على هامش تدشين زعيم الحوثيين معسكرات الأطفال الصيفية.. تسرب رائحة سرقة القدس
اعترف زعيم مليشيا الكهنوت الحوثي بفشل تحشيدات أتباعه ودعواته المتكررة في إقناع اليمنيين بالتبرع لصالح الشعب الفلسطيني لانعدام الثقة به وبميلشياته التي استغلت التصعيد الإسرائيلي للحصول على أموال باسم فلسطين.
زعيم المليشيا وفي خطاب ألقاه أمس حاول تبرير هذه الصفعة التي تلقاها من اليمنيين في مناطق سيطرته وعدم ثقتهم به وبأتباعه، وقال إن العيد ورمضان وظروف الناس أثرت على فعالية الحملة، أي عدم التجاوب معها وهذا التبرير محاولة لمداراة الفضيحة التي وقع فيها هو وقيادات عصابته.
وتحدث زعيم عصابة الكهنوت عبد الملك الحوثي صراحة عن عدم اطمئنان الناس له ولقياداته وعدم الثقة بهم حين قال "ستستمر حملة التبرعات بتنسيق مع إخواننا الفلسطينيين عبر ممثليهم في صنعاء حتى يكون الجميع مطمئنا أن ما يقدمه من تبرعات يصل إلى الإخوة في فلسطين " وهذا يعد إقرارا كاملا بلصوصيته هو وقيادات ميلشياته.
ويعد إشراك ممثلي الفصائل الفلسطينية بصنعاء في جمع التبرعات محاولة من مليشيا الحوثي لتدارك الفضيحة التي وقع فيها زعيم المليشيا حين رفع سقف خطاباته ودعواته للتبرع والوعود بغلة وفيرة من الدعم كان هو من نجح في الحصول عليه.
وواصل زعيم المليشيا حشر نفسه في مسار النضال الفلسطيني ضد العدو الإسرائيلي ومحاولة سرقة بطولات المقاومين على أرض فلسطين من خلال منح نفسه وما أسماه محور المقاومة دورا من خلال جاهزيتهم للمشاركة في الحرب ضد إسرائيل حين قال إنه كان هناك رصد وجاهزية لاتخاذ خطوات إضافية وهو حديث يسرق بطولات المقاومين للاحتلال.
وتحدث كاهن الكهف عن جولات قادمة من الحرب في فلسطين منتشيا بما حققته طهران من ادعاء زائف بوقوفها خلف صناعة الصمود للمقاومين في أرض الإسراء والمعراج وهو هنا يكشف حقيقة ادعاءاته الكاذبة بمساندة القضية الفلسطينية من خلال هذا المنطق الانتهازي.
وعرج زعيم المليشيا على ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم وانتهاكات ومظالم بحق أبناء الشعب الفلسطيني متناسيا أنه يمثل وميليشياته الوجه الآخر للصهاينة وجرائمهم في اليمن بل أنه وميليشياته تجاوزت فظائعهم بحق اليمنيين ما ارتكبه الصهاينة في فلسطين.
يتحدث الواعظ المنافق وكأنه حمل وديع أو مصلح اجتماعي عن الضمائر الميتة ومرتكبي الجرائم بينما تحصد ميلشياته أرواح اليمنيين منذ حرب صعدة الأولى قبل عقدين من الزمن دون توقف وحتى اليوم.
ولم يتوقف هذيان زعيم المليشيا عند ادعاء البطولات وسرقة نضال المقاومين في فلسطين والاعتراف بعدم ثقة اليمنيين بموقفهم من القضية المركزية للعرب بل اقتحم علم النفس ليصنع جملا بدون مضمون أشبه ما تكون صدرت عن مريض نفسي على قارعة طريق.
وكان يشرح كيف أن عدم انسجام الناس مع توجهاته وجماعته ومزايداتهم بقضايا الأمة تعتبر عقدا نفسية تزاوجت مع اعتقادات خاطئة ناتجة عن حالة مزاجية سيئة وزينت له ما هو عليه من الموقف الخاطئ فاستمر متخبطا، وهي نتيجة حتمية لعدم إيمان هذا الفرد بالهوية الحوثية.
وتابع زعيم المليشيا هذيانه في التحليل النفسي قائلا إن الإنسان بحاجة إلى أن لا يضيع حياته بانسجام بين الواقع النفسي، الحالة النفسية، المشاعر النفسية، الإحساس الوجداني، وما بين الفكرة الصحية والتوجيهات الإلهية فنجد أنفسنا متفاعلين معها من عمق مشاعرنا وأعماق قلوبنا.
هذا الرص للكلمات المفرغة من المدلول كشفت عن جانب آخر من شخصية زعيم عصابة الكهنوت وسطحيته وعدم قدرته حتى على إيصال الفكرة التي يريدها لأتباعه بشكل صحيح خصوصا وأنه قد جمع كل قيادات ميلشياته إلى حظيرة واحدة لكي يلقي عليهم عبر شاشة معلقة في جدار الحظيرة ما تجود به قريحته المعطوبة.
وكان المحور الآخر لخطابه محاولة مكشوفة لتغطية جرائمه بتجنيد الأطفال وزجهم في ولائم موت مجانية في الجبهات من خلال الحديث عن مراكز صيفية لتعليم الأطفال وتحصينهم من الاختراقات الأمريكية الإسرائيلية.
وركز حديثه عن ضرورة الدفع بالنشئ والصغار في مراحل الطفولة المبكرة إلى الحوزات الطائفية التي أسماها مراكز صيفية بينما هي حقيقة معسكرات طائفية تفخخ عقول الأطفال بمفاهيم تكفيرية للآخر وكراهية لليمنيين واعتبارهم يهودا وأمريكان لابد من قتالهم وتصفيتهم.
وأكد في خطابه أن الدفع بالصغار إلى المراكز الدينية يحقق الهدف الذي يسعى إليه هو وميليشياته من خلال تنشئة الأطفال بأفكار هدامة ومعتقدات عنفية ودموية تمثل خطرا على المجتمع اليمني الذي يعاني منذ عقدين من الزمان من مخرجات المراكز والحوزات الطائفية.