"لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"، بهذه الجملة اختصر المصري مصطفى فاروق قصة حياته.

وعلى طريقة "الشيخ حسني" في الفيلم المصري الشهير "الكيت كات"، يعيش مصطفى فاروق بدون نعمة البصر التي فقدها خلال فترة شبابه، لكنه وفي حالة استثنائية رفض الاستسلام للواقع الأليم وقرر محاربته، لدرجة تجعله يفعل ما يعجز المبصر عن فعله، أحيانا. 

يقول مصطفى عن تجربته مع فقدان البصر: "ولدت بشكل طبيعي لكن كانت العينين مصابة، لكن فيه إبصارا بدأ يختفي تدريجيا حتى توقف تماما، لكنني تأقلمت وبدأت أعيش ورضيت بالبلاء".

حب مصطفى للكمبيوتر منذ أن كان مبصرا ازداد بعد فقدان نعمة البصر، وهو ما حول حياته تماما، إذ يقول: "كنت شغوفا جدا بجهاز الكمبيوتر عندما كنت مبصرا وأذهب إلى البنك وكنت أسعد جدا عندما أجد الموظف يقرأ بياناتي كلها بضغطة زر".

ويضيف حسب حديثه لصحيفة "اليوم السابع" المصرية: "كان لدي صديق يمتلك جهاز كمبيوتر، ذهبت إليه وبدأت أتعلم كيف يفتحه ويغلقه، واكتشفت أن هناك زرا لفتح الجهاز لكن لا يوجد زر لإغلاقه، وبدأت أتعلم كل شيء عن طريق العد، أي أضغط على زر وأعد حتى رقم معين لأتأكد أن الأمر تم تنفيذه".

يضيف مصطفى: "قابلت أصدقاء مكفوفين تعلموا الكمبويتر ببرامج النطق وكانت هذه نقطة انطلاقة لي بمثابة المعجزة وأصبحت كم هو في قارب تم تركيب موتور له".

بدأ مصطفى تعلم فك قطع أجهزة الكمبويتر وتنظيفها من الداخل وأصبح يتصفح صفحات الإنترنت ببرامج النطق، وأخيرا قرر افتتاح محل لصيانة أجهزة الكمبيوتر.

يقول: أستعين بأبنائي ليقولوا لي لون السلك أو ما الذي أضع يدي عليه، وهو ما أفعله أيضا في منزلي، أصلح الأجهزة الكهربائية وأعمال السباكة والكهرباء".

وأحيانا ما يقود مصطفى "توك توك" في الشارع الذي يقطن به ليؤكد أنه يفعل كل ما يحلو له وأن عجزه لا يوقف طموحه.

يختتم حديثه قائلا: "لقد حولت العمى إلى أضحوكة وفكاهة بدلا من أن يضحك هو علي وأصبح عاجزا في المنزل".

 

 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية