جبايات الحوثي أفقرت صيادي اللحية بالحديدة وضاعفت أسعار الأسماك
شكا صيادو الأسماك في مديرية اللحية بمحافظة الحديدة، من جبايات ميليشيا الحوثي المفروضة عليهم بشكل قسري، والتي تسببت بترك الصيادين مهنة الاصطياد، ورفع أسعار الأسماك في المحافظة، والمحافظات الأخرى.
وقال صيادون بمطقة الخوبة التابعة لمديرية اللحية لـ" وكالة 2 ديسمبر" إن ميليشيا الحوثي تمارس الازدواجية في التحصيل الضريبي حيث تقوم بتحصيل الرسوم والضرائب أكثر من مرة في مركز الإنزال السمكي وفي منفذي اللحية والخوبة.
وأضافوا أن جرائم النهب المتعدد التي تقوم بها مليشيا الحوثي في النقاط الأمنية بالطرقات، ومنفذي اللحية والخوبة بالحديدة ضاعف من مآسي السكان لاسيما الصيادين.
وأوضح أحد الصيادين (فضل عدم ذكر اسمه خوفاً من بطش الحوثي) إنه وكثير من زملائه تركوا مهنة الصيد بسبب جبايات وإتاوات ميليشيا الحوثي.
وأشار إلى أن المليشيا بفرضها ضرائب ورسوم غير قانونية متعددة، لا تترك للصيادين هامشا للربح، لاسيما مع الارتفاع الحاصل في أسعار الوقود، وارتفاع تكاليف تشغيل القوارب.
وكانت دراسة مسحية حديثة نفذتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، أكدت أن أسرة واحدة من كل اثنتين من أسر الصيادين أبلغت عن انخفاض في إنتاج الأسماك بأكثر من 50 في المائة خلال الربع الأول من 2021.
وعزا الصيادون انخفاض الإنتاج السمكي إلى القيود المفروضة على أنشطة إنتاج الأسماك بسبب نقص مواد الصيد، وانخفاض الطلب في السوق وارتفاع أسعار الوقود.
وتشهد أسعار الأسماك في أسواق صنعاء ومحافظات أخرى لا تزال تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، ارتفاعا غير مسبوق، إذ بلغ سعر الكيلو جرام من بعض أنواع الأسماك 7 آلاف ريال، بعد ما كان لا يتجاوز ألفي ريال، مدفوعاً بجبايات ميليشيا الحوثي.
وأكدت دراسة تحليلية لصحيفة واشنطن بوست، إن المشاركين بمسح الآثار العميقة للصراع على الأسر اليمنية بشكل عام، أفادوا بأنهم قاطعوا شراء اللحوم والأسماك بالكامل تقريباً من وجباتهم الغذائية لتوفير تكاليف الطعام.
إلى جانب نقص الطلب على شراء الأسماك وانخفاض مدخلات الصيد، فرضت ألغام الحوثي البحرية واقعاً مأساوياً على الصيادين، ودفعت بهم إلى حافة المجاعة.
وزرعت ميليشيا الحوثي الألغام الأرضية في مراكز الإنزال السمكي، ونشرت أيضا ألغاما بحرية في المياه الإقليمية اليمنية والدولية، على طول سـواحل البحر الأحمر.
وشهدت سواحل الحديدة استشهاد وإعاقة أعداد من الصيادين جراء انفجار تلك الألغام البحرية فيما دفعت أعداداً أخرى منهم إلى التشرد والنزوح.