تنفست منطقة الفازة بمديرية التحيتا جنوب الحديدة من جديد، عاد النازحون إلى منازلهم وفتحت المحلات التجارية أبوابها وكذلك مراكز الاتصالات والمطاعم التي تقدم الوجبات السريعة، بعد تطهير المقاومة المشتركة قرى المنطقة من حقول الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأنواع خلال الأيام القليلة الماضية والتي زرعتها ميليشيات الحوثي الكهنوتية حيث كانت تحاول عبرها منع الأولى من السيطرة على المنطقة وفشلت في محاولاتها.

 

ومع استكمال تحرير المنطقة قبل عدة أيام وبدء عودة النازحين إلى منازلهم توجهت "وكالة 2 ديسمبر" إلى المنطقة للاطلاع على الحياة فيها، ومعرفة أحوال سكان المنطقة التي شهدت معارك عنيفة بين القوات المشتركة وميليشيا الكهنوت مطلع مايو الماضي، وانتهت بسيطرة الأولى وفرار العناصر الحوثية تاركه وراءها ذكريات سيئة من حقول ألغام إلى عبوات ناسفة حتى تدمير منازل وتفخيخ بعضها.

 

الحياة عادت والمقاومة تحرص على سلامتنا

ووجدت الوكالة، أن الحياة عادت إلى طبيعتها وفتحت المحلات التجارية أبوابها ومراكز الاتصالات والأسواق التجارية، فيما بدأت الكثير من الأسر العودة إلى منازلها بعد تأمين المنطقة من قبل القوات المشتركة التي كثفت فرقها الهندسية عمليات نزع الألغام والعبوات الناسفة.

 

قال أحد الأهالي الذين صادفتهم الوكالة: كما ترون السكان يمارسون حياتهم الطبيعية، والمقاومة المشتركة لا تتوقف عن نزع الألغام وشبكات العبوات الناسفة الكافية لإحراق قرى بكاملها، مضيفًا: تحرص القوات المشتركة على سلامتنا، فقبل الدخول في أي معركة كانوا يبدأون بنقل جميع الأهالي من القرية إلى مناطق آمنة، وبعد ذلك يوفرون لهم المواد الإغاثية والدواء، ثم يقومون بتطهيرها.

 

ذلك دفع الأهالي بحسب المواطن إلى الالتفاف مع القوات المشتركة للتكاتف معهم، ذلك أن الأخيرة من أولوياتها سلامة المواطن الذي يتكبد المعاناة بسبب المليشيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، ضف إلى ذلك أنها - أي القوات المشتركة - جاءت لكي تحرر هذه المناطق من المعاناة وممارسات المليشيا الإرهابية المدعومة من إيران.

 

وأضاف وهو واقف أمام مزرعته في الفازة:" ابني وابن أخي انضموا للمقاومة الوطنية ولا زال الإقبال كبيرا للانضمام لتحرير اليمن من احتلال عصابة الحوثي الإرهابية الإيرانية"، مقدمًا شكره لأفراد المقاومة المشتركة الذين يحرصون على سلامة الأهالي قبل الدخول في أي معركة.

 

ذكريات حوثية سيئة

وبينما كان وفد الوكالة يواصل سيره إلى بقية قرى منطقة الفازة لاستكمال الاطلاع على الوضع في المنطقة صادف مواطنًا آخر كان متجهًا إلى أحد المحلات التجارية، سأله عن الذكريات التي خلفتها ميليشيا الحوثي بعد فرارها من المنطقة، وكانت إجابته بالإشارة إلى أحد المنازل القريبة، متابعًا "هذا وكر الشيطان المشرف الحوثي، هذا استباحنا وأراضينا وأملاكنا وشردنا كان هذا مقره والوصول إليه كان عبر سبع نقاط".

 

كان يشير بيده نحو منزل قيادي في المليشيا، توجه إليه وفد الوكالة لاحقًا بدافع الفضول لمعرفة ما الذي تركه القيادي الحوثي، فوجد أدوات صناعة ألغام فردية محرمة دوليًا، كان يزرعها القيادي الحوثي في القرى السكنية بالمنطقة، ووجد أيضاً خنادق عديدة في محيطه.

 

عندما سأل الوفد المواطن عن هدف الخنادق، أوضح أن القيادي الحوثي ومن معه من العناصر الحوثية كانوا يفرون إلى هذه الخنادق للاختباء من مقاتلات التحالف العربي، واللافت أن العناصر الحوثية كانت تغطي الخنادق بأبواب ونوافذ المسجد القريب من المنزل.

 

وقال وهو يودع وفد الوكالة:" الحمد الله الذي فرج علينا ونصرنا" ليتضح بجملته أن الأهالي ذاقوا شتي أنواع المعاناة والانتهاكات من قبل ميليشيا الحوثي التي بات مؤكدًا أنها لا تؤمن بأي قيمة من القيم الوطنية وعادات وتقاليد المجتمع اليمني ولعل انتزاع أبواب ونوافذ المسجد لاستخدامه في تغطية خنادقها خير دليل على ذلك، زد إليه إنشاء معامل صناعة الألغام في قرى المواطنين وزرعها في أراضيهم.

 

وبين اللقاء مع المواطن الأول والثاني، شاهد وفد الوكالة حجم الدمار الذي خلفته ميليشيا الكهنوت قبل مغادرة المنطقة، إضافة إلى مئات الألغام التي انتزعتها القوات المشتركة من قرى المنطقة.

 

ساحل الفازة يعود للحياة 

وقبل إكمال الوفد زيارته توجه إلى ساحل الفازة، ليجد هناك الساحل يعج بالرواد من أهالي المنطقة بمتخلف أعمارهم يمارسون حياتهم ويتنفسون هواء الحرية ويغيرون جو حياتهم في الساحل بعد أن عكرته المليشيا خلال الثلاث السنوات الماضية بسبب جرائمها وممارساتها.

 

قال أحد الأهالي المسنين: "دفعنا ضريبة القبول بهؤلاء المتطرفين، والله لولا أني كبير بالسن لكنت في أوائل الصفوف ليكون لي شرف المشاركة مع جميع شرفاء وأحرار الشعب اليمني في الانتصار ودحر عصابة الإرهاب واستعادة الجمهورية".

 

وتابع حديثه: اليمن ستتحرر من كابوس الحوثي الإرهابي، مؤكدًا أن الحوثية مرض ستتطهر اليمن من شرها قريبًا، مختتما تصريحه بالتأكيد أن الانتصار على الحوثي وقاية وحماية للأجيال القادمة ليعيشوا بسلام وحرية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية