صورة| اليمنيون بين فكي كماشة.. نهب الحوثيين ونهش الكلاب
طفلة في العاشرة من عمرها، تمشي في أحد شوارع العاصمة صنعاء، فجأة تنقض عليها مجموعة من الكلاب، تنهشها وتحاول جرها بعيدا عن الشارع لعلها تحظى بوجبة بشرية، لولا أن أناسا هرعوا فأنقذوا الطفلة.
ظاهرة الانتشار الكبير للكلاب الضالة في العاصمة والمدن الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، تعود مجددا هذه الأيام في ظل إحجام الجهات المسؤولة عن عمليات المكافحة التي كانت قبل الحوثيين تجري بين فترة وأخرى.
في السابق كانت الكلاب تعتلي براميل القمامة تنهش أكياسا تحوي بقايا الطعام، ولم يحدث أن تعرض مارة لهجوم الكلاب إلا في حالة الكلاب المسعورة، لكن الأكياس الفارغة في ظل سياسة الإفقار الحوثية لليمنيين، ألجأت كلابا إلى التوحش ومحاولة الانقضاض على بشريين وخصوصا الأطفال كفرائس، كما تظهر الصورة المرفقة بهذه المادة، مع الإشارة إلى إفادة سكان في العاصمة ومدن أخرى إلى حدوث حالات هجوم مشابهة من كلاب على أطفال.
تزايد انتشار الكلاب في العاصمة بصورة ملفتة، إلى حد بات كثير من السكان يخشون ترك أطفالهم يخرجون لوحدهم، يقول محمد علي أحد أهالي منطقة السنينة إنه إلى جانب الإزعاج كل ليلة من نباح الكلاب فإن الكثير من الناس اتخذوا إجراءات احترازية لحماية أطفالهم في ظل غياب كامل للسلطات من بينها اتفاق الجيران على أن يمشي أطفالهم الصغار من وإلى المدارس في مجموعات، خوفا من الكلاب الجائعة التي تجوب الحارات.
قبل عام من الآن دقت منظمات صحية ووسائل إعلام محلية ودولية ناقوس الخطر من انتشار مخيف للكلاب في العاصمة صنعاء، مشيرة إلى تسببه في إصابات بشرية من عضات الكلاب اقتربت من خمسة آلاف حالة، وفق ما نقلت من إحصائيات نسبتها إلى وحدة داء الكلب في المستشفى الجمهوري بصنعاء، العام 2019.
ويستقبل هذا المشفى يوميا بين 50 و60 مصابا بعضات الكلاب.
أواخر السنة الفائتة والأسابيع الماضية من العام الجاري عادت ظاهرة انتشار الكلاب بشكل كبير ينذر بأخطار تحدق بالسكان، زاد المخاوف منها عدم توفير وزارة الصحة الحوثية الأمصال الخاصة في وقت لا يستطيع معظم الناس شراءها من الصيدليات لارتفاع أثمانها.
توقف مليشيا الحوثي عن تقديم الخدمات للسكان، وصرف المرتبات، بالموازاة مع نهبها مختلف شرائح المجتمع تحت مبررات مختلفة، لكنها غير قانونية، إضافة إلى استيلائها على مساعدات خارجية لصالح عناصرها، جعل معظم اليمنيين تحت خط الفقر، حيث يحتاج 80 بالمئة منهم إلى إغاثات، كل ذلك أسهم في حرص السكان على الاستفادة من بقايا الطعام بطرق مبتكرة، ما قلل مخلفات الطعام التي كانت تمثل قوتا للحيوانات في المدن كالقطط والكلاب، إلا أن الأخيرة مع تكاثرها وشحة الطعام حاولت التعويض بالهجوم على الآدميين.