الجيش العراقي يفند مزاعم أردوغان حول مسلحي "العمال الكردستاني"
فندت "العمليات المشتركة" التابعة للجيش العراقي، الخميس، مزاعم النظام التركي بوجود عناصر من الحزب العمال الكردستاني داخل نينوى (شمال).
وأمس الأربعاء، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقصف مخيم للاجئين في قضاء مخمور بالعراق، بذريعة أنه يوفر ملاذا آمنا لمقاتلين أكراد.
كما توعد الرئيس التركي بتوغل حملته العسكرية الطويلة أكثر داخل الأراضي العراقية.
ويقع مخيم مخمور على بعد 180 كيلومترا جنوبي الحدود التركية، ويؤوي لاجئين أتراكا منذ أكثر من 20 عاما، ويقول أردوغان إنه "حاضنة" للمقاتلين ويتعين التعامل معه.
وتصنف السلطات التركية حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.
وقال المتحدث باسم العمليات المشتركة، تحسين الخفاجي، في تصريح تابعته "العين الإخبارية"، إن "منطقة مخمور تقع تحت مسؤولية الفرقة 14 التابعة للجيش العراقي، وسيطرة الحكومة الاتحادية، وجميع إدارة الأمن مسؤولية قيادة العمليات المشتركة".
وأضاف أن "إدارة الملف الأمني لمنطقة مخور مسؤولية العمليات المشتركة التي تعمل على مطاردة الإرهابيين".
وشدد على أن أنباء تواجد حزب العمال الكردستاني "غير صحيحة".
ولفت إلى أنه "توجد منطقة بين حرس الإقليم وبين الفرقة 14 وسلسلة جبلية تدعى بسلسلة جبال قرة جوخ، والتي استطاع أن يتخندق فيها الإرهابيون، وهناك عمل كبير من خلال مراكز التنسيق المشترك بين المشتركة والبيشمركة لمطاردة الإرهابيين في المنطقة".
يأتي ذلك في وقت حذرت فيه لجنة الأمن والدفاع النيابية في العراق، من تداعيات ما سمته "الصمت الحكومي"، على قدرة البلاد في حفظ أمنها الداخلي والخارجي.
وقال عضو اللجنة، إياد الجبوري، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن "استمرار الخروقات التركية داخل الأراضي العراقية طيلة السنوات الماضية واستمرارها دون الاكتراث للمطالبات الرسمية والجهود الدبلوماسية لوقف اعتداءاتها السافرة، يتطلب من حكومة بغداد التحرك بقوة أكبر وبحزم أكثر".
وأشار إلى أن "العراق قدم الكثير من مذكرات الاحتجاج الرسمية إلى السفير التركي في بغداد، وبذل جهودا لكبح التدخل التركي المهين في عمق الأراضي العراقية ولكن دون أن يتحقق أي جديد في ذلك الأمر سوى المزيد من الاعتداءات على سيادة البلاد".
وشدد الجبوري على أن "سيادة العراق خط أحمر، ولن نقبل باستمرار خروقات تركيا وسريان زحفها باتجاه عمق أراضينا بذريعة اتفاقيات قديمة كانت وقعتها أنقرة مع النظام السابق".
وطالب الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي بـ"اتخاذ موقف أكثر صرامة وجدية فيما يخص الخروقات التركية المتكررة للسيادة العراقية"، داعياً تركيا "لإيقاف اختلاق فوضى أمنية وعسكرية داخل الأراضي العراقية، وتوحيد الجهود مع العراق وإسناده لمحاربة خطر داعش بدلا من خرق سيادته وانتهاك سلامة أراضيه".
وتطلق تركيا أردوغان سلسلة من العمليات العسكرية داخل الأراضي العراقية كان أحدثها ما يسمى "البرق"، خلال الشهر الماضي والتي تستهدف مناطق حدودية ضمن الشريط المحاذي لمناطق إقليم كردستان.
وأسفرت الخروقات التركية العسكرية عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين وسكان القرى الحدودية، فضلاً عن إلحاق أضرار بالغة بالممتلكات العامة والخاصة.
وسلمت الحكومة العراقية، الشهر الماضي، مذكرة احتجاج إلى السفير التركي في بغداد، هي الثالثة من نوعها خلال عام، رداً على انتهاكات أنقرة وعدم احترامها لمواثيق حسن الجوار .