"الملف الإنساني".. ادعاءات زعيم العصابة الحوثية في خطبة الانقياد للمشروع الفارسي
واجهت مليشيات الحوثي الإمامية التحركات الدولية لصياغة رؤية للسلام بصلف وتعنت كما هو عادتها بل ذهب زعيم المليشيا إلى التصعيد ووضع اشتراطات بالية كانت طرحتها طهران بداية الحرب قبل سنوات.
تمسك المليشيات بالرؤية الإيرانية كشرط للتعاطي مع تحركات واشنطن والأمم المتحدة والجهود الدولية الأخرى تأكيد على عدم جدية هذه المليشيا في تخفيف الأزمة الإنسانية التي تعيشها اليمن وإصرار على تنفيذ أجندة طهران في المنطقة.
وفي حين كانت الأطراف الدولية الناشطة في الملف اليمني تنتظر موقفا جديدا من مليشيات الحوثي بعد لقاءات عمان والزيارات التي قام بها المبعوث الأممي خرج زعيم المليشيا بالأمس مصعدا يطالب بمزيد من التحشيد للجبهات ومواصلة إشعال محارق الموت لليمنيين.
زعيم المليشيا الحوثية جدد طرح شروط طهران التي تفرض الاعتراف بالمليشيات طرفا شرعيا وحاكما لمناطق سيطرته وممثلا وحيدا لها وإيقاف العمليات الجوية للتحالف العربي وفتح المطارات والموانئ لتدفق الدعم العسكري الخارجي إليها.
ولم يكتف زعيم عصابة الكهنوت الإمامية بهكذا اشتراطات هدفها نسف أي محاولة لتحريك ملف السلام وإنهاء الحرب والانقلاب بل ذهب بعيدا ليربط مصيره وتحركات ميلشياته علنا بالمحور الإيراني في المنطقة بكلها، وهو تأكيد على أن هذه المليشيات الحوثية ومثيلاتها في المنطقة ليست سوى أرقام صفرية في خانة المشروع الفارسي الطامع ببسط نفوذه في المنطقة عبرها.
واحدية الهدف والغاية وتعدد الأدوات واختلاف مسرح التحركات الإيرانية.. هذا هو المشهد المنظور لكل متابع تحركات وخطاب عملاء ومرتزقة الحرس الثوري وملالي طهران.
خرج زعيم العصابة الحوثية بالأمس ليجدد الولاء والانقياد لكل ما هو قادم من بلاد فارس حتى على مستوى صرخة الخميني التي تحاول المليشيات تصويرها كمنتج ثوري خاص بها بينما هي جاءت معلبة من بلاد فارس ابتدعها النافق "خميني ثورتهم المزعومة ".
وفي خطابه المعجون بمفردات النفاق وادعاء الوطنية والاستعراض الزائف بالحرص على المتضررين من الحرب جدد زعيم المليشيا الترويج لتجارته البائرة في حديثه عن الجوانب الإنسانية والحصار المزعوم والكثير من الجمل التي يتصنع فيها دور الحريص على الناس.
يقامر زعيم المليشيا الحوثية بأوجاع شعب بكاملة من أجل إرضاء أسياده في طهران ويرفض القبول بوقف الحرب واطلاق المختطفين والمعتقلين ، وفي ذات الوقت يتحدث عن ملف إنساني يختزله بفتح المنافذ لعبور السلاح والدعم العسكري إلى جبهاته في حين احتياجات الناس تمر من خلال معابر ومنافذ عديدة ولا توجد قيود على تدفقها.
وفي حين يؤكد كل الفاعلين ومن اقتربوا من الملف اليمني أن وقف الحرب يمثل أهم الملفات الإنسانية وبوابة الشروع في بناء عملية سلام حقيقية تذهب المليشيات الحوثية إلى طرح اشتراطات على طاولة النقاش تفضي إلى تمكينها مزيداً من عناصر القوة والتسليح بفتح المنافذ الجوية والبحرية دون أي ضوابط أو رقابة تذكر.
من ينهب لقمة الجياع ويوجه المساعدات الغذائية التي تأتي من الخارج إلى مجهود حربي يجب إلقامه حجرا متسخا حين ينعق متحدثا عن الفقراء وضحايا الحرب.. ومن يسرق مرتبات الموظفين منذ خمسة أعوام ويحولها إلى ذخيرة لقتال اليمنيين وتدمير مقدراتهم العامة والخاصة عليه أن يلعق الوحل قبل أن يفكر بالحديث عن احتياجات الملايين وربطها بفتح منافذ عسكرية لا إنسانية.
كل هذا الاستهتار من قبل مرتزقة إيران الحوثيين وإصرارهم على المضي في مسار الخراب والدم والتنكيل باليمنيين يفرض على كل القوى اليمنية سياسية والتشكيلات العسكرية والمحاربين في كل مترس وجبهة أن يوحدوا جهودهم ويحددوا مسار رصاصات بنادقهم صوب مليشيات الشر والموت والنفاق الحوثية.