طفل يكتب رسالة مؤثر قبل وفاته بساعات
بكل براءة في التعبير، استطاع طفل مصاب بالسرطان، أن يرحل ويترك رسالة مؤثرة لمست قلوب الناس، حيث كتب رسالة نعي له قبل ساعات من وفاته، تاركا خلف وصايا وامنيات له، تفاعلت معها في جميع انحاء العالم.
وجاء في نعي الطفل غاريت ماتياس، أنه لا يريد جنازة يسودها الحزن، واختتمه قائلًا: "أراكم لاحقًا يا من تنعونني".
وتوفي غاريت إثر إصابته بنوع نادر من مرض السرطان في السادس من يوليو/تموز الماضي، بعد "تسعة أشهر في الجحيم"، على حد تعبير والداه.
وبحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإنه بحلول منتصف الشهر الماضي، علم إيميلي وريان، والدا الطفل، أن مرضه لا علاج له، وبدأ كل منهما يفكر فيما يريد أن يفعله له.
وقالت إيميلي، والدة الطفل، إنها لم تكن تستسيغ فكرة "نشر نعي لا يحمل معلومات عن المتوفى وكيف كان الشخص الذي مات".
وأضافت: "لذا أردت أن أعرف الناس بشخصية غاريت. وهنا خطرت لي فكرة أن يكتب نعيه بنفسه".
وكُتب النعي استنادًا إلى سلسلة من المحادثات دارت بين الطفل ووالديه قبل وفاته مباشرة، وتضمن ملخص تلك المحادثات ما كان غاريت يحبه والأشياء التي لم يكن يحبها.
ووفقا لما جاء في النعي، قال غاريت: "أحب اللعب مع شقيقتي، وأرنبي الأزرق، وموسيقى ثراش ميتال، ولعبة الليغو، وأصدقائي في روضة الأطفال، وباتمان".
وعن الأشياء التي كان يكرهها الطفل، قال إنه لا يحب: "السراويل الداخلية، والسرطان القذر، وتوصيل الأنابيب عبر فمي، والحقن".
وأوصى غاريت بحضور شخصيات خيالية جنازته، أبرزها باتمان، وعندما سُئل عن صحته، قال غاريت: "عندما أموت سوف أتحول إلى غوريلا وأقذف القاذورات على أبي".
وسأل الوالدان طفلهما عن الطريقة التي يريد أن يتعاملوا بها مع جثمانه، فأجاب: "أريد أن يُحرق جثماني وأن يوضع الرماد في شجرة حيث يمكنني أن أعيش كغوريللا".
ونشرت وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وعلى المستوى الدولي تغطية لما كتبه غاريت، كما انتشر النعي على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت إيميلي: "تلقينا رسائل من جميع أنحاء العالم. وندين بالكثير لكل من تفاعل معنا، ونشعر بمدى رهبة الموقف كما نفخر بأن كلمات غاريت لمست قلوب الكثيرين".
وبالفعل، حقق الوالدان أمنيات الطفل بعد وفاته، إذ أقام إيميلي وريان فعالية للاحتفاء بحياته، وهو الحدث الذي وصفته الأم بأنه "تم بنجاح كبير، إذ حضره الكثيرون".
وأضافت: "كان لدينا باتمان، والمرأة الخارقة، والرجل العنكبوت، وأقماع الثلج".
وتقول الأم: "يجب ألا تكون الجنازات أحداثا حزينة. فرغم انكسارنا بسبب وفاة طفلنا، كان تأبين ابننا من أكثر الفعاليات التي شرفت بتنظيمه روعة".