إثر سيطرة طالبان على عدة مدن أفغانية، تبادلت أفغانستان وجارتها باكستان الاتهامات حول دعم الحركة المسلحة من عدمه.

وعلى إثر ذلك، طالبت باكستان، أمس الإثنين، المجتمع الدولي بالبحث في سبب "انهيار" قوات الأمن الأفغانية أمام هجمات حركة طالبان في أنحاء أفغانستان.

وجاء ذلك في رد لإسلام آباد على توجيه اللوم لباكستان على الوضع الذي يتدهور بسرعة في أفغانستان.

وتساءل وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي، في مؤتمر صحفي، قائلا "أين بناء القدرات والتدريب والمعدات..؟"، في إشارة إلى الموارد التي أنفقتها الدول الأخرى، لا سيما الولايات المتحدة، على تعزيز القوات الوطنية الأفغانية.

وأضاف قرشي قائلا: "لا بد من النظر في قضايا الحكم وانهيار قوات الدفاع الوطني الأفغانية"، مؤكدا أنه لا يمكن تحميل باكستان مسؤولية فشل الآخرين.

وتتحدث كابول والعديد من الحكومات الغربية عن أن دعم باكستان لطالبان سمح لها بالصمود في حرب استمرت 20 عاما بعد طردها من السلطة عام 2001 في غزو قادته الولايات المتحدة لأفغانستان.

وتنفي باكستان دعم طالبان،وقال "قرشي" إن "إسلام آباد غير منحازة لأي طرف في أفغانستان".

ولفت قرشي قائلا: "عدم وجود إرادة للقتال والاستسلام الذي نراه في أفغانستان.. هل يمكن أن نتحمل مسؤولية ذلك؟.. لا، لا يمكننا".

 

ونوه إلى أن باكستان تدعم حلا سياسيا من أجل أن يسود السلام أفغانستان.

وأوضح قرشي أن إسلام آباد قلقة من أعمال العنف وعدم إحراز تقدم في المحادثات الأفغانية، قائلا إن باكستان ستخسر أكثر نتيجة عدم استقرار الأوضاع في أفغانستان باعتبارها دولة جوار مباشر.

وردا على سؤال حول انسحاب القوات الأمريكية، قال قرشي إن باكستان كانت تعتقد أن الانسحاب سيرتبط بالتقدم في محادثات السلام.

وتأتي التصريحات الباكستانية، في وقت أعلنت فيه طالبان التي تقاتل الحكومة الأفغانية أنها سيطرت على إيبك سادس عاصمة ولاية في شمال البلاد، وذلك في تقدم متواصل منذ مع بدء انسحاب القوات الدولية.

وكانت الحركة قد أعلنت في وقت سابق من اليوم الإثنين، سيطرتها على 5 عواصم لولايات أفغانية؛ بعد أن استولت على 3 منها في اليوم السابق.

وأضحت 5 من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34، تحت سيطرة طالبان، هي: زرنج (ولاية نمروز) وتالقان (تخار) وشبرغان (جوزجان) وساري بول وقندوز عاصمتا الولايتين اللتان تحملان نفس الاسم.

وبفارق بضع ساعات بين الأمس واليوم استولى مسلحو طالبان بعد قتال عنيف على قندوز، التي كانوا يحاصرونها منذ بضعة أسابيع، ثم سيطروا على ساري بول، وتالقان عاصمتي الولاياتين الواقعتين في جنوب قندوز وشرقها.

وتشكّل السيطرة على قندوز أكبر نجاح عسكري لطالبان منذ بدء الهجوم الذي شنته في مايو/أيار مع بدء انسحاب القوات الدولية، الذي يجب أن ينتهي بحلول 31 أغسطس/ آب.

وبعد قندوز، سقطت ساري بول أيضًا في أيدي طالبان، وكان مقاتلو الحركة قد استولوا يوم السبت الماضي على شبرغان معقل زعيم الحرب الشهير عبد الرشيد دوستم.

وقد يكون عجز السلطات في كابول عن السيطرة على شمال البلاد أمرا حاسما لفرص الحكومة في البقاء.

ولطالما اعتُبر شمال أفغانستان معقلًا للمعارضة في وجه طالبان، فهناك واجه عناصر الحركة أقوى مقاومة عندما وصلوا إلى السلطة في التسعينيات.

وحكمت طالبان البلاد بين عامي 1996 و2001 وفرضت تفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية، قبل أن يطيحها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة.

وتتعرض قندهار (جنوب) وهرات (غرب)، ثاني وثالث مدن البلاد، لهجمات طالبان منذ أيام عدة، على غرار ما يحصل في لشكركاه (جنوب)، عاصمة إقليم هلمند، أحد معاقل الحركة.

وفاجأت سرعة تقدم طالبان المراقبين وكذلك قوات الأمن الأفغانية على الرغم من المساعدة التي تلقتها من القوات الجوية الأمريكية.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية