كانوا يرتصون جلوسًا في ثلاثة صفوفٍ وقد أصبحوا في الأسر منكسي رؤوسهم التي حظيت بالنجاة في معركة سلموا فيها أنفسهم طواعيةً بعد أن شاهدوا أهوال الموت، هم مجموعة من أسرى المليشيا الحوثية خابوا في مسعاهم بمأرب فوقعوا في الأسر سالمين من الموت الذي يأتي مُضافًا للاستسلام كخيارين لا ثالث لهما أمام جحافل الغزو الحوثية باتجاه مأرب.
 
في الصف الأول يقعد أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و17سنة، جمعتهم المليشيا الحوثية دون علم أهاليهم ثم زجت بهم إلى مأرب التي ابتلعت آلافًا من مقاتليها قضوا مجندلين بنيران الجيش ورجال القبائل، ثم نكسوا رؤوسهم في الأخير وهم يجدون أنفسهم محاطين بأربعة جدران في غرفة تبتعث منها تنهيدات الندم الذي لا يفيد بعد فوات الأوان.
 
مجموعة من ذلكم الأطفال تحدثوا بكثير من الحسرة والندم والبكاء لأنهم جاءوا إلى مأرب وصدقوا إشاعات المليشيا التي قادتهم بوهم النصر إلى الجبهات، فانقادوا بعدها إلى الأسر بقبضات نصر يصنعه الصناديد على تخوم مأرب، المدينة التي لا تنكسر لعدوان المليشيا ولا تبتئس مهما كانت الحرب في صولاتها وجولاتها.
 
تحدث الأسرى الأطفال عن وقوعهم في مأزق الإغراءات والأكاذيب الحوثية، وعبروا عن حسرتهم لأنهم صدقوا المليشيا، مؤكدين أنهم لم يجدوا في مأرب ما أشاعته قياداتهم عن "أمريكيين وإسرائيليين" بل وجدوا يمنيين يحرسون المدينة بعزائم لا تنكسر.
 
قال عدد منهم إن الحوثيين استدرجوهم من مدارسهم، بالمال والسلاح، وطمأنوهم بأن توجههم إلى مأرب لن يطول أكثر من أسبوع، وفي مناطق آمنة بعيدة عن خطوط التماس، على عكس ما رأوه عيانا بيانا عندما وجدوا أنفسهم وجها لوجه مع مقاتلين أشداء.
 
أكد الأطفال الأسرى أنهم لم يتلقوا من المليشيا الحوثية تدريبات قتالية، وإنما دورات تعبوية، قبل أن يزجوا بهم في جبهة مأرب دون علم أهاليهم.
 
أجهش بعض الأسرى بالبكاء عندما لم يستطيعوا تمالك أنفسهم بعد أن صاروا بهكذا حال، داعين كل الأطفال في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا إلى عدم الانخراط في صفوفها، حتى لا يقعوا في الوضع الذي وقعوا هم فيه.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية