أنشأت صندوقا للنهب.. (100) ألف مريض بالسرطان في مهب ابتزاز مليشيا الحوثي
تفاقمت حياة مرضى السرطان في اليمن بسبب الحرب الناتجة عن الانقلاب الحوثي والتي أدت إلى تدهور المؤسسات الصحية بشكل عام، وكان النصيب الأكبر من المعاناة من نصيب المركز الوطني لعلاج الأورام في العاصمة صنعاء، والذي استغلته مليشيا الحوثي بكل الجوانب أشد استغلال، غير آبهة بمعاناة المرضى وتفاقم وضعهم الصحي.
وبحسب مصادر طبية فإن مركز علاج الأورام سجل أكثر من ٧٥ ألف حالة مصابة بالسرطان خلال الأربعة الأعوام الماضية.
صندوق نهب حوثي
أسست مليشيا الحوثي ما يسمى بصندوق مكافحة السرطان والذي تبدأ مهمته بنهب التبرعات المالية المخصصة لمركز السرطان والتي فرضتها على المؤسسات الإيرادية الخاصة والعامة، وكانت مليشيا قد قررت نسبة 5% من دخل المؤسسات لصالح الصندوق الحوثي، ومن هذه المؤسسات شركة التبغ والكبريت، وكل شركات الاتصالات، وميناء الحديدة، والمنافذ الجمركية التي استحدثتها مليشيا الحوثي.
وقال مصدر طبي إن الإيرادات التي يحصل عليها الصندوق الحوثي وصلت إلى 30 مليار ريال خلال عام واحد.
وأشار المصدر إلى أن مركز الأورام لا يحصل على شيء من هذه الأموال التي يجنيها الصندوق باسم مرضى السرطان والمركز، وأن تلك الأموال تنهبها المليشيا الحوثية، وتستغلها لتمويل الجبهات.
وأضاف المصدر أن المليشيا لا تدفع رواتب الموظفين في المركز الوطني لعلاج الأورام، وكون المركز مؤسسة حساسة، وهو المركز الوحيد لعلاج الأورام السرطانية ل19 محافظة يمنية، وفي حال توقفه سيتضرر أكثر من 100 ألف شخص من مرضى السرطان في الجمهورية، مما اضطر المنظمات الإنسانية لدفع مكافآت شهرية للموظفين من أجل استمرار عمل المركز. وواصل أن المليشيا الحوثية لازالت تستقطع مبالغ من هذه المكافآت المخصصة لموظفي المركز.
تدهور خدمات المركز
تدهورت خدمات المركز الوطني لعلاج الأورام، بسبب الأزمة التي تعيشها البلاد، وأوشك على الإغلاق أكثر من مرة خلال الأعوام الماضية، بسبب ما يعانيه من تدهور ميزانيته، والتي باتت تعتمد تماما، على الدعم الخارجي المحدود المقدم من المنظمات.
قال "ن ن"، مرافق والدته المصابة بسرطان الثدي، إنه يقوم بشراء كل الأدوية والمستلزمات الطبية من الصيدليات خارج مركز الأورام، متأسفا على ما وصل إليه المركز من سوء الخدمات، لدرجة أنه يُطلب منه شراء " الحقن الفارغة " والفراشات من الصيدليات الخارجية، في حال احتاجت والدته لضرب الحقن في المركز.
وقال مصدر طبي في المركز، إن العلاج الكيميائي الذي توفره المنظمات، يتأخر وصوله وينعدم لأشهر أحيانا، وهذا ما يفاقم الحالة الصحية للمرضى والذين لا يقدرون على شراء الأدوية المهربة من السوق، وبالرغم من خطورة هذه الأدوية المهربة والخاصة بمرضى السرطان إلا أن أغلب المرضى يلجؤون إليها.
وقال مصدر في وزارة الصحة الحوثية، إن المليشيا تتعمد عرقلة وصول الأدوية الخاصة بمركز السرطان، وتوقيفها بالوزارة لأشهر بحجة فحصها، وتضع هذه العراقيل من أجل إتاحة السوق أمام التجار التابعين للمليشيا الذين يوفرون الأدوية المهربة الخاصة بمرضى السرطان، لبيعها بأسعار باهظة، غير مبالين بتدهور الحالة الصحية والاقتصادية لدى المرضى.
استغلال المرضى
تعددت معاناة مرضى السرطان بين غياب الرحمة لدى مسؤولي إدارة المركز الحوثيين وبين استغلالهم من قبل بعض الأطباء والأخصائيين في المركز.
قال "ع. م"، وهو والد طفلة مصابة بسرطان في العمود الفقري إن الأخصائي المسؤول عن علاج ابنته، يطلب منه القيام بزيارات إلى عيادته الخاصة، وقال إن الغرض "أن أدفع رسوم الدخول في عيادته في كل مرة أذهب إليها"، وقال إنه يمكنه زيارة الأخصائي في مركز الأورام لكن الأخصائي يطلب أن تكون الزيارة في عيادته الخاصة.
وأضاف أن الاخصائي قرر لابنته 12 جرعة كيميائية، وطلب منه أن يأخذ الجرع من مركز الأورام ويذهب إلى العيادة الخاصة به للإعطاء، بالرغم أن بإمكان الممرضين في مركز الأورام أن يعطوا المريض الجرعة أسوة ببقية المرضى الذين يتم أعطاؤهم الجرع في المركز، لكن الأخصائي طلب هذا من أجل ان أدفع خمسة آلاف في كل جرعة بعيادته.
وأردف والد الطفلة المريضة أنه قام بإعطاء ابنته ثلاث جرعات في المركز وعندما ذهب إلى الأخصائي كونه المكلف بمتابعة الحالة، طلب منه دفع 15 ألف لعيادته بسبب أنه لم يأت إليها خلال تلك الجرعات، وهدده بعدم متابعة حالة الطفلة إذا لم يدفع هذا المبلغ للعيادة الخاصة به.
وقال "م. ع"، وهو أخ لمريض بسرطان في قدمه إن الأخصائي المسؤول عن متابعة حالة أخيه، طلب منهم بعد إكمالهم الجرعات الكيميائية، إجراء جلسات العلاج الفيزيائي للمريض في مستشفى خاص ، بالرغم من وجود جهاز الإشعاع في مركز الأورام.
وأشار إلى أن أخيه حسب تقرير الأخصائي بحاجة إلى ثمان جلسات إشعاع، وكل جلسة إشعاع في المستشفى الخاص تكلفهم دفع 35 ألف ريال، وهذا قد يجعلهم لا يكملون العلاج كون المبلغ باهظا مقارنة بحالتهم المالية المتدنية.
بسبب الإدارة الحوثية للمركز ووزارتهم الصحية، يستمر هذا الابتزاز الذي يتعرض له مرضى السرطان من قبل بعض الأخصائيين في مركز الأورام، دون أي رحمة لهؤلاء المرضى، وتستمر المليشيا الحوثية في تفاقم حالتهم الصحية.
