بـ"ترسيخ العبودية".. ألمانيا تلاحق "عروس داعش"
بمكر وكذب، تمكنت أميمة أ.، وهي مواطنة ألمانية، من الإفلات من حكم كبير في أروقة القضاء الألماني في المرة الأولى.
لكن جرائمها سارت خلفها، وتفجرت فجأة، وباتت السيدة المنحدرة من هامبورغ، وسط ألمانيا، متهمة بارتكاب جريمة ضد الإنسانية إبان تواجدها في الرقة قبل سنوات.
ففي محاكمتها الأولى، تعللت أميمة بأن تواجدها في الرقة السورية، اقتصر على العناية بالمنزل وتربية الأطفال، وهو أمر لم تصدقه المحكمة الإقليمية العليا، لكنها لم تستطع إلا أن تصدر حكما بالسجن 3 سنوات ونصف على "عروس داعش" في أكتوبر 2020.
واستندت المحكمة في حيثيات الحكم على أن "المتهمة دعمت نظاما قاسيا لميلشيا داعش في سوريا"، لكن لم تثبت إدانتها في تهم أخرى في ذلك الوقت.
وبعد 6 أشهر من النطق بالحكم، أعلنت محكمة العدل الفيدرالية، الاثنين، أنها رفضت استئناف أميمة؛ الأم لأربعة أطفال وسبق لها الزواج من 2 من مقاتلي "داعش" بينهما مغني راب سابق، وبات الحكم نهائيا.
وبالتزامن مع هذا الحكم النهائي، أعلن الادعاء العام في هامبورج توجيه اتهامات جديدة لعروس "داعش" التي قتل زوجها الأول والثاني في سوريا، بينها "التورط في جريمة ضد الإنسانية والتورط في جريمة ترسخ العبودية".
وتفصيلا، يتهم الادعاء العام أممية، باستعباد فتاتين إيزيديتين في بيتها في الرقة قبل سنوات.
وقالت ليدي أوشتيرينغ، المتحدثة باسم مكتب المدعي العام لمجلة "دير شبيجل" الألمانية إن "المواطنة الألمانية المنحدرة من هامبورج ساهمت في ترسيخ نظام العبودية الذي أسسه تنظيم داعش".
واستند الادعاء العام إلى شهادة فتاة إيزيدية تعرفت على المتهمة أميمة ووصفت ما تعرضت له في بيتها من انتهاكات.
كما يملك الادعاء العام في الوقت الراهن أدلة على أن أممية لم تكن ربة منزل في تنظيم داعش، بل خضعت للهياكل الهرمية والعمليات التنظيمية للتنظيم من مطلع 2015 وحتى ربيع 2016.
كما كانت المتهمة تغادر بيتها في الرقة حاملة مسدسا تحت النقاب، لكن لا يعرف حتى اليوم ماذا كانت تفعل بهذا المسدس.
يذكر أن أميمة أ. أعلنت أمام المحكمة في الأشهر الماضية أنها راجعت نفسها ولم تعد مسلمة ملتزمة، ولم تعد ترتدي نقابا أو حجابا.
ولا يزال ملف المئات من الألمان الذين انضموا لتنظيم "داعش" في سوريا خلال السنوات الماضية، يشغل الرأي العام، خاصة مع عودة بعض هؤلاء الطوعية إلى ألمانيا، ومعظهم نساء وأطفال.