الأسرى .. ملف إنساني في عهدة مليشيا لا إنسانية
مجددا عادت مليشيا الحوثي للمتاجرة بالقضايا الإنسانية سياسيا والحديث عن ضرورة إطلاق كل الأسرى مقابل الكل بينما يعرف كل من له علاقة بهذا الملف كذب وزيف وبهتان المليشيا الحوثية.
وكشف قائد المقاومة الوطنية رئيس المكتب السياسي في لقائه الذي نظمه مركز صنعاء للدراسات عن كذب عبد الملك الحوثي حين وعد بإطلاق سراح الأسيرين محمد بن محمد عبد الله صالح وعفاش طارق صالح.
زعيم العصابة الحوثية وعد بعرف القبيلة وقدم وجهه للوسطاء بإطلاق محمد وعفاش بعد شهرين لكنه تراجع عن وعده ليثبت لكل القبائل والوسطاء بأنه بلا وجه ولا علاقة له بالقبيلة وأعراف وأسلاف اليمنيين.
وإذا كان زعيم المليشيا يكذب ويحنث بالأيمان والوعود والعهود رغم وجود مئات الشهود المعتبرين فكيف يمكن أن يصدق فريق مفاوض أو قيادي حوثي يتحدث بلسان كذب صريح.
حتى مندوب الحرس الثوري الإيراني حشر أنفه في ملف الأسرى متحدثا عن فضائل الشهر الكريم وأهمية إطلاق الأسرى، وهو هنا أراد ان يقول صراحه للمدعو محمد علي الحوثي أن كل الملفات بيده وهو مسؤول عنها وليس من حق الثاني أو غيره تحديد مواقف كاذبة من قضايا إنسانية.
فخخت المليشيا الحوثية كل جولات المفاوضات حول الأسرى وتعمدت عرقلة التوصل إلى توافقات للإفراج عن الأسرى من خلال تقديم كشوفات بأعداد كبيرة من المفقودين تدعي كذبا أنهم لدى الشرعية والتحالف، بينهم أسماء لعناصرها الذين فقدتهم في معارك الجنوب بداية الحرب وليس للجانب الحكومي أية تفاصيل حولهم.
تزج المليشيا بآلاف المقاتلين في معارك وهجمات ويسقط منهم أعداد كبيرة بين قتلى وجرحى وأسرى، وتترك جثث عناصرها في الجبال وترفض أحيانا تسلم جثث "الزنابيل" من أفرادها كما حصل في معارك تعز الأخيرة بينما تأتي في أي جولة مفاوضات حول الأسرى تطالب بهؤلاء ضمن كشوفاتها.
لم يرفض أي مكون أو فصيل دعوات الأمم المتحدة وجهود مبعوثها إلى اليمن لإنهاء معاناة الأسرى وإطلاق سراحهم ضمن تسوية إنسانية باستثناء مليشيا الحوثي التي تستغل هذا الملف الإنساني للمزايدات إعلاميا والمتاجرة بالأسرى سياسيا.
وتتعمد المليشيا دوما تجزئة ملف الأسرى لإطلاق بعض من عناصرها المحسوبين على السلالة المزعومة في حين تترك بقية الزنابيل للمزايدة بهم والمساومة بملفهم الإنساني.
لم تنفذ المليشيا الحوثية قرار مجلس الأمن الذي نص على إطلاق سراح وزير الدفاع وشقيق الرئيس هادي والقيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان فكيف لها أن تنصاع لجهود أمميه أو تقدم مبادرة في هذا الجانب.
إذا كانت مليشيا الحوثي المرتزقة على موائد اللؤم الإيراني صادقة، وهي كذوبة، في هذا الملف الإنساني فعليها أن تبلغ المبعوث الأممي جاهزيتها لصفقة تبادل لإطلاق كل الأسرى وإبلاغ الطرف الحكومي الاستعداد لذلك، وكل الكشوفات موجودة في مكتب المبعوث الأممي، عوضا عن المزايدات والإعلانات الممولة بقبح صنائعها وزيف ما تدعي.