العالم ينتظر لقاح الأمل.. ومخاوف "قوميته" تهدد الفقراء
في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من أن "قومية اللقاح" تتحرك بأقصى سرعة، ما يترك الفقراء في جميع أنحاء العالم يراقبون الاستعدادات للتطعيم ضد فيروس كورونا المستجد في بعض الدول الغنية، ويتساءلون عما إذا كانوا سيتلقون التطعيم ومتى، خلصت دراسة نشرها موقع "بيزنس إنسايدر" الأميركي إلى أن شخصاً واحداً من كل 10 أشخاص سيحصل على اللقاح في حوالي 70 دولة، مؤكدة أن الدول الغنية قد "احتكرت" اللقاحات مسبقاً.
وبحسب الموقع، فقد قدر تحالف "لقاح الشعب"، وهو شبكة مكونة من جمعيات خيرية مثل منظمة العفو الدولية وأوكسفام، أن ما يقارب 70 دولة ستكون قادرة على تطعيم واحد فقط من كل 10 أشخاص من مواطنيها في العام المقبل إن لم تحصل على المساعدة.
كما أشارت الدراسة إلى أن مجموعة من أغنى دول العالم لديها ما يكفي لتطعيم جميع سكانها زهاء 3 مرات.
كذلك افترضت تلك الإحصائية أن جميع اللقاحات قيد التجارب السريرية حاليا، ستتم الموافقة عليها للاستخدام، مشيرة إلى أن وسط حالة من عدم اليقين في وقت سابق من هذا العام حجزت دول مثل الولايات المتحدة مئات الملايين من جرعات اللقاح من العديد من الشركات المصنعة كخطوة استباقية.
ووفق الدراسة، فإن الدول الغنية متهمة بـ"تكديس" لقاحات كورونا، مما يترك الدول الفقيرة في خطر مواجهة تفشي المرض لسنوات.
"العفو الدولية": هذا احتكار!بدوره، اعتبر ستيفن كوكبيرن رئيس قسم العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية تلك الاستراتيجية بأنها "احتكار"، وأضاف في بيان صحافي أن احتكار اللقاحات يقوض نشاط الجهود العالمية لضمان حماية الجميع في كل مكان من كوفيد 19.
كما تابع أن الدول الغنية لديها التزامات واضحة في مجال حقوق الإنسان، ليس فقط بالامتناع عن الأعمال التي قد تضر بالحصول على اللقاحات في أماكن أخرى، ولكن أيضا للتعاون وتقديم المساعدة للدول التي تحتاج إليه، بحسب تعبيره.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد جدد دعوته إلى التعامل مع اللقاحات باعتبارها "منفعة عامة عالمية"، ومتاحة للجميع، في كل مكان على كوكب الأرض، وخاصة في إفريقيا.
وناشد للحصول على 4.2 مليار دولار في الشهرين المقبلين لمشروع كوفاكس التابع لمنظمة الصحة العالمية، وهو مشروع طموح لشراء لقاحات فيروس كورونا وتقديمها لأفقر الناس في العالم.
طريقة ضمان وحيدةوبعد اجتماع عن بعد للأمم المتحدة مع الاتحاد الإفريقي، قال غوتيريش في مؤتمر صحافي إن تمويل كوفاكس هو الطريقة الوحيدة لضمان توفير اللقاحات في إفريقيا ومناطق نامية أخرى.
بدوره، اعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في اجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي بشأن كوفيد-19 أن الضوء في نهاية النفق يزداد سطوعاً بشكل مطرد لإنهاء الوباء.
إلا أنه أضاف أن اللقاحات يجب أن تُشارك بالتساوي باعتبارها منفعة عامة عالمية، وليس كسلع خاصة تزيد من عدم المساواة وتصبح سببًا آخر لتخلف بعض الناس عن الركب.
وتابع تيدروس أن برنامج مسرّع الإتاحة لمنظمة الصحة العالمية الذي يعاني من نقص الأموال لتطوير وتوزيع اللقاحات بنزاهة، والذي يتضمن مشروع كوفاكس، معرض لخطر أن يصبح لفتة نبيلة ليس إلا" دون تمويل جديد كبير.
كما أشار إلى أن كوفاكس سيتطلب 23.9 مليار دولار إضافية خلال عام 2021، مشددا على أن إجمالي كلفة المشروع البالغة 28 مليار دولار تمثل أقل من 0.5 بالمئة من 11 تريليون دولار هي قيمة حزم التحفيز الاقتصادي التي أعلنتها حتى الآن مجموعة العشرين، أغنى دول العالم.
ضوء أخضر وأمل حقيقيوبدأت المملكة المتحدة وروسيا بالفعل في تطعيم الناس ضد فيروس كورونا.
وفي الولايات المتحدة، قد يحصل لقاح فايزر على الضوء الأخضر للاستخدام الطارئ في الأيام المقبلة، ولقاح مودرنا في غضون أسابيع. وأعلنت كندا الموافقة على لقاح فايزر يوم الأربعاء.
إلى ذلك، أوضح غوتيريش أن 54 دولة في إفريقيا سجلت أكثر من 2.2 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا وأكثر من 53000 حالة وفاة بسبب كوفيد-19.
وتابع أن هناك أملا حقيقيا في أن اللقاحات - بالاقتران مع تدابير الصحة العامة الأخرى - ستساعد في التغلب على الوباء، لكنه أضاف أنه لإنهاء الجائحة، يجب أن تكون اللقاحات متاحة للجميع، وأن معظم البلدان الإفريقية تفتقر إلى التمويل للاستجابة بشكل مناسب للأزمة، ويرجع ذلك جزئيا إلى انخفاض الطلب وأسعار صادراتها السلعية.