النصر الروسي على النازية ذكرى تحتفل بها موسكو كل عام في التاسع من مايو، وهذه السنة والتي تحمل الرقم الـ 76، كانت مختلفة.

الاحتفالات لم تقتصر فقط على النواحي السياسية، بل شملت النواحي الفنية أيضا، وهذه المرة جاءت من سوريا، ففي حفل عكس الكثير من المضامين السياسية، حيث صدحت حناجر فرقة من الشباب السوريين بأغنية "كاتيوشا" على مسرح أوبرا دمشق، تمجيدا لذكرى النصر الروسي.

الصور التي نقلها فيلم قصير جسد جانبا من بطولات وتضحيات الجيش السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية، بدت وكأنها نسخة طبق الأصل عما عايشه السوريون خلال الحرب الإرهابية التي اجتاحت بلادهم، وفق ما قال معاون وزير الخارجية السوري الدكتور بشار الجعفري.

 

الحفل الذي أقيم بالتعاون بين وزارة الثقافة والسفارة الروسية والمركز الثقافي الروسي بدمشق، احتفاء بالذكرى السادسة والسبعين للنصر على النازية، ألهب مشاعر المشاركين، بما فيهم فنانون وموسيقيون سوريون وشخصيات رسمية ومثقفون.

كما تحول- بحسب وكالة سبوتينك الروسية- إلى مناسبة لاستحضار الغناء والموسيقا الروسية التي قدمت طوال عقود من الزمن احتفالاً بحدث لطالما اعتبر الأهم في القرن العشرين.

 

 

وخلال الحفل، قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، استعراضا لافتا على شكل رؤية بصرية تضمنت أغنيات أوبرالية وشعبية روسية عن الحرب وآلامها منها "ليل داكن" و"السمراء" و"لو لم يكن هناك حرب" و"المعركة الأخيرة" بأصوات خريجي وطلاب المعهد العالي للموسيقا، مع عرض مشاهد توثيقية عن تضحيات الجنود الروس.

كما شهد الحفل فقرات سورية بينها مقطوعة "تدمر بوابة الشمس" للمايسترو عدنان فتح الله وأغنية "راياتك بالعالي يا سورية"، وعروض راقصة لطلاب قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية ولفرقتي جلنار والجمعية الشركسية.

معاون وزير الخارجية السوري، الدكتور أيمن سوسان، قال: إن مشاركة السوريين لشعب روسيا في الذكرى 76 للنصر على النازية يعبر عن الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين بلدينا". 

 

وبين سوسان أن العالم أحوج ما يكون إلى استلهام القيم التي كرسها النصر الروسي العظيم، هزمت الفاشية والنازية قبل 76 عاما.

من جهته، أوضح الدكتور بشار الجعفري معاون وزير الخارجية السوري، أن: احتفال السوريين مع الأصدقاء الروس في عيد النصر يأتي في سياق تثمين الدور الكبير الذي لعبه الجيش السوفياتي في الانتصار على النازية والفاشستية، والعسكريتارية اليابانية المتحالفة معهما آنذاك". 

وأضاف الجعفري: "الدروس التي استقيناها كشعوب من النصر الروسي السوفيتي، كبيرة جدا لناحية السياسة والتاريخ والقانون، إذ أن هزيمة النازية والفاشستية على يد الجيش السوفيتي وحلفائه، أفضت إلى تأسيس الأمم المتحدة التي غلبت القانون على منطق القوة الذي كان سائدا آنذاك".

واستدرك الجعفري قوله: "للأسف، تكررت النازية والفاشستية بأشكال جديدة بعد ذلك، والإرهاب يعادل في خطورته النازية، ومرة أخرى يجمع التاريخ روسيا وسوريا لمحاربة الأعداء نفسهم تقريبا، ولكن بأسماء وأشكال أخرى". 

 

ذكرى النصر على النازية، أحياها أيضا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث ارتدى ماكرون وآخرون "شارة على شكل زهرة نبات الذرة" على طية صدار سترته وهذا يعد في فرنسا رمزا للتضامن مع المقاتلين السابقين والجنود المصابين.

كما أظهرت صور التلفزيون الفرنسي أوردتها وكالة الأنباء الألمانية، ماكرون وهو يضع باقة من الزهور على قبر الجندي المجهول في ظل قوس النصر بباريس.

وشارك ماكرون أسلافه نيكولا ساركوزي، وفرانسوا أولاند في هذه الاحتفالية القصيرة، التي لم يكن هناك إلا عدد قليل من المشاركين من الجمهور بسبب قيود كورونا.  

وتحيي روسيا عيد النصر على النازية يوم 9 مايو/آيار من كل عام، حيث يقام عرض عسكري في الساحة الحمراء في موسكو. 

 

وهو عيد وطني تحتفل فيه روسيا وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق باستسلام ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وقع هذا الاستسلام في مساء 8 مايو 1945، وسبق هذا الاستسلام استسلاما آخرا وقعته القيادة الألمانية مع الحلفاء.

وأعلنت حكومة الاتحاد السوفيتي عن استسلام ألمانيا في 9 مايو، بعد أن تم الاحتفال بهذا الاستسلام في برلين، وأصبح يوم 9 مايو من كل عام يوما يحتفل به الاتحاد السوفيتي، ومن بعده روسيا بالانتصار على ألمانيا النازية.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية