الخبير العسكري المعمري: ما حققته القوات المشتركة بالساحل الغربي خلال فترة قياسيه إنجاز عظيم
قال الخبير العسكري العميد جميل المعمري، إن وصول قوات المقاومة المشتركة إلى مشارف مدينه زبيد شرقا ومدينه الحديدة عاصمة ذات المحافظة شمالا دليل كاف أن هناك إصرارا كبيرا من القوات المشتركة على تطهير كل المناطق التي تتواجد فيها المليشيا وقطع عمليات تهريب الأسلحة لهم وتأمين الخط الساحلي الذي كان يتعرض لبعض التسللات.
وأشاد العميد جميل المعمري - الخبير العسكري والسياسي - في تصريحات خص بها "وكالة 2 ديسمبر"، بالتنسيق والتناغم بين القوات المشتركة (قوات المقاومة – ألوية العمالقة – والألوية التهامية)، ملتمساً هذا التناغم والانسجام من خلال زياراته الميدانية التي أجراها خلال اليومين الماضين إلى جبهات القتال في الساحل الغربي، واطلاعه عن كثب إدارة المعركة من خلال الغرفة المشتركة، من حيث تجزيئ المهام بين القوات من اختراق وتأمين وإسناد وفرق هندسية لنزع الألغام وتطهير، وهذا ما أدى إلى نجاح العمليات القتالية وسرعة تقدمها رغم اختلاف فصائلها، حسب قوله. مؤكداً أن الهدف المشترك جعل منها قوة ضاربة على الميدان.
وقال العميد المعمري، إن ما تحقق خلال الفترة القليلة الماضية من تقدم لقوات المقاومة المشتركة (المقاومة الوطنية – ألوية العمالقة – الألوية التهامية) عمل عظيم، ابتداء من المخا وانتهاء بمطار مدينة الحديدة، حيث قطعت المقاومة المشتركة شوطا كبيرا، بما يزيد عن 100 كليو متر.
معتبراً تحرير مديرية التحيتا بما فيها مركز المديرية يعد البوابة الرئيسة لمدينة زبيد والحسينية وبيت الفقيه، فسقوط مركز مديرية التحيتا سيؤدي إلى وصول القوات إلى مدينة زبيد، ويمكنها من إحكام السيطرة على الخط الرئيس الذي سيمكن بدوره قوات المقاومة المشتركة من الالتفاف على الجيوب المتبقية في مديرية الجراحي شرقا وجنوبا، أيضا تستطيع من خلالها التوجه شمالا وشرقا باتجاه زبيد وتصفية المزارع شرقي زبيد والحسينية والتي تأتي منها اغلب التعزيزات العسكرية القادمة من إب أو من مناطق بُرع.
مشيراً إلى ما تحقق للقوات المشركة قبل ذلك والتي استطاعت عزل المليشيات الحوثية عن تهريب الأسلحة من ميناء الحيمة والفازة وعلى امتداد الساحل الغربي، مشيراً أنه لم يتبقَ منافذ تهريب سوى بعض الجيوب المختبئة داخل مزارع الفازة والتي تقوم المقاومة الوطنية بتمشيطها حالياً بالإضافة إلى زبيد.
قطع يد إيران
ويرى المعمري أن الساحل الغربي عموماً يمثل أهمية استراتيجية في الحرب الدائرة بالبلاد، حيث تدرك المليشيا تماماً أن خسارة الساحل الغربي يعني زوالها وإحالتها طي النسيان، فتمركزت وعززت جبهتها الساحلية وتمسكت بالحفاظ على مدينة الحديدة بالقوة لما وجدت فيه من عوامل أمدتهم بالبقاء وإطالة أمد الحرب.
مبيناً أن الحديدة تعد الشريان الرئيس الذي يغذي تلك المليشيا من خلال تهريب السلاح والسيطرة على الإيرادات المالية، وبتحرير الحديدة ستقطع يد إيران التي تزودها بالسلاح، فهي تعد منطقة استراتيجية تربط العديد من المحافظات ابتداء من تعز وانتهاء بمحافظة حجة شمالا، وسقوط الحديدة سيؤدي إلى سقوط العديد من الجبهات.
وفي هذا الصدد، لخص المعمري أهمية الحديدة بالنسبة لمليشيات الحوثي بالقول، "إن معركة الحديدة بالنسبة للمليشيا هي معركة حياة أو موت".
وأردف قائلاً: علمت مؤخرا من مصادر داخل ما يسمى مجلس الحكماء التابع للمليشيا أنهم أبدوا استعدادهم لتسليم مدينة صعدة وصنعاء مقابل بقائهم في الحديدة، رغم معرفتهم الكاملة أن لا وجود لأي حاضنة لهم، ومع ذلك يصرون على البقاء، ولا يمكن أن يسلموها سلمياً لأنهم يعلمون أن سقوط الحديدة يعني قطع يد إيران الممتدة لهم وسيُعزلون عن العالم وعن أي عمليات تهريب.
وعن أهمية الانتصارات في الساحل الغربي لبقية الجبهات قال العميد المعمري: "لقد ذكرت لأكثر من مرة أنه يجب التقدم على جميع الجبهات، وهذا سيسرع من سقوط المليشيات الحوثية في جميع الجبهات، ولكن لا يمكن أن تتوقف بعض الجبهات لأنها تساعد الحوثي في سحب مقاتليه من الجبهات الهادئة إلى المشتعلة.