قتل الحاضر والعبث بالمستقبل..سوق سوداء حوثية للكتاب المدرسي
مليشيا لا تعرف من إدارة الشؤون العامة غير الدماء والانتهاكات والممارسات الفاشية وتقطيع النسيج الاجتماعي إلى أشلاء على أسس طائفية وسلالية، وبجانب هذا وذاك لا ترى من وظائف الدولة غير الجباية، حتى عبثت بكل شيء في واقع اليمنيين، بما فيه التعليم، المؤشر الحقيقي لاتجاهات المستقبل.
وعلى هذا المجال الحيوي المهم لأي شعب يتطلع للنهوض وتجاوز العثرات، عكفت مليشيا الحوثي الموالية لإيران، على تحويل التعليم من أداة تنشئة اجتماعية منسجمة وحق دستوري وقانوني وإنساني لكل مواطن يمني إلى وسيلة تزييف وتطييف لوعي حملة مشاعل المستقبل، وإلى دكانة جباية ونهب لأموال المستطيعين وتنفير لأولياء أمور من مقاربة أبنائهم للتعليم كحق أساسي مجاني.
تعاني المدارس الحكومية والأهلية في العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية، من انعدام الكتب المدرسية التي لم تنلها بعد يد التعديل وفق الأجندة الطائفية الحوثية، مما سبب حالة إرباك للعملية التعليمية وتأثير سلبي يهدد بتسرب الطلبة من المدارس.
قال مصدر تربوي إن انعدام المناهج الدراسية اضطر المدارس الحكومية إلى توزيع كتب دراسية قديمة، وتجبر الطلاب على إعادتها نهاية العام الدراسي، في حين تسارع في توزيع الكتب التي تم تعديل محتوياتها، على مختلف المدارس.
وأضاف أن المدارس الحكومية في صنعاء لم تستلم أي مناهج دراسية جديدة من وزارة التربية والتعليم الحوثية منذ أربع سنوات، عدا المعدلة، وأن وزارة التربية طالبت مدراء المدارس الحكومية بإجبار الطلاب على إعادة الكتب الدراسية نهاية كل عام ليتم توزيعها مرة أخرى.
وأكد تربويون تعمد قيادات مليشيات الحوثي في وزارة التربية والتعليم، حرمان الطلاب من حصولهم على الكتاب المدرسي، مشيرين إلى وجود مماطلة من قبل إدارات المدارس الموالية للجماعة، فيما يتعلق بتأمين الكتب المدرسية للطلبة.
وفي المقابل شكا سكان العاصمة صنعاء من تزايد بسطات بيع الكتب الدراسية في شوارع العاصمة وبأسعار باهظة.
يقول أحد الآباء أن ابنه الذي يدرس في الصف السادس الأساسي لم يتسلم من المدرسة غير كتابين قديمين فقط، مما اضطره لشراء بقية المنهج من السوق السوداء لبيع الكتب الدراسية في شارع التحرير.
ويضيف أحد أولياء طلاب يدرسون في مدارس أهلية أنه دخل في خلاف مع مدارس أولاده بسبب الرسوم المرتفعة تحت بند الكتب المدرسية، مشيرا إلى أن إدارات تلك المدارس أفادت أن وزارة التربية لا تزودهم بالمناهج الدراسية ما يلجئهم للشراء من السوق السوداء. وقال إن المسؤولين الإداريين خيروه بين دفع الرسوم أو الشراء للكتب من حيث ما أراد.
وكشف مصدر خاص في مزعوم وزارة التربية والتعليم الحوثية عن قيام نافذين يعملون في الوزارة ومطابع الكتاب المدرسي، ومحسوبين على قيادات مليشيا الحوثي، ببيع الكتاب المدرسي في الأسواق السوداء بمناطق سيطرتها، على حساب مصلحة الطلبة ومستقبلهم الدراسي.
وأشار إلى أن السبب الرئيسي وراء اختفاء الكتاب المدرسي خلال السنوات الماضية والسنة الحالية، يكمن في وقوف هؤلاء المتنفذين التابعين للجماعة الحوثية، ومتاجرتهم بالعملية التعليمية وبالكتاب المدرسي ومستقبل الطلبة في مناطق سيطرتها.
وتواصل مليشيا الحوثي الانقلابية المضي قدما في خطتها التدميرية لمنظومة التعليم الحكومية بأساليب تنوعت بين استغلال المدارس وتحويلها إلى مصادر إيرادية لتغذية حروبها العبثية، وبين تعمدها عدم توزيع المناهج الدراسية لطلاب المدارس وبيعها في السوق السوداء.
كما تقوم وفق خطة طائفية بإجراء تعديلات في المناهج الدراسية تلبي رغبات المليشيا الشيعية الصفوية بنشر ثقافة العنف والكراهية في أوساط المواطنين بمختلف شرائحهم، وعلى رأسهم طلبة المدارس، في محاولة منها لإقناع أكبر عدد بمشروعها الطائفي المستورد من الحوزات الإيرانية، على حساب مصالح أبناء الشعب اليمني وأمن واستقرار مستقبلهم.