منها حذف مظاهر الحضارة اليمنية وإحلال رموز إمامية.. "2 ديسمبر" تتبع تغييرات الحوثيين لمناهج التعليم الأساسي
واصلت ميليشيا الحوثي الإرهابية، تغيير المناهج الدراسية للصفوف الأساسية " من الصف الأول حتى الصف السادس الأساسي"، بتغييرات عقائدية وطائفية وسياسية.
وتركزت التغييرات الحوثية بخمس مواد دراسية، هي" القرآن الكريم، التربية الإسلامية، اللغة العربية، التربية الوطنية، والتأريخ"، من خلال حذف دروس من المنهج السابق وإضافة دروس، تخدم مشروعها الإرهابي الطائفي.
وقامت الميليشيا بتغييرات في تفاسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وفق توجهها العقائدي، وإضافة صور وشعارات تكرس نهجها الطائفي والعنصري.
وشملت التغييرات التي أجرتها على المنهج الدراسي: استبدال الصور الفوتوغرافية التوضيحية برسوم كاريكاتيرية، وتكرارها في كتب الصفين الأول والثاني الأساسي، بهدف غرس فكرها وتوجهها في الطلاب.
وتمثلت تغييرات ميليشيا الحوثي في كتب الصف الأول الأساسي، في مأدة القرآن الكريم، بتغيير تفسير "اهدنا الصراط المستقيم" بـ" طريق المهتدين كالأنبياء و"أعلام الهدى" حيث أن أعلام الهدى عند الحوثيين تعني قادتها ورموزها الدينيين، وعادة ما يوصف الإرهابي زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي بأنه علم من أعلام الهدى.
وتفسير "المغضوب عليهم" بـ"اليهود، وإضافة "كل من اتبعهم وتولاهم"، وتفسير التواصي بالحق في الآية" وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر"، بالجهاد في سبيل الله وفق التوجه االطائفي للميليشيا.
وتضمنت التغييرات في مادة التربية الإسلامية: إضافة راية المولد النبوي، ومسجد وعليه شعارات المولد النبوي وتكرر الرسم كثيراً في الكتاب.
وإضافة شعار المولد النبوي الذي تتداوله الميليشيا "لبيك يا رسول الله"، وصور لجنود تحت عنوان" المجاهدون في سبيل الله يدافعون عن بلدهم"، وإضافة صورة تحت عنوان "العدوان الأمريكي على اليمن".
كما قامت ميليشيا الحوثي بإضافة صيغة جديدة للتشهد إلى جانب الصيغة المتعارف عليها، وأضافت درسا بعنوان" زيد والزهراء"، وفيه إشارة لزيد بن علي مؤسس المذهب الزيدي، وفاطمة الزهراء.
كما اشتملت أنشودة الحروف على كثير من التغييرات التي تشير إلى قادة الميليشيا بإشارات سياسية مثل:" باء بدر بث النورا، جيم جيش يحمي الثورة، سين سيف للأبطال، لام لهب في أوطاني، نون نصر حققناه، واو ويل للأعداء".
أما التغييرات في كتب الصف الثاني الأساسي، فحوت صوراً لمسلحين حوثيين مذيلة بعنوان" أتعلم من القرآن الجهاد في سبيل الله".
وقامت بإضافة قصة علي بن أبي طالب في صغره مرفقاً بعبارة "عليه السلام" بدلاً من "رضي الله عنه" أو "كرم الله وجهه" المستخدمة في الكتب السابقة، كما كرست الحاشية السفلية لقصة علي بن أبي طالب مع إيراد عبارة: " التوضيح للمعلم ولا يلزم الطالب بحفظه".
إلى جانب إيراد صيغة أخرى للتشهد، كما حصل في كتاب التربية الإسلامية للصف الأول.
وشملت تغييرات ميليشيا الحوثي في مادة التربية الإسلامية: إضافة شعار المولد النبوي" لبيك يا رسول الله" الذي تحتفل به رسمياً كل عام.
أما تغييرات الميليشيا في كتب الصف الثالث الأساسي في مادة التربية الإسلامية فكانت بإضافة نشيد "يارب" وفيه" أنصارك المخلصينا " في إشارة إلى الاسم الذي تطلقه الميليشيا على نفسها " أنصار الله"، وإشارات سياسية حول العداء للأمة الإسلامية، ونشيد القرآن وفيه إشارات للجهاد ومعارك الميدان.
كما كررت الميليشيا في درس الإنفاق والصدقة عبارة الإنفاق "في سبيل الله" ثمان مرات في صفحتين، وهو ما تؤكد عليه في خطاباتها ومناسباتها لدعم جبهات القتال التي تخوضها الميليشيا ضد اليمن واليمنيين.
وفي مادة التربية الاجتماعية قامت بتغيير عناوين الدروس، وتقسيم بعض الدروس لأكثر من درس، واستبدال بعض الصور الفوتوغرافية برسومات كاريكاتيرية.
وحذفت وحدة من الكتاب تحتوي على سيرة الرسول وصفاته والبعثة النبوية، وأوائل الصحابة" أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وخديجة بنت خويلد" وحذفت وحدة أخرى عن الأعياد الدينية والوطنية، والتي كانت تضم: عيد الفطر وعيد الأضحى، وذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر.
وفي كتب الصف الرابع الأساسي أدخلت الميليشيا تعديلات على مادة التربية الإسلامية، شملت عدة صفحات، وركزت في فقرة "أستفيد من الدرس" على الجهاد والدفاع عن الوطن ضد المعتدين، والحصار، وأعداء لأمة.
كما حذفت بعض الدروس وبعض الأحاديث واستبدلتها بأحاديث أخرى، مع عدم ذكر الراوي في الأحاديث النبوية، كما حذفت نشيدي "عزة الإسلام" و "يا رب".
وفي مادة اللغة العربية الجزء الثاني للصف الرابع الأساسي، أضافت وحدة بعنوان" قضايا إسلامية" افتتحت بدرس" المولد النبوي"، وكيفية التجهيز والتحشيد له، وجعلت الدروس التي تليه من نحو وإملاء ونصوص تصب في ذات الموضوع.
وزادت وحدة بعنوان" أحداث ومناسبات" افتتحت بدرس" ذكرى الشهيد"، ووحدة أخرى بعنوان "شخصيات وأعلام" بدأتها بدرس "سيدة النساء فاطمة الزهراء" وجعلت الدروس التي تلي هذه الدروس من نحو وإملاء ونصوص في ذات المواضيع، وأضافت نص "أستاذي"، وفيه إشارة إلى الغزو والعدوان.
وبالنسبة لمادة التربية الاجتماعية، في درس "الإعلام في وطني"، حرصت الميليشيا على ذكر الوسائل الإعلامية التي تديريها، ونبهت الطلاب إلى عدم مشاهدة القنوات التي تتعمد التضليل والكذب في معظم أخبارها وبرامجها في إشارة لتلك القنوات التي لا تتبع لها.
كما ذكرت في فقرات "يعمل الاستعمار على تقسيم بلادنا مثلما عمل العدوان الأمريكي السعودي، حيث عجز عن احتلالها بالقوة فعمل على تقسيم اليمن، ثم حاولوا فصل الشمال عن الجنوب، ولكنه فشل في تلك المحاولتين".
كما ذكر في بعض الدروس أن ما تسمى بثورة 11 فبراير 2011 قد فشلت وأتت ثورة 21 سبتمبر 2014 لتصحيح الفشل، ونجحت في ذلك، وذكرت ان المبادرة الخليجية هي سبب في "مضاعفة معاناة اليمنيين".
في كتب الصف الخامس الأساسي، أدخلت تغييرات في مادة التربية الإسلامية، وكتاب تاريخ اليمن القديم، وذكرت أن اليمن حالياً تتعرض لهجمة "أمريكية وصهيونية" وطلب من التلاميذ المقارنة بين هذه الهجمة، وهجمة الرومان قديماً على اليمن.
كما أوردت في التغييرات بطاقة تفكير للطالب تقول إن اليمن يتعرض حالياً للاحتلال "الأمريكي والصهيوني" والمطلوب من التلاميذ أن يكتبوا عدة أسطر عن هذا الموضوع، وتعليقه في مجلة حائطية.
وحذفت ميليشيا الحوثي من كتاب التاريخ القديم وحدة كاملة اسمها " مظاهر الحضارة اليمنية القديمة"، واستبدلتها بوحدة جديدة اسمها " القصص الحق"
وفي كتاب التربية الوطنية للصف الخامس أساسي، أضافت درسا بعنوان" اليمن مقبرة الغزاة" وأوردت فيه أن اليمن تعرض للعدوان من قبل التحالف "الصهيوني الأمريكي" الذي حاول احتلال اليمن، ولكنهم قُتلوا بأعداد كبيرة.
كما زادت ما تسميه ثورة 21 سبتمبر 2014 إلى قائمة الثورات اليمنية، وأنها أتت لتصحيح ثلاث ثورات سابقة: 26 سبتمبر، و14 أكتوبر، و11 فبراير.
وأضافت الميليشيا الحوثية، ثورة الإمام القاسم -1597م، وثورة الإمام المنصور وابنة يحيى حميد الدين – 1892م، وثورة 11 فبراير 2011 ضد نظام علي عبدالله صالح.
إلى ذلك استحدثت درسا بعنوان" الصمود اليمني" وذكرت ما تسميه عدوان "التحالف الصهيو أمريكي" وبمساندة النظام السعودي والإماراتي الذين قاموا بالعدوان على اليمن في 26 مارس 2015م، ولكن الشعب اليمني ساند القيادة الحكيمة، وضربوا أروع الأمثلة في الصمود والمقاومة والجهاد في سبيل الله.
وكان بكتاب التربية الوطنية في المنهج السابق وحدة اسمها "شخصيات يمنية خالدة" غيرت اسمها إلى "أعلام يمانية" حيث تم حذف الإمام الشوكاني، ومحمد محمود الزبيري، وعلي عبدالمغني، واستبدالها بالشخصيات" الإمام القاسم بن محمد، والرئيس إبراهيم الحمدي، والشاعر عبدالله البردوني.
واحتوت تغييرات ميليشيا الحوثي في كتب الصف السادس الأساسي، بمادة القرآن الكريم، إيراد نشاط للطلاب ويطلب منهم الكتابة عن "انتصارات الشعب اليمني في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني".
وفي شرح آيات من سورة الحاقة؛ ذكر الكتاب أن العذاب والذل والهوان هو مصير الطغاة والمجرمين ومصير قوى تحالف العدوان الأمريكي على اليمن.
أما في مادة التربية الإسلامية لذات الصف، فأضافت نشيدا بعنوان " هو الله" فيه دعوة للجهاد والتجنيد.
وفي كيفية صلاة العيد، زادت الميليشيا هيئة صلاة العيد حسب المذهب الجعفري، إلى جانب الهيئة المشهورة.
وفي صفحات متفرقة من الكتاب، ومن ضمنها دروس الغزوات؛ وظفت توظيفاً سياسياً من حيث الدعوة إلى التحشيد، والاستعداد لمواجهة أعداء الأمة، وإفشال مخططاتهم.
وفي مادة تاريخ العرب الإسلامي، حذفت دروس الدولة العباسية، والفتوحات الإسلامية في العهدين الأموي والعباسي، والدويلات المستقلة عن الدولة العباسية، والدولة الرسولية، والدولة السلجوقية، ودولة المماليك.
واستحدثت دروس: اليمن في عصر الخلفاء والأئمة الراشدين، اليمن في العصر الأموي والعباسي، الدولة الإسلامية في عصر الأدارسة في المغرب، الدولة الإسلامية في عصر العلويين في طبرستان، ودولة بني نجاح.
وعمدت ميليشيا الحوثي الى توظيف كثير من الدروس في مادة تاريخ العرب الإسلامي توظيفاً سياسياً وطائفياً، من خلال إضافة بطاقة تفكير للطالب تتناول موضوع معركة الحسين بن علي ويزيد بن معاوية في "معركة كربلاء".
كما وظفت درس" الدولة العربية الإسلامية في عصر الأمويين" ودرس "دولة الأدارسة في المغرب" توظيفاً طائفياً حول ظلم آل البيت.
ومن الإضافات الطائفية، درس جديد "العلويين في طبرستان" وكذا الحديث عن الدولة الزيدية وتمجيد الأئمة أثناء الحديث عنهم، والتركيز على دور الأئمة المنتمين للمذهب الزيدي.
وقامت الميليشيا بتغيير كتاب التربية الوطنية للصف السادس الأساسي تغييرا جذريا، حيث تم حذف وحدات كاملة، واستبدالها بمحتوى جديد، مثلاً ثم حذف قصص عمر بن عبدالعزيز، عمر المختار، يوسف العظمة، واستبدالها بقصص الإمام الهادي" يحيى بن الحسين" وما يسمى بالرئيس السابق للمجلس السياسي الحوثي صالح علي الصماد، وجار الله عمر، والشاعر الحسن بن علي الهبل وهو من شعراء الأئمة.
كذلك زادت دروسا تحدثت عن النكف القبلي، وكيف ساهم في التصدي لخطر يهدد اليمن عند" استهداف اليمني بعدوان غاشم".
إلى ماسبق أضافت ميليشيا الحوثي درسا عن سيرة الإمام الهادي "يحيى بن الحسين" وهو أحد أئمة الزيدية، وخصصت ست صفحات من الكتاب للحديث عن سيرة ما يسمى الرئيس السابق للمجلس السياسي الأعلى التابع لها "صالح علي الصماد" حيث ذكرت نشأته وصفاته ومناصبه، وكيف قُتل.
