منظمة حقوقية دولية تدعو للتحقيق في أحداث "مركزي" الحديدة
دعت منظمة "رايتس رادار" لحقوق الإنسان في العالم العربي، المجتمع الدولي للتحقيق في أحداث السجن المركزي بمحافظة الحديدة، الذي اقتحمته مليشيات الحوثي واعتدت على المعتقلين بالرصاص الحي ما أسفر عن مقتل 2 من السجناء أحدهما في السبعينيات من العمر، فيما أصيب أكثر من 20 آخرين متأثرين بالضرب وبالغازات المسيّلة للدموع.
ورصدت رايتس رادار حالة اعتداء مسلح من قبل ميليشيا الحوثي على نزلاء السجن المركزي في مدينة الحديدة، الساعة العاشرة من مساء الأربعاء 27 يونيو، حيث اقتحمت عربة مسلحة مصحوبة بناقلتي شحن متوسطة الحجم ساحة السجن المركزي وحاولت نقل السجناء بالقوة إلى مواقع مجهولة، وحين رفض السجناء الأوامر خشية نقلهم إلى جبهات القتال الحوثية، تعرضوا للاعتداء الجسدي وتطور الأمر إلى الاعتداء عليهم بالرصاص الحي ما أسفر عن مقتل 2 من السجناء أحدهما في السبعينيات من العمر، فيما أصيب أكثر من 20 آخرين متأثرين بالضرب وبالغازات المسيّلة للدموع.
وقالت مصادر من داخل السجن المركزي لرايتس رادار إن مسلحين حوثيين عزلوا بعض السجناء بعد هذه الحادثة ومارسوا ضدهم التعذيب الشديد بتهمة التمرّد، فيما لازال مصير بعض السجناء مجهولا، بينما تم نقل العشرات من السجناء قسراً إلى مواقع مجهولة يُخشى أن يستخدموا فيها دروعاً بشرية أو ينقلوا إلى جبهات القتال الحوثية.
وتلقت رايتس رادار بلاغا من أهالي نزلاء السجن المركزي في الحديدة يناشدون فيه الجهات المعنية بحقوق الإنسان والمجتمع الدولي إنقاذ حياة ذويهم السجناء مما وصفوه بالاضطهاد داخل السجون الحوثية، وكشفوا أنهم منعوا في اليوم التالي لحادثة السجن من إدخال الدواء والغذاء لبعض النزلاء وأن ذلك يهدد حياتهم.
وطالبت المنظمة، التي تتخذ من هولندا مقرا لها، الأمم المتحدة بسرعة التدخل الإنساني العاجل لإنقاذ حياة المدنيين في أحياء جنوب المدينة مثل حي مَنْظَر والرَبَصَة.
وكان أهالي حيّ الرَبَصَة المجاور لشمال مطار الحديدة قدموا شكوى عن قيام مليشيا الحوثي بطرد بعض السكان للتمترس في منازلهم، كما ذكر بعض سكان حي غُليل أن المسلحين الحوثيين نصبوا مدفعاً في حيهم ما عرّضهم للخطر.
وفي يوم الأربعاء 27 يونيو قتل 7 مدنيين من سكان حارة الجعبلي المجاورة لسور مطار الحديدة نتيجة سقوط قذيفة أطلقتها المليشيا.
ووجهت رايتس رادار دعوتها للمجتمع الدولي والأمم المتحدة على وجه الخصوص إلى الاضطلاع بدورهم المسؤول تجاه المدنيين في الحديدة، باعتبار ذلك التزاما أخلاقيا تقتضيه مبادئ الأمم المتحدة، تجاه سكان مناطق النزاع المسلح، وذلك بوضع حدٍ لمعاناة النازحين، كما طالبت بالتحقيق في أحداث السجن المركزي في الحديدة وحمايتهم من أية انتهاكات وأخطار تمسّ حياتهم.