عرف اليمنيون والعالم زعيم مليشيا الحوثي باعتباره كاذبا في العلن لأنه لا يوجد زعيم سياسي أو ديني أو حتى قائد عسكري يطل على العالم عبر الفضائيات في خطيبا ويكذب بكل سفور ودونما خجل سوى عبد الملك الحوثي.
 
يشكل زعيم المليشيا الحوثية عجينة من الدجل والكذب والشعوذة غير أن تنصله عن وعود معلنة سواء أمام وسطاء أو في إطلالاته القبيحة على الفضائيات المناصرة للمرشد الإيراني يعد منهجا ينهله أتباعه وكل من يقدس حضوره وحروبه.
 
بدأ عبد الملك الحوثي مشواره القيادي بكذبة معلنة بخطه وتوقيعه في رسالة بعثها للزعيم الشهيد علي عبد الله صالح بعد مصرع حسين الحوثي، حينها أعلن أنه سيكون مواطنا صالحا وسينصاع للقانون والدستور ويلتمس العفو ليقوم بعد فترة قصيرة بتدشين كمائن وتصعيد عسكري ضد الجيش.
 
عبد الملك الحوثي جُبل على الكذب والنكث بالعهود ولم تقتصر أكاذيبه على وساطات محلية بل على الوساطة القطرية والوساطة الأممية وعلى وساطة القيادي اللبناني نبيه بري وعلى جمال بن عمر وعلى كل مبعوثي الأمم المتحدة إلى اليمن. 
 
وعد عبد الملك الحوثي وساطات قبلية وسياسية بإطلاق سراح محمد بن محمد عبد الله صالح وعفاش طارق صالح وحدد لهم مدة زمنية وقدم لهم وجهه بأنه لن يتراجع عن هذا الوعد غير أنه كذب عليهم كعادته واستمر في إهالة المزيد من ماء وجهه المسود بالكذب.
 
وعد على الهواء في خطاب منتشي بالنصر بعد اجتياح صنعاء بأنه يؤمّن الجميع ولا أحد سيتعرض لأي ضرر بينما بعد ساعات من خطابه كانت مليشياته تقتحم منازل السياسيين وشيوخ القبائل وبيوت التجار والنشطاء.
 
يكفي عبد الملك الحوثي أن وجهه تحول إلى " موطفة " لأتباعه من القيادات التي تؤمن الناس بقولهم أنتم في "وجه السيد " لن يمسكم أحد وحين يسلم المؤمنون أنفسهم يتعرضون للقتل والسجن والتنكيل وكأن القيادات الحوثية تريد أن تؤكد للجميع أن وجه زعيمها تحول ليس أكثر من شماعة تعلق عليها كل المساوئ.
 
ومن يتابع خطابات زعيم المليشيا من أول ظهور له يمكنه أن يلاحظ الرصيد المرتفع من الكذب في كل خطاب حيث يراكم أرشيفا ثريا لن يجد أحد صعوبة في تقليب صفحات هذا الأرشيف المتسخ بالكهانة والدجل والتنصل عن الوعود والعهود.
 
أي فضيلة وهوية إيمانية يدعيها زعيم المليشيا وهو يشكل ظاهرة فريدة في الكذب وتسويق الكهانة وابتداع الجرائم بحق الأبرياء فلا هو تمسك بأعراف القبائل ولا هو تحلى بأخلاق رجال الدين ولا هو قدم نفسه كرجل سياسة بعيدا عن المتاجرة بالدين.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية