لا حديث يسمع حين تنطق البندقية وتقفز الطلقة الأولى معلنة ساعة الصفر وتوقيت المعركة، ولا عناوين يخلدها التاريخ كتضحيات الأبطال دفاعا عن أوطانهم.
 
قبل ثلاثة أعوام من اليوم كانت طلائع المقاومة الوطنية تكتب فصلا جديدا من تاريخ النضال الوطني ضد مليشيا الإمامة على تراب اليمن ومن السواحل الغربية كانت بسملة المحاربين وتكبيراتهم تعلن عن ميلاد حراس جمهورية الشعب.
 
أسابيع قليلة كانت كافية ليستعيد المحاربون جاهزيتهم ويتجهون إلى معركة جديدة بعد ثورة ديسمبر، ومن قلب صنعاء إلى قلب اليمن نقلوا مسرح كفاحهم الوطني ضد أذناب طهران عصابة الكهنوت والإمامة.
 
توافد الحراس من كل محافظة ومدينة وقرية بعد سماعهم أذان الوطن واستغاثة الجمهورية وصوت القائد العميد طارق محمد عبد الله صالح الذي شكل ظهوره في مدينة شبوة معزيا باستشهاد الأمين عارف الزوكا بداية لمرحلة جديدة في مسار المواجهة مع مليشيا الحوثي الإمامية.
 
وقبل نقل القائد العميد طارق صالح وحداته إلى أرض المعركة كانت رهانات الأعداء ومرضى النفوس تردد بأنه لا يمكن أن تنجح هذه المهمة خصوصا مع وجود تشكيلات ألوية العمالقة وألوية تهامة غير إن القائد طارق صالح تجاوز كل العوائق ورسم مع رفاق السلاح من قادة العمالقة والتهاميين صورة أكثر تماسكا وتنسيقا تجاوزت كل الحواجز.
 
ومن أطراف تعز على ساحل البحر الأحمر إلى داخل مدينة الحديدة صنعت المقاومة الوطنية مسارا وطنيا واضحا عنوانه أن العدو المركزي لليمنيين هي مليشيا الحوثي الإمامية، وهزيمة هذه المليشيا هو هدف وغاية الجميع ولا مشاريع لبنادق حراس الجمهورية غير متاريس وجحافل الحوثيين.
 
ومنذ الطلقة الأولى للمقاومة الوطنية حتى اليوم برهنت كل أدبيات وخطابات وتوجهات قيادات المقاومة على أن المسار الذي حدده القائد العميد طارق محمد عبد الله صالح لا يزال هو مسار المواجهة مع المليشيا الحوثية ومسار العمل السياسي أيضا للمكتب السياسي للمقاومة.
 
المقاومة الوطنية اختزلت مساحات زمنية شاسعة بإنجازات عسكرية وهيكلية في البناء التنظيمي للوحدات وبالإنجاز العملياتي في الميدان وهو إنجاز يستحق الإجلال وإكبار قيادة المقاومة على جهودها الصادقة والماثلة لكل متابع من بعيد أو قريب.
 
ما أنجزته المقاومة الوطنية مقارنة بعمر تأسيسها ومنذ انطلاق عملياتها العسكرية يمكن اعتباره نموذجا فريدا في تأسيس الجيوش والفصائل العسكرية حيث رافق عملية البناء العسكري عمليات عسكرية لم تتوقف رغم توقيع المليشيا على اتفاق السويد.
 
قدمت المقاومة الوطنية منذ الطلقة الأولى قائمة من الشهداء في معركة الشعب المصيرية، إضافة إلى المئات من الجرحى بعضهم انضم إلى قائمة ذوي الإعاقة، وبعضهم عاد مع رفاق السلاح يسطرون ملاحم بطولية في منازلة المليشيا ومواجهة مشروعها الإمامي الظلامي.
 
وتوجت المقاومة الوطنية إنجازاتها العسكرية بإعلان قيادتها عن المكتب السياسي كذراع سياسي للمحاربين يتبنى رؤيتهم ويشكل إضافة ورافدا جديدا في المواجهة السياسية مع مليشيا الإمامة والكهنوت.
 
وسبق إعلان المكتب السياسي مشاريع إنسانية وإغاثية بدأت مبكرا في العام الأول من عمر المقاومة لتغطية احتياجات آلاف من المشردين والنازحين والمحتاجين للعون والإسناد لتمثل المقاومة شريكا لأبناء الأرض التهامية في المواجهة على كل المستويات.
 
كما لم تغفل المقاومة الوطنية تقديم الدعم للسلطات المحلية في مديريات الساحل الغربي ومدن الحديدة المحررة كواجب وطني في الوقت الذي غابت فيه كل الجهات المختصة عن توفير الاحتياجات لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة. 
 
تمثل المقاومة الوطنية مظلة وطنية لكل فصائل الكفاح الوطني ضد الإمامة وذراعا إنسانيا تجاوزت حدود الساحل الغربي إلى قلب تعز وإلى مأرب إضافة إلى ذراعها العسكري الذي يخوض نزالا متواصلا مع مليشيا الإمامة منذ الطلقة الأولى وإلى يومنا هذا دون توقف.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية