يقف المزارع محمد حسين بجوار سيارته المملوءة بالفواكه والخضروات بعد أن قدم بها من محافظة عمران لبيعها في صنعاء، ويتخذ هذا الحاج من شارع الزبيري بصنعاء مكاناً لتصريف منتجاته التي خسر عليها الكثير من المال.

 

يقول المزارع محمد حسين لـ "وكالة 2 ديسمبر" إنه يعاني من تضاعف الخسائر التي يتكبدها خلال الثلاث السنوات الأخيرة، حيث اضطر إلى إيقاف ثلاثة أرباع مزارعه واكتفى بزراعة الربع فقط.

 

هذه الخسائر التي يتكبدها المزارع حسين ناتجة عن غياب المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها في حال توفرت والتي تخضع لمزاجية ميليشيا الحوثي التي تتاجر بها على حساب شعب ووطن، إلى جانب عدم قدرته على تصدير منتجاته إلى الخارج كما كان في السابق، ويشير إلى أن ميليشيا الحوثي كانت سبباً في قطع الصادرات بإشعال الحرب مع الداخل والخارج، ويتابع المزارع حسين حديثه لـ"وكالة 2 ديسمبر": "كنا نُصدر منتجاتنا إلى السعودية ودول الجوار وأغلب منتجاتنا تدخل إلى السعودية والآن تتعرض منتجاتنا للتلف بسبب ميليشيا الحوثي التي خلقت العداء مع دول الجوار وترفع علينا أسعار الديزل وتوقفنا عن زراعة الكثير من أراضينا الزراعية، كما أن ما نعرضه من منتجات في السوق المحلية لا يحقق لنا التكلفة الزراعية فالمواطن لا يجد المال لشراء الفواكه والخضروات وعادة ما تتلف هذه المنتجات ونرميها إلى القمامة".

 

معاناة كبيرة يعيشها المزارعين في اليمن في ظل ميليشيا عطلت الحياة برمتها، وفي ذات السياق يقول مزارع آخر فضل عدم ذكر اسمه لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن ميليشيا الحوثي عطلت حياة المزارعين كما عطلت الحياة في اليمن ككل، ويشير إلى أنه يفكر في إيقاف العمل في الزراعة بعد أن أوقف 80% من إنتاجه الزراعي المعتاد جراء غياب المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها فضلاً عن توقف التصدير إلى الخارج وضعف القوة الشرائية لدى المواطن اليمني الذي يعاني من فقدان مداخيله بعد أن قطعت ميليشيا الحوثي مرتبات موظفي الدولة وأوقفت نشاط القطاع الخاص، كما يشكو هذا المزارع من الإتاوات المالية التي تمارسها الميليشيا ضد المزارعين.

 

 بدوره مصدر في وزارة الزراعة والري بصنعاء يقول لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن القطاع الزراعي يُعاني من تدهور كبير خلال السنوات الأخيرة، ويتوقع المصدر أن تكون مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي قد تراجعت إلى ما دون 5% بعد أن كانت بحدود 12% في العام 2010.

 

ويؤكد المصدر أن خسارة هذا القطاع تزيد عن 15 مليار دولار في ظل الحرب، حيث تعرضت الكثير من المزارع للتصحر نتيجة توقف المزارعين عن العمل في ظل غياب المشتقات النفطية تارة وارتفاع أسعارها تارة أخرى إلى جانب صعوبة التصدير إلى الخارج وفي الداخل ثمة مشكلة تواجه المواطن والمزارع فالمواطن غير قادر على الشراء ولو بأسعار زهيدة وكل همه توفير لقمة العيش المرتبطة فقط بالخبز والمزارع يعاني من عدم قدرته على تحقيق كُلفة الإنتاج الأمر الذي يجعله يتجه نحو التوقف عن الزراعة.

 

ويتابع المصدر: "من الخسائر أيضاً تعرض عدداً من المنشآت الزراعية للقصف في ظل الحرب وأخرى تم فيها زراعة الألغام، وهناك الكثير من الأضرار الأخرى التي تضاعف من خسائر هذا القطاع والتي تتطلب بعد الحرب ما لا يقل عن 15 مليار دولار لإعادتها إلى أقل مما كانت عليه في العام 2010.

 

لا تقتصر خسائر القطاع الزراعي عند هذا الحد بحسب المصدر في وزارة الزراعة والري بصنعاء وإنما كانت كارثية وذلك بتعريض سكان الأرياف لفقدان أعمالهم، حيث يُشكل سُكان الأرياف 75% من سكان اليمن، لذا فإن توقف النشاط الزراعي يهدد وضعهم المعيشي ويشكل خطراً على أمنهم الغذائي، ويدخلون في دائرتي الفقر والبطالة.

 

فيما يتعلق بالصادرات الزراعية فقد حصلت "وكالة 2 ديسمبر" على معلومات من وزارة التجارة والصناعة بصنعاء تُفيد بأن قيمة الصادرات الزراعية خلال العام 2017 انخفضت إلى 47 مليون و200 ألف دولار، بعد أن كانت في العام 2014 عند 130 مليون و360 ألف دولار.

 

 القطاع الزراعي بات عاجزاً عن دعم العملية الاقتصادية كغيره من القطاعات الاقتصادية التي تتعرض للخسائر والانهيار في ظل ميليشيا تسعى إلى تعطيل الحياة وتحقيق مكاسب مادية على حساب قوت الشعب الذي تتعمد تجويعه وإذلاله ليسهل عليها حكمه واستعباده بمنطقها الكهنوتي القائم على منطق الجهل "السادة والعبيد".

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية