أعلنت البحرية الألمانية عودة الفرقاطة "هامبورج"، بعد مشاركتها في المهمة الأممية "إيريني" لتطبيق حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.

وقال القبطان يان فيتشن، قائد الفرقاطة، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الألمانية، إن هامبورج تمكنت من "تقديم إسهام واضح وكبير في تحقيق الاستقرار في المنطقة البحرية قبالة ليبيا". 

وكان جنود السفينة وعددهم أكثر من 200 قد شاركوا منذ أغسطس/آب الماضي في عملية "إيريني" التابعة للاتحاد الأوروبي لمراقبة الالتزام بالقرار الأممي الخاص بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.

وأواخر الشهر الماضي اتهمت برلين أنقرة بإعاقة عمليات قواتها المشاركة في المهمة "إيريني"، ما فاقم الأزمة بين البلدين على خلفية انتقادات ألمانيا للاستفزازات التركية شرق المتوسط.

 

إطلاق إيريني

وأطلق الاتحاد الأوروبي في السابع من مايو/ أيار 2020، مهمة إيريني لمراقبة تنفيذ حظر الأسلحة على ليبيا، لتحل محل مهمة صوفيا التي أطلقت عام 2015، لكنها على عكسها مكلفة فقط بمراقبة حظر الأسلحة دون التدخل في تهريب البشر.

واتفق الاتحاد الأوروبي على تداول قيادة العملية بين إيطاليا واليونان كل ستة أشهر. وتعمل المهمة في شرق المتوسط لمراقبة السفن التي يشتبه في نقلها أسلحة ومقاتلين إلى ليبيا.

17 تقريرا

وفي 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أكدت العملية "إيريني" أنها رفعت 17 تقريرا إلى الأمم المتحدة، تتضمن رصدا لخروقات لقرار حظر وصول السلاح إلى البلد المثقل بحرب لم تضع أوزارها منذ سنوات.

وقال قائد "إيريني"، الأدميرال فابيو أجوستينى، إن العملية فحصت، في حوالي 8 أشهر (انطلقت في 31 مارس/آذار الماضي)، نحو 1400 سفينة و130 رحلة جوية، فضلا عن مراقبة 16 ميناء ومحطة نفطية، و25 مطارا.

عبث بأمن ليبيا.. 17 تقريرا أوروبيا حول انتهاك حظر السلاح

وأضاف أن العملية قامت بـ61 زيارة توافقية على متن سفن تجارية، وتفتيش 6 سفن تجارية تم تحويل إحداها إلى ميناء يوناني، لمنع تسليم الوقود إلى الطائرات العسكرية.

آخر هذه الزيارات التفتيشية، تلك التي كشف عنها الجيش الألماني في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أن منعت تركيا قوات ألمانية تعمل ضمن "إيريني" من تفتيش سفينة شحن تابعة لها، يُعتقد أنها تنقل أسلحة إلى ليبيا.

مسرحية فاشلة

وفي أعقاب الحادث، شكك خبراء ليبيون، في جدية المجتمع الدولي لإيجاد حل في ليبيا ومنع شحنات الأسلحة التركية من الوصول إلى المليشيات المسلحة في البلاد.

"إيريني" لا تمنع أسلحة أردوغان لليبيا.. خبراء يفندون الأسباب

وأكد الخبراء لـ"العين الإخبارية"، أن عملية "إيريني" لمراقبة حظر الأسلحة المفروض على ليبيا لم تمنع آلاف الرحلات التركية لنقل السلاح والمرتزقة إلى مليشيات السراج، مشيرين إلى أن المحاولة الألمانية الأخيرة بتفتيش سفينة شحن تركية كانت "مسرحية فاشلة".

وقال خالد الترجمان، المحلل السياسي الليبي، إن عملية إيريني لمراقبة فرض حظر الأسلحة على ليبيا لا معنى لها وهي "مجرد ذر الرماد في العيون"، مشيرًا إلى أنها لم تستطع إيقاف البوارج والأسلحة التركية، من نقل شحنات الأسلحة إلى ليبيا.

وأوضح أن تركيا دعمت المليشيات المسلحة في ليبيا بالسلاح والخبراء والمرتزقة والفنيين والمدربين، فضلاً عن عن قصف مواقع الجيش الليبي بالبوارج العسكرية، تحت سمع وبصر المجتمع الدولي.

ضجيج بلا طحن

أما المحلل الليبي كامل المرعاش فطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بدعم الجيش الليبي بشكل حقيقي للقضاء على الإرهابيين والمرتزقة، ولإخراج "المستعمر التركي" من ليبيا، لبناء الدولة الوطنية الموحدة.

ووصف المرعاش، عملية إيريني بـ"الضجيج بلا طحن"، مشيرًا إلى أنها منذ انطلاقها لم تستطع أن تضبط أو تمنع آلاف الرحلات التركية لنقل السلاح والمرتزقة، إلى ميليشيات السراج.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية