بحثًا عن وقود إضافي للحرب.. مليشيا الحوثي تصارع لحشد مقاتلين بعد انتكاستها في مأرب
بدأت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تحشيد عناصر إضافية مغرر بها من عدة محافظات خاضعة لسيطرتها، بناء على توجيهات زعيمها الإرهابي عبدالملك الحوثي، الذي حثها على مزيد من التحشيد لتعويض ما خسرته في مأرب.
وقالت مصادر متطابقة، إن زعيم المليشيا استنفر كبار قادتها في صنعاء وعمران وذمار والمحويت وإب وتعز لحشد شيوخ القبائل وعقد العشرات من الاجتماعات على مستوى المديريات والقرى.
وأضافت المصادر أن الحوثي وجه بهذه الخطوات العاجلة لتنفيذ خطة الحشد الجديدة، بعد أن دفع بالقيادي المقرب منه والمعين منه رئيسا للاستخبارات العسكرية ابو علي الحاكم لتولي الضغط على شيوخ القبائل في صنعاء وما جاورها.
وأشارت المصادر إلى أن أبو علي الحاكم المصنف على لائحة الإرهابيين الدوليين كُلف بالتحشيد في صنعاء وما جاورها، قبل أن يتوجه إلى محافظة ذمار لإسناد عمليات التحشيد التي دعا لها المنتحل لصفة المحافظ محمد البخيتي.
وأكدت المصادر أن قادة المليشيا في كل من إب والمناطق الخاضعة لها في تعز عقدوا اجتماعات مماثلة لحشد المجندين من قبل المشرفين المحليين وشيوخ القبائل وحضوا على جمع الأموال والتبرعات العينية لصالح المليشيا.
وتجرعت مليشيا الحوثي الإرهابية هزيمة ساحقة في تخوم مأرب على أيدي قوات الجيش والقبائل الذين تمكنوا من الإجهاز على أنساق المليشيا المهاجمة بمساندة جوية فاعلة من طيران التحالف العربي.
وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن المليشيا الإرهابية تكبدت في جبهات مأرب والجوف المجاورة خلال الأسبوعين الأخيرين أكثر من ألفي قتيل وجريح إلى جانب عشرات الأسرى أثناء محاولتها إطباق الخناق على مأرب بأنساق متتابعة من المقاتلين.
وتعكف قيادات كبيرة في المليشيا على زيارات واجتماعات مع الوجهاء والعسكريين في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، في مهمة مزدوجة تستهدف التجنيد من جانب، ومن جانب آخر فتح قنوات تواصل مع المتواجدين من أبناء هذه المناطق في مأرب لإقناعهم بالعودة مقابل الأمان.
وعلى المستويين فشلت المليشيا في تحقيق استجابات مرغوبة، إذ لم تسفر عمليات التواصل عن عودة متواجدين في مأرب إلى مناطق السيطرة الحوثية، غير تلقي المليشيا انتقادات بسبب نكث قياداتها لعهود سابقة مماثلة، وتفجير منازل بعض الفارين إلى مأرب ونهب ممتلكات البعض ومصادرة وظائف البعض الآخر، غير التزام قياداتها بالأمان للعائدين على أنفسهم وبذات الوقت رفض أية نقاشات مع الوجهاء حول ضمانات الحفاظ على أرواح الفارين من البطش الحوثي وإرجاع منهوباتهم وتعويضهم.
وحاولت المليشيا امتصاص خسائرها وحاجتها لحشود بشرية كبيرة في مأرب، مقابل ضعف الاستجابة لهم من أبناء القبائل، بإجبار موظفين حكوميين بالتوجه إلى الجبهات واستدعاء ضباط وجنود في الجيش السابق لصرف نصف راتب والتأكد من تواجدهم في مناطقهم وحث الشباب منهم للتوجه إلى القتال. كما اضطرت للدفع بعناصر من نخبتها العسكرية مما يسمى بكتائب الموت إلى أتون المحرقة السبأية.