700 فتاة محتجزة..منظمة حقوقية تنقل عن ناجين قصة إحراق الحوثيين للاجئين بصنعاء
نقلت منظمة حقوقية مقرها مدينة جنيف السويسرية، عن ناجين من حريق لاجئين، معظمهم أثيوبيين، قصة الجريمة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحقهم في مركز احتجاز بالعاصمة صنعاء، ذهب ضحيتها 450 ما بين قتيل وجريح.
وأدان بيان لمنظمة سام للحقوق والحريات، اليوم الخميس، الجريمة الحوثية، موردا شهادات وثقتها "سام" ذكرت أن المهاجرين في مركز الاحتجاز بمصلحة الهجرة والجوازات نفذوا "إضراباً عن الطعام احتجاجا على الاعتقال التعسفي وسوء المعاملة".
وفصلت الشهادات الحادثة بأن عددا من مسلحي الحوثي "قاموا يوم الأحد الموافق 7مارس الساعة 12 ظهرًا، باقتحام مركز الاحتجاز -الذي تسيطر عليه- لإنهاء إضراب المهاجرين عبر استخدام القوة، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات بالأيدي بين المهاجرين المحتجزين ومسلحي جماعة الحوثي، حيث تطور الأمر وبدأ مسلحو جماعة الحوثي بإطلاق الرصاص في الهواء، ومن ثم قاموا بوضعهم في ساحة المركز، وبعدها قام أحد أفراد جماعة الحوثي بإلقاء قنبلة بشكل مباشر على المحتجزين الأمر الذي نتج عنه حريق في غرف ومباني المركز".
وحسب معلومات "سام" تسبب الحريق بوفاة أكثر من 100 مهاجر داخل المستشفيات، مرشحين للزيادة نظرا لخطورة الإصابات.
وأكدت الشهادات مساومة المليشيا الموالية لإيران، المهاجرين على دفع مبالغ مالية مقابل الإفراج عنهم أو الذهاب للقتال في صفوفها، حيث ذكر أحد المهاجرين في شهادة تحصلت عليها المنظمة: "طلبوا منا دفع مبلغ ٧٠ ألف ريال عن كل مهاجر قبض عليه في العاصمة صنعاء، و ١٥٠ ألف ريال عن كل مهاجر اعتقل خارج العاصمة، ومن لا يملك المال يذهب للقتال في مأرب".
وتحدثت شهادات ناجين من الجريمة الحوثية عن تعدد الانتهاكات بحق اللاجئين، مشيرين إلى اكتظاظ المعتقل بنحو ألفي محتجز، يقدر عدد المكدسين في غرفة واحدة بالعشرات، دون توفير أدنى المتطلبات الإنسانية.
وأورد أحد الناجين ظروف احتجازه بقوله " اعتقلت قبل ثلاثة أشهر في مدينة رداع بمحافظة البيضاء من قبل جماعة الحوثي، ثم نقلوني إلى صنعاء في سجن الجوازات، عذبوني بالكهرباء لمدة ٣ أشهر، وطلبوا مني مبلغ خمسة آلاف ريال سعودي، بعد ثلاثة أشهر تمكنت من توفير المبلغ بمساعدة أقاربي في عدن وإثيوبيا".
وقالت فتاة لاجئة احتجزتها مليشيا الحوثي سابقا "إنه مازال في السجن أكثر من 700 فتاة لم يستطعن التواصل بأهلهن بسبب انقطاع الشبكة في إثيويبا"، لتحويل فدية تصل إلى 1500 ريال سعودي.
من جهته، رئيس منظمة سام توفيق الحميدي قال "إن ما حدث "هولوكوست" حقيقي، يعكس عقلية الاستخفاف بالكرامة البشرية، والاستهانة بحياة المهاجرين من خلال الاعتداء على المئات بالقتل بأدوات مميتة كالرصاص والقنابل والتعذيب والاعتقال التعسفي وإجبار بعضهم على المشاركة في العمليات العسكرية دون أي اعتبار للقوانين والأعراف الدولية، وتحويلهم إلى أداة للابتزاز والمساومة".
ودعت "سام" المجتمع الدولي لتحمل مسئولياته الأخلاقية، والكف عن الخطابات غير الفعالة، وضرورة التدخل الفوري لإنقاذ بقية المهاجرين، والوقوف على تبعات الحريق الكارثية، وتقديم مرتكبي الجريمة للمساءلة القضائية بشكل عاجل.