تعد الألغام الفردية المحظور استخدامها دولياً واحدة من أكثر الأسلحة الحوثية فتكاً بالمدنيين لما لها من قدرة على إحداث آلام مروعة وعاهات أبدية تلازم الضحايا طوال حياتهم وتترك آثارا نفسية وجسدية لا يمكن نسيانها.

 

الأرقام الإجمالية لضحايا الألغام تتحدث عن نحو 3000 ضحية منذ سيطرة مليشيا الإرهاب على البلاد في 2014 من بينهم 204 أطفال يعانون من عدم القدرة على السير، وأغلب هؤلاء الضحايا في محافظة تعز والساحل الغربي، حيث تحصد الالغام التي خلفتها وزرعتها مليشيا الارهاب الحوثيه قبل دحرها العديد من الابرياء يوميا.

 

تستخدم مليشيا الإجرام أنواعاً متعددة من الألغام المحرم استخدامها دولياً، وأغلب هذه الألغام توضع بطريقة عشوائية وبدون خرائط مما يصعب على مهندسي نزعها القيام بعملهم خصوصا في الأماكن المكتظة بالسكان.

 

 فمليشيا الحوثي الإجرامية تتعمد وضع تلك الألغام والتي تعتبر بعضها بدائية الصنع، في الدروب والطرق التي يسلكها المدنيون وفي عتبات منازلهم وداخلها بطريقة مموهة يصعب عليهم اكتشافها.

 

كما أن مليشيا الإجرام توسعت في استخدام الألغام الفردية لتشمل ألغاماً تمت صناعتها محلياً بخبرات إيرانية وكان أكثرها فتكا تلك التي تم تزويدها بدواسة كهربائية توضع على بعد أمتار عن اللغم، وعندما تقع عليها قدم الضحية تنفجر فتصيب أكبر عدد ممكن ممن كانوا يقفون بجانبه أو من كانوا يشاطرونه السير.

 

ولعل أحدث ما وصلت إلينا من بيانات إحصائية عن عدد الضحايا وكمية الألغام التي وضعتها مليشيا الإجرام خاصة في المناطق التي أجبرت على الرحيل منها يدل على أنها تحتل وبدون منافس قائمة أكثر المنظمات الإرهابية توحشا وفتكا بالمدنيين.

 

فكمية الألغام الفردية التي زرعتها، بحسب إحصائيات موثوقة تصل إلى 500 ألف لغم، وتتخوف منظمات إنسانية تعمل في اليمن من تجاوز هذا الرقم نظراً لإحجام المليشيات الكهنوتية عن الإفصاح عن أعدادها.

 

فزراعة الألغام عادة ما تتم بطريقة عشوائية وبدون خرائط يمكن الرجوع إليها مما يجعل المدنيين وحدهم من يدفع فاتورة زراعتها لسنوات قادمة، وسيذهب معها المئات وربما الآلاف من الضحايا الذين ليس لهم ذنب سوى أن مليشيا الإجرام الحوثية دخلت مناطقهم ذات مرة.

 

ليس هناك من قبح يوازي هذا الإجرام بحق الإنسانية سوى مليشيا الحوثي الإرهابية نفسها، التي قامت بارتكاب هذا الجرم المشئوم دون مراعاة لضمير أو إنسانية أو أخلاق أو حتى شفقة لمدني ليس له ذنب سوى أنه عاد إلى منزله ليحيى فيه حياة كريمة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية