وكالات الأمم المتحدة: نافذة منع عودة المجاعة إلى اليمن تغلق بسرعة
أرهقت ميليشيا الحوثي، طرف إيران في اليمن، خلال السنوات الخمس والنصف الماضية، اليمنيين، وتركتهم منهكين وكثير منهم يكافحون من أجل الحصول على المياه النظيفة والغذاء والدواء.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أن نافذة منع عودة المجاعة إلى اليمن تغلق بسرعة، مع تقييم جديد يظهر أن الملايين قد يتجهون أكثر نحو الجوع في الأشهر المقبلة.
جاء التحذير في الوقت الذي أظهر فيه مسح للأمن الغذائي، يُعرف باسم تقييم تحليل تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل لليمن، أن آلاف الأشخاص ينزلقون إلى المجاعة - وهو رقم من المتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات في النصف الأول من العام المقبل - بينما شهد ملايين آخرون تراجعاً في الوصول إلى الغذاء.
وبحسب تحليل جديد لتصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل لليمن، يواجه الآن ما يقدر بنحو 16500 شخص وضعاً كارثياً شبيهاً بالمجاعة، والذي قد يرتفع إلى 47000 شخص يونيو 2021.
في الشهر الماضي، أخبر منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارك لوكوك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن النداء البالغ 3.4 مليار دولار لعام 2020 لليمن لم يتلق سوى 1.5 مليار دولار، أو حوالي 45٪.
وقال إنه بحلول هذا الوقت من العام الماضي، تلقت الأمم المتحدة ضعف ذلك المبلغ - حوالي 3 مليارات دولار.
وبحسب التقييم الأخير لتحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن أكثر من نصف سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة يتعرضون لخطر الانزلاق إلى "مستويات متفاقمة من الجوع" بحلول منتصف عام 2021، وفقاً لبيان مشترك صادر عن برنامج الغذاء العالمي واليونيسيف ومنظمة الأغذية والزراعة.
يحذر التحليل من أن أعداد الأشخاص الذين يواجهون المرحلة الرابعة من انعدام الأمن الغذائي - مرحلة الطوارئ - مهيأة للزيادة من 3.6 مليون إلى 5 ملايين في النصف الأول من عام 2021 - والتي، دون تغيير المسار، ستضع البلاد على حافة الهاوية، المجاعة.
قال ديفيد بيسلي، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، إن اليمن على شفا المجاعة ويجب ألا ندير ظهورنا لملايين الأسر التي هي الآن في أمس الحاجة إليها.
قال مدير منظمة أوكسفام في اليمن محسن صديقي: لا يطاق أن ملايين الناس في اليمن على بعد خطوة واحدة من المجاعة ويكافحون مع مستويات كارثية من الجوع إلى جانب الصراع وكوفيد والكوليرا.
ومع ذلك، لم يقدم المانحون سوى نصف الأموال اللازمة هذا العام لتزويد الأشخاص الأكثر ضعفاً بالضروريات الأساسية مثل المياه النظيفة والغذاء والدواء.
ودخلت اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، جراء انقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على الدولة اواخر 2014، واسقطت مؤسسات الدولة بقوة السلاح.
في الأشهر الأخيرة، شهد اليمن انخفاضاً كبيراً في المساعدات الإنسانية حيث فشلت الدول العربية المانحة الرئيسية في الوفاء بالتعهدات السابقة.
وقالت الوكالات إن التخفيضات في الدعم الإنساني هذا العام، بما في ذلك المساعدات الغذائية، أدت إلى محو مكاسب الأمن الغذائي السابقة وتركت الأسر تعاني من فجوات متفاقمة في استهلاك الغذاء.
وأضافت، التخفيضات في العام المقبل ستستمر وقد يتم توسيعها، ما لم يتم تلقي التمويل بشكل عاجل.