديو له، قال فيه "يجب أن يعاملوا الناس معاملة حسنة ويجب أن يقابلهم الناس بمشاعر طيبة حتى يتمكنوا من عيش حياة مزدهرة معًا".

وأضاف: "نأمل في أن يوفّر جميع أخواننا أجواء سلمية وإنهاء هذا القتال وأن يعود السلام والاستقرار الى أفغانستان".

وأنزلت مجموعة من المسلحين العلم الأفغاني عن مقرّ الشرطة بعد وقت قليل على سقوط هرات، وجلس بعضهم على غطاء عربة عسكرية تركتها القوات الحكومية خلفها، وابتسم أحدهم للكاميرا فيما حمل قاذفة على كتفه.

وفي المحيط، بدت حركة السيارات والدرجات الهوائية طبيعية فيما راية طالبان البيضاء ترفرف فوق إحدى الدراجات العابرة.

وعلى غرار ما حصل في مدن أخرى سيطرت طالبان عليها، بررت السلطات الانسحاب بتجنب حمام الدم بين المدنيين.

وكان مسؤول أمني رفيع المستوى أفاد بأنّ طالبان "استولت على كل شيء" في المدينة، موضحا أن القوات الأفغانية شرعت في الانسحاب نحو قاعدة عسكرية في بلدة غزارة القريبة بهدف "تجنب إحداث إضرار إضافية في المدينة".

وفي وقت لاحقت، أسرت طالبان خان لنحو عامين أثناء استعداده للعودة، لكنّه نجح في الفرار من السجن عام 1999، وكان طليقا إبّان الغزو الأمريكي عام 2001.

وقبل شهر من الآن، بدا خان واثقًا من نفسه، إذ قال للصحافة: "سنكون قريبا في الخطوط الأمامية، وسنبدّل المعطيات بعون الله".

وأضاف: "أتمنى أن يختار رجال هرات ونساؤها مساندة جبهة المقاومة دفاعا عن حريتهم وكرامتهم".

وبينما حمّل الحكومة مسؤولية تدهور الأوضاع سريعاً، حثّ العسكريين على إظهار الحزم و"كافة القوات الأمنية على التصدي بشجاعة".

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية