قد يكون النازحون البالغ عددهم أكثر من 2400 أسرة في مدينة حيس بمدينة الحديدة، وجهًا من وجوه المأساة التي صنعها الحوثيون بأهالي الساحل الغربي، غير أنه وبإمالة النظر قليلا إلى الغرب صوب قرية "العكش"، إحدى قرى حيس يظهر وجه آخر للمأساة التي باتت ترافق من يقطنون هذه القرية الريفية.
 
على الخط الواصل بين حيس والخوخة، هنالك تنداح بيوت أكثرها مهجورة وقد صنعت أغلبها من القش وأقلها من الحجارة في وادٍ سحيقٍ مقفر، ما عدا بعض المزارع التي لا يزال السكان يجاهدون في زراعتها بين تلك الأخطار التي تحدق بهم من بعيد، هنالك حيث يتمركز الحوثيون وينهالون على القرية بالقصف بين حين وآخر.
 
في تلك القرية التي انقسم أهلها بين من رغب نفسه بالنزوح فخرج منها ومن ألزم نفسه على البقاء فظل فيها، تقطن حاليًا قُرابة مائة أسرة، أغلبها نزحت من قرى أرياف حيس فاختارت هذه البلدة للنزول فيها على الرغم من خطر تعرضها للقصف الحوثي؛ لكن الخطر هنا بالنسبة للنازحين أهون من البقاء في مناطق الحوثيين.
 
لا تهنأ الأسر تلك حتى بمعاش كريم ومنازل متينة تجافي قسوة الطبيعة، فمن زار "العكش" يرى العديد من الأسر تسكن تحت الأشجار والأكواخ وفي منازل مكشوفة للطبيعة صنعوها بأيديهم وجعلوها مأوىً لهم، رغم أنها لا تقيهم حر الشمس ولا برد الشتاء.
 
وكالة "2 ديسمبر" زات القرية ونقلت صورة مليئة بالبؤس والحرمان تشرح معاناة الأهالي مع الاعتداءات الحوثية المتكررة عليهم. ويقول عاقل القرية (عبده قيلح)، إن هذه القرية تستوعب عدد (118) اُسرة نازحة من مختلف قرى حيس يسكن أفرادها تحت الأشجار وفي منازل مبنية من الطين والقش، ما يجعلها عرضة للرياح والأمطار.
 
وأضاف (قيلح) أن النازحين يحتاجون إلى غذاء ومأوى صالح للعيش، مع توفير المتطلبات الضرورية والأساسية، حتى لا يجدوا أنفسهم مرة أخرى في عراء آخر يستجيرون به من عيشهم هنا، كونهم هربوا ولجأوا إلى مكان آمن بعيداً عن إجرام وإرهاب الحوثي الذي طردهم من منازلهم وعاث في قراهم الخراب والدمار.
 
وفي سياق متصل، أكد الناشط في المجال الإنساني (بكيل النهاري) أحد أبناء هذه المدينة، أن النازحين يعيشون في أماكن وقرى متفرقة داخل مدينة حيس في ظروف مأساوية قاسية، ولا تغني الكلمات لوصف معاناتهم، ومن ضمنهم نازحو قرية العُكش. 
 
وأوضح الناشط النهاري، أن بعض المنظمات تدخلت لمساعدة الأهالي والنازحين كبرنامج الأغذية العالمي والصليب الأحمر وغيرهما من المنظمات الدولية، إلا أن تدخلهم ما يزال محدودًا ولم يصل بعد إلى المستوى المطلوب.
 
وتمنى النهاري على السلطة المحلية والمنظمات الإنسانية العمل بشكل جاد لإنقاذ هذه المدينة التي يبلغ عدد سكان مركزها أكثر من (40,000) نسمة ويتواجد بداخلها ما يزيد على (2,400) أسرة نازحة يتعرضون للكثير من المخاطر جراء الاعتداءات الحوثية المتكررة.
 
في العُكش حياة قاسية يكابدها النازحون، تلخص معاناة مئات الاُسر النازحة والمهجرة داخل هذه المدينة المتضررة أكثر من غيرها من عدوان الحوثيين، حيث لا تتواجد بداخل منازلهم المتواضعة أبسط الاحتياجات الضرورية ومتطلبات البقاء على قيد الحياة، بعد أن تخلت عنهم المنظمات الدولية وتركتهم يواجهون مصيرهم.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية