تتواصل معاناة الآلاف من الأسر النازحة من مدينة الحديدة غربي البلاد، في العاصمة صنعاء في ظل تجاهل سلطة "الحوثيين" لها بل وعمدت إلى منع الإعلاميين من تسليط الضوء عليها.

 

وعلى وقع استمرار مليشيات الحوثي من التمترس في الأحياء الأهلة بالسكان وحفر الخنادق واعتلاء المباني وحشد المقاتلين والأسلحة الثقيلة في أوساط المدينة، بالإضافة إلى ممارساتها التعسفية وقطع المياه وحملات الاعتقالات، نزح الألاف من سكان مدينة الحديدة فارين من جحيم الحرب من "الموت" قتلاً إلى "الموت" جوعا.

 

النازح من مدينة الحديدة الهارب من المعاناة في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي إلى معاناة أكثر بحثا عن لقمة تسد الرمق وشربة ماء تعيد لهم الحياة.

 

 وتوزعت حركة النزوح واتجه نازحون إلى العاصمة صنعاء فارين من الموت تاركين ممتلكاتهم ومنازلهم خائفين على فقدانها بسبب انتشار اللصوص القادمين مع تعزيزات الحوثيين من وقت إلى آخر، واستقر آخرون في القرى المحيطة بالمدينة، فيما نزح البعض إلى المدن المحررة وآخرين إلى المدن والمناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.

 

ومنعت نقاط تفتيش المليشيا الحوثية في منطقة الراهدة جنوب مدينة تعز الكثير من نازحي الحديدة من التوجه إلى مدينة عدن واحتجزتهم بصورة مهينة وعملت على ابتزازهم كما يفيد نازحون.

 

ارتفاع إيجارات الشقق السكنية بصنعاء

وشكا عدد من نازحي الحديدة لمحرر "وكالة 2 ديسمبر"، من الارتفاع الكبير في إيجارات الشقق السكنية والمواد الغذائية والاستهلاكية بالتزامن مع تدفق الآلاف من الأسر النازحة إلى العاصمة صنعاء.

 

وأضافوا أن ملاك المنازل والشقق السكنية استغلوا معاناتهم برفع إيجارات الشقق السكنية مبررين ذلك بدفعهم إتاوات غير قانونية تحت مسمى "رسوم ضرائب، واجبات زكوية" لمليشيا الحوثي.

 

وأشاروا إلى أن أغلب أرباب الأسر النازحة يعانون من الفقر المدقع والجوع وانعدام مصدر الدخل حيث أنهم عاطلون بلا أعمال حتى الموظفين منهم مع الدولة لا يتسلمون رواتبهم منذ أن صادرتها مليشيا الحوثي منذ أكثر من عامين.

 

وأكد أحد النازحين لـ "الوكالة"، أن أكثر من نصف نازحيالحديدة في العاصمة صنعاء لا يزالون مشتتين في الفنادق ومنازل أقارب لهم، والكثير من تلك الأسر تعيش في دكاكين وبيوت صغيرة لا تسعهم في ظل تجاهل مليشياتالحوثي التي لم تلتمس أي شعور بالمسؤولية القانونية أو الإنسانية تجاه معاناتهم.

 

 ونزلت وكالة 2 ديسمبر إلى مدرستين هما مركزان من مراكز إيواء النازحين القادمين من الحديدة في مديرية الوحدة بالعاصمة صنعاء لاستطلاع أحوالهم.

 

وصل نحو 11500 نازح من محافظة الحديدة إلى مدرسة أبو بكر الصديق بمنطقة عصر منذ بدء النزوح ويتم استقبالهم وتوزيعهم إلى عدد من المدارس الأخرى المخصصة لاستقبال النازحين في مديريات أمانه العاصمة، فيما يقبع 120 فرداً من نازحي الحديدة في مدرسة بغداد.

 

ويمول عدد من فاعلي الخير "بنك الطعام" للأسر النازحة في مدرستي بغداد وأبو بكر الصديق في مديرية الوحدة.

 

وأفادت إحدى النازحات القابعات بمدرسة أبو بكر الصديق المدرسة المخصصة لنازحي الحديدة بحي عصر في تصريح لـ وكالة 2 ديسمبر": إن النازحين والنازحات يعانون من سوء معاملة عناصر مليشيا الحوثي بالإضافة إلى تجاهلها أوضاعهم المعيشية القاسية، لافتة إلى أن وعود الحوثيين تبخرت باستقبال النازحين من الحديدة بتوفير احتياجاتهم ومساعدتهم، وأن الكثير من النازحين يريدون العودة إلى منازلهم في الحديدة بالرغم من الحرب مفضلين الموت قتلاً بكرامة على الموت جوعاً بإهانة- حد قولها.

 

وقامت الدكتورة جميله العمري وكادرها الطبي والمتطوعين بجهود إيجابية للتخفيف من معاناة نازحي الحديدة الذين تكتظ بهم فصول مدرستي أبو بكر الصديق ومدرسة بغداد.. حيث يرابط الكادر الطبي المناوب على مدار 24 ساعة والذي يضم عددا من الأطباء والممرضين المتطوعين في مركزي إيواء النازحين في مدرستي أبو بكر الصديق ومدرسة بغداد لعلاج ورعاية المرضى من نازحي الحديدة بشكل طوعي بدون حصولهم على بدل يومي أو مستحقات.

 

وترددت 323 حالة من المرضى من نازحي الحديدة أمس الاثنين 2 يوليو 2018 على المخيمين بمديرية الوحدة في مركزي إيواء النازحين في مدرستي أبو بكر الصديق ومدرسة بغداد.

 

خطة لمساعدة النازحين

وناقشت الدكتورة جميلة العمري خطة قامت بإعدادها لمساعدة النازحين مع الكادر الطبي والمتطوعين في مدرسة أبوبكر الصديق بمنطقة عصر الاثنين 2 يوليو وتشمل هذه الخطة التعاقد مع المستشفيات الحكومية والخاصة حتی تستقبل الحالات التي تحتاج إلى نقل سريع للمستشفيات وتوفير سيارة إسعاف لنقل الحالات والتنسيق مع المختبر المركزي لاستقبال الحالات الحرجة التي تحتاج إلى فحوصات طبية.

 

احتياجات النازحين

ويعاني المخيمان الطبيان لنازحي الحديدة في مدرسة أبو بكر الصديق ومدرسة بغداد بمديرية الوحدة من نقص حاد في المحاليل وأدوية الأمراض المزمنة "القلب، السكر، الضغط" وغيرها.

 

- يحتاج المركزان إلى تفعيل نظام الإحالة والتعاقد مع أحد مستشفيات العاصمة صنعاء وذلك من أجل تحويل الحالات الحرجة من مرضى النازحين إليه.

 

- كما يحتاج المخيمان الطبيان إلى التعاقد مع المختبر المركزي لاستقبال حالات المرضى من النازحين المشكوك بإصابتها بالأمراض التي تسبب الأوبئة.

 

منع التصوير من قبل المليشيا

وتمنع مليشيات الحوثي كاميرات الصحفيين أو ناشطي منصات التواصل الاجتماعي من التقاط صور تظهر معاناة النازحين، وتقوم بمصادرة أي جوال محمول في حال التصوير بدون أي مبرر في إجراء تعسفي يكشف عن تعمد المليشيا إخفاء معاناة النازحين وتجاهلها القيام بواجباتها ومسؤولياتها كسلطة يقبع النازحين في ظلها.

 

كما تلقى معاناة النازحين من مدينة الحديدة في العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي تجاهلا من قبل المنظمات المحلية والدولية.

 

وقالت تقرير حقوقية دولية، إن اليمن جاءت بعد سوريا والعراق بواقع مائة وستين ألف حالة من حيث عدد النازحين داخليا جراء الحرب للعام الماضي.

 

وطبقاً للتقارير فإن اليمن يقف على حافة المجاعة الآن، حيث يحتاج نحو اثنين وعشرين مليون شخص من السكان، للمساعدة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية