ثالوث الإقصاء والتجويع والإذلال الحوثي يعصف بأكبر صرح علمي
تستمر المليشيات الحوثية، ارتكاب سلسلة من الانتهاكات التعسفية بحق أعضاء هيئة التدريس والموظفين في جامعة صنعاء، تنوعت بين الإذلال والتهميش والفصل الوظيفي، في إطار خطة ممنهجة استكمالًا لمسلسلها الاجرامي الخاص بـ"حوثنة التعليم" في المؤسسات التعليمية بمناطق نفوذها.
لم يتوقف الأمر عند فصل أكاديمي جامعة صنعاء، وإحلال عناصر موالية للجماعة بدلاً عنهم، بذرائع الغياب وانقطاعهم عن العمل رغم أن الكثير منهم يزاولون أعمالهم بشكل يومي، بل ألزمت أعضاء هيئة التدريس بالحضور القسري للدوام دون أي التزام بصرف مستحقاتهم، وإجبارهم على حضور دورات طائفية أو فصلهم من أعمالهم وتعرضهم للتهديد والبطش.
مؤخرًا قررت المليشيات الحوثية التخلص من جميع أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء لمطالبتهم بدفع رواتبهم المتوقفة منذ سنوات، واستبدالهم بآخرين موالين للمليشيا لا يحملون مؤهلات، بعد أن وصلت رئاسة الجامعة المعينة من المليشيا مع هيئة التدريس إلى طريق مسدود.
مصادر أكاديمية بجامعة صنعاء، أكدت أن رئيس الجامعة المعين من قبل الحوثيين المدعو أحمد دغار، هدد أعضاء هيئة التدريس والموظفين ووضع لهم خيارين إما الاستمرار بأعمالهم دون رواتب، أو الفصل واستبدالهم بآخرين.
تضيف المصادر أن المليشيا أمرت رئاسة الجامعة، بفتح باب التوظيف والانضمام للكادر الأكاديمي لجامعة صنعاء دون أن تضع أي معايير أكاديمية.
ويرى أكاديميون أن الهدف من ممارسات المليشيا في جامعة صنعاء إضعاف مستوى الجامعة ومخرجاتها بعد أن كانت سابقاً في صدارة الجامعات اليمنية.
وقال أكاديميون بجامعة صنعاء، إنهم يعانون وضعاً مزرياً وبات أطفالهم يتضورون جوعاً جراء استمرار توقف مرتباتهم لما يقارب ستة أعوام، إلى جانب الاعتداءات التعسفية التي تطالهم من قبل المسلحين الحوثيين الذين يسيطرون على جامعة صنعاء.
وفي مطلع يناير من العام الجاري، نشر الدكتور هشام ناجي، مناشدات وتعبيرات موجعة عن أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء، نتيجة تراكمات الفقر وما ترتب عليه من مهانة وأذية لحقت بالأكاديميين وأسرهم.
وأكد في منشور نقلًا عن الدكتور عبدالحكيم الهجري، إن المدرسين بجامعة صنعاء أصبحوا "شحاتين بمعنى الكلمة" بينما مليشيا الحوثي من أكبر مؤسسة إلى أصغرها يتسلمون مرتباتهم بانتظام.
ويطالب أعضاء هيئة التدريس، بصرف نصف المرتب الذي وعد به رئيس ما يسمى المجلس السياسي للحوثيين مهدي المشاط، العام الماضي، حيث سرد الهجري جزءا من المعاناة التي تمثلت بطرده من البيت نتيجة تراكم الإيجار، ووقف حساب الدين من البقالة نتيجة زيادتها عن 200 ألف ريال.
وكانت المليشيات الحوثية في أواخر 2018م، أصدرت قرارًا بتوقيف وفصل نحو 800 من أعضاء هيئة التدريس والأكاديميين وموظفي الجامعة، وعينت عددا كبيرا من الأكاديميين بدرجات مختلفة من الموالين لها غير المؤهلين علمياً في جامعة صنعاء في شهر ديسمبر من العام نفسه.