يعاني السكان في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة ميليشيا الحوثي من العوائق والخسائر التي ألحقتها بهم شبكة الطرق المتهالكة، وزيادة تكاليف النقل جراء تلف آلاف الكيلو مترات من الطرق الفرعية والرئيسية، وتحول غالبيتها إلى طرق ترابية.
 
شهدت شبكة الطرق في اليمن نمواً كبيراً على مدى العقود الأخيرة، وكان لها آثار كبرى على السكان والنشاط الاقتصادي والاندماج الاجتماعي، إلا ان انقلاب وفساد الميليشيا ألحق دمارا بأكثر من 24% من إجمالي شبكة الطرق، وفقاً لبيانات البنك الدولي.
 
تشير التقارير إلى أن الحكومات المتعاقبة أنفقت أكثر من 500 مليار ريال، ما يقارب خمسة مليارات دولار بمتوسط سعر الصرف، لتشييد شبكة متطورة للطرق تلبي احتياجات التنمية، وتربط كل أجزاء الوطن ببعضها.   
 
منذ انقلابها على الدولة أواخر 2014، أوقفت ميليشيا الحوثي صيانة الطرق، وتعثرت مئات مشاريع الطرق في كافة القرى والمدن اليمنية، كما تعمدت تدمير المؤسسة العامة للطرق والجسور، أحد أكبر المؤسسات العملاقة الحكومية في البلاد والتي أنجزت المئات من المشاريع والطرق والجسور منذ إنشائها قبل 33 عاماً.
 
وتؤكد مصادر في المؤسسة أن المسئولين الذين عينتهم الميليشيا الحوثية في المؤسسة نهبوا كل معداتها وسلموها لمتنفذين، يتبعون الميليشيا، تحولوا إلى مقاولين لمشاريع خاصة بديلاً عن المؤسسة الحكومية.
 
وأضافت المصادر إن الميليشيا دمرت مؤسسة الطرق والجسور بنهب ممتلكاتها، وأرصدتها وودائعها المالية التي كانت تتواجد في عدد من البنوك في اليمن وخارجها، وحرمت موظفي المؤسسة من مرتباتهم منذ أكثر من ست سنوات.
 
وتقول المصادر إن الميليشيا الحوثية قامت ببيع عقارات وأصول مؤسسة الطرق من الأراضي والمعدات، حتى أصبحت عاجزة عن تنفيذ أي مشاريع.
  
وتلعب الأضرار التي لحقت بشبكة طرق التوزيع دوراً بالغ الأهمية في تحديد أسعار المواد الغذائية، إذ تضاعفت أسعار نقل السلع الرئيسية كالقمح والدقيق والصلب ثلاث مرات بين عامي 2015 و2019، الأمر الذي أدى إلى زيادة السعر النهائي للمنتجات المنقولة.
 
إضافة الى ارتفاع تكاليف تشغيل المركبات وزيادة الخسائر الناتجة عن الحوادث، وخلق مناخ طارد للاستثمار.
 
 توقفت ميليشيا الحوثي عن تنفيذ أي مشاريع، فيما تواصل منذ سنوات تحصيل الموارد من ضرائب وأرباح المؤسسات والشركات الحكومية، والقروض الخارجية، وممارسة الكذب على الشعب اليمني، بتسويق مشاريع البنك الدولي بأنها من إنجازاتها.
 
وتؤكد مصادر بأن الحوثيين يمارسون العديد من الضغوط على المستثمرين ومؤسسات القطاع الخاص، بإصلاح الطرقات المتضررة من السيول في العاصمة صنعاء بعد فشلها وتنصلها عن القيام بواجباتها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية