مليشيا الإرهاب الحوثية.. هستيريا انتقامية ضد المدنيين بعد هزائمها في الساحل
لم تجف دماءُ مدنيين أبرياء استشهدوا في قصف للمليشيات الإرهابية في مديرية الدريهمي في القسم الجنوبي لمحافظة الحديدة، حتى سقط مدنيون جدد ضحايا قصف للمليشيات على منطقة الفازة بمديرية التحيتا جنوبي المحافظة.. المشهد تحول برمته خلال الأسبوع الفائت إلى سيل من الدماء البريئة والأشلاء المبعثرة أرضاً نتيجة القصف المتعمد على الأحياء الآهلة بالسكان وتكثيف ارتكاب الجريمة ضد السكان الفقراء.
ويعد لجوء المليشيات الكهنوتية إلى خيار قتل المدنيين أسلوباً متكرراً يعبر عن حجم الانتقام الحوثي من اليمنيين ومستوى الفظاعة في القتل التي اعتاد عليها انقلابيو إيران، وكيف أنهم يقلبون معطيات المعركة إلى قيم لا إنسانية يجسدونها من خلال أعمالهم في قتل المدنيين وتهجيرهم والاعتداء عليهم.
ووفقاً لمصادر موثوقة فإن الشهداء الذين سقطوا في صفوف المدنيين منذ الخميس، بلغوا 12 شهيداً ونحو 40 جريحا، نقل الجرحى منهم إلى المستشفيات الميدانية في الساحل الغربي لتلقي العلاج والإسعافات الأولية أما الحالات الخطيرة نقلت إلى مستشفيات العاصمة المؤقتة عدن لمداواتهم هناك على نفقة التحالف العربي.
وتحدثت مصادر محلية في منطقة الفازة المحيطة بمركز مديرية التحيتا عن مآسٍ فظيعة شهدتها المنطقة أثناء القصف الذي شنته المليشيات الحوثية على منازل المدنيين، لافتةً إلى أن القصف الحوثي استهدف بشكل مباشر تجمعاً للسكان ما أوقع فيهم مجزرة كبيرة، مضيفة أن القصف الحوثي استمر حتى إلى بعد سقوط الضحايا، في محاولة من قبل المليشيات لرفع عدد القتلى.
وتحصلت "وكالة 2 ديسمبر" على معلومات خاصة من مصدرين طبيين في المستشفيين الميدانيين بمدينة المخا والخوخة، تفيد بوصول 46 جريحا خلال اليومين الماضيين أغلبهم إلى الخوخة قبل أن تنقل إلى عدن، فيما أكد مدنيون أنهم دفنوا 7 من الشهداء الذين سقطوا في القصف الحوثي على الأحياء السكنية، كلهم تحولوا إلى أشلاء ممزقة بسبب المقذوفات التي تعرضوا لها في القصف.
واستشهد آلاف المدنيين في القصف العشوائي للمليشيات الحوثية، في محافظات مأرب وتعز وعدن والبيضاء وكافة المحافظات التي وصلت إليها جائحة المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، إذ تشكل حوادث القصف وقتل المدنيين عمداً وصمة تعبر دائماً عن واقع هذه الجماعة، لكن القتل الذي تمارسه المليشيات الحوثية في الحديدة يأتي وسط تهدئة القتال، ما يؤكد صحة الاستهداف المباشر للمدنيين من قبل المليشيات.
ووفقاً لأحد أقارب اثنين من الضحايا في مديرية التحيتا والذي تحدث بشكل خاص لمحرر " 2 ديسمبر" فإن شقيقته وشقيقه استشهدا إثر سقوط قذيفة حوثية على منزلهم بمركز المديرية، عقب أربعة أيام من تحريرها. لافتاً إلى أن المنزل الذي كان يؤوي الضحايا يومها تحول إلى أطلال ملطخة بالدماء، وأن شقيقه الذي استشهد وهو في عمر السابعة ظل تحت ركام المنزل بضع ساعات حتى تم انتشاله من قبل القوات المشتركة.
وأكد مصدر حقوقي أن دواعي القتل المتعمد من قبل المليشيات الحوثية ليست أقل من انتقام يريده الحوثيون من المدنيين الذين يعودون إلى حضن الجمهورية، خاصة وأن المليشيات الإرهابية تعتبر كل من يخرج عن نطاق سيطرتها عدواً وتتعامل معه بصفة انتقامية.
ولم تؤكد حتى اللحظة إحصائية معينة للمدنيين الذين استشهدوا الأسبوع الماضي في قصف المليشيات الكهنوتية، غير أن المعلوم أن الضحايا كثر، وثمة عدد منهم استشهدوا في مناطق يسيطر عليها الحوثيون ولا توجد معلومات دقيقة عن عددهم.
وتثير عمليات القصف الحوثية ردود فعل غاضبة في أوساط اليمنيين، في حين تواجه هذه الجرائم بصمت دولي يعتبره كثيرون أنه بمثابة تصريح مشرعين للجماعة الكهنوتية لقتل المزيد من اليمنيين.