بعد سجال باسيل والحريري.. لا بوادر لحل أزمة لبنان
وجاء السجال الحاد بين صهر رئيس الجمهورية جبران باسيل ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ليعقد مسار الأمور والاتصالات السياسية.
وشن باسيل هجوما لاذعا على الحريري، مما استدعى درا عنيفا من تيار المستقبل الذي ينتمي له رئيس الحكومة المكلف.
وتوافرت معطيات عن بوادر لإمكانية توجه الحريري إلى قصر بعبدا خلال الأيام المقبلة، لتقديم تشكيلة حكومية لرئيس الجمهورية ميشال عون، فيما قالت مصادر في تيار المستقبل إن التيار الوطني الحر عمد إلى شن هجوم عنيف على الحريري لقطع الطريق على محاولاته تحريك المياه الراكدة.
ويتزامن التأزم السياسي مع تصعيد في الشارع، حيث تستمر المعاناة الاقتصادية والاجتماعية للبنانيين، وليل السبت تم قطع عدد من الطرقات في مدن مختلفة، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية.
ويحمّل اللبنانيون الطبقة السياسية برمتها مسؤولية الانهيار، وما وصلت إليه البلاد من أزمات غير مسبوقة بفعل التعطيل المتعمد لتشكيل حكومة.
وانعكس الجمود السياسي والأزمة الاقتصادية في لبنان على أوضاع المواطنين، في ظل تفجر حالة غضب مما آل إليه الوضع المعيشي.
وفقدت العملة اللبنانية، المربوطة بالدولار منذ ما يقرب من 30 عاما عند 1500 ليرة مقابل الدولار، أكثر من 90 بالمئة من قيمتها، حيث يتم تداولها الآن بنحو 20 ألف ليرة للدولار.
والسبت، أعلنت وزارة الاقتصاد رفع أسعار للخبز للمرة السابعة خلال عام، وقالت إن هذا ضروري مع استمرار الانخفاض في قيمة الليرة أمام الدولار، مما يجعل واردات السلع الأساسية، بما فيها المحروقات والقمح، أكثر تكلفة.
وكانت حكومة تسيير الأعمال الحالية استقالت العام الماضي بعد الانفجار الهائل الذي وقع في أغسطس بمرفأ بيروت، وعملت الحكومة منذ ذلك الحين بصفة مؤقتة، مما لا يتيح لها مواصلة المحادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على حزمة إنقاذ.