أمه باعت الأغنام لتوفير علاجه.. "جواد" قاتل في صفوف ميليشيا الحوثي فرمته معاقاً
تدفع ميليشيا الحوثي الإرهابية بأبناء القبائل والمستضعفين من المواطنين في مناطق سيطرتها إلى جبهات القتال، يعود غالبيتهم قتلى بصناديق، وآخرون تتحلل جثامينهم في الوديان والجبال، أما الجرحى أصبحوا عالة على أسرهم التي اضطرت إلى بيع مدخراتها ومصادر عيشها لتوفر لهم العلاج.
يرقد جواد محمد الصوفي الذي يعاني من إعاقة في رجله اليسرى بسبب شظايا قذيفة التهمت قدمه وهو يقاتل في صفوف ميليشيا الحوثي بجبهة الكسارة محافظة مارب، في أحد المستشفيات بمدينة ذمار، يتلقى العلاج على نفقة أسرته بعد تخلي الميليشيا عنه.
جواد 17 عاماً من أبناء مديرية شرعب السلام بمحافظة تعز، دفع به شيخ المنطقة المكنى"أبو أحمد" إلى القتال في صفوف ميليشيا الحوثي، لكنه لم يبادر إلى مساعدة عائلة جواد التي تعيش ظروفاً مأساوية بسبب خسارة صحة ابنها وتكاليف علاجه.
يقول أحد أبناء المنطقة لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن والدة جواد باعت الأغنام التي تعتاش منها وأرسلت المال مع ابنها الآخر ليتابع علاج أخيه في المستشفى.
وأضاف، رفضت ميليشيا الحوثي إرسال جواد الصوافي إلى محافظة تعز ليكون قريباً من أهله ويتابعون علاجه، بذريعة أن جواد سيعود إلى جبهة القتال بعد شفائه.
قصص مأساوية تعيشها عائلات من جرحوا وهم يقاتلون في صفوف ميليشيا الحوثي، بسبب تخلي الميليشيا عنهم والاكتفاء بمعالجة الجرحى الذين ينتمون لسلالتها.
وكان مصدر في مستشفى الكويت بصنعاء قد أكد لـ"وكالة 2 ديسمبر" أن ميليشيا الحوثي أجبرت الأطباء على إخلاء أقسام بالمستشفى من المرضي وتخصيصها لجرحاها من أبناء سلالتها.
آلاف القصص المأساوية، تعيشها أسر جرحى مقاتلي الحوثيين، ويعانون الجوع والمرض وسوء التغذية، ولا يستطيعون الالتحاق بالتعليم؛ بالمقابل يعيش أفراد ميليشيا الحوثي، الذين ينتمون لسلالتها، أوضاع الرفاه والعيش الرغيد، وتحولوا إلى أثرياء وتجار.